2021-12-12
حين بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جولته بدول الخليج الأسبوع الماضي (3-5 ديسمبر)، ظن بسطاء اللبنانين أن الأزمة اللبنانية ستنتهي، فبالنسبة لبعضهم فرنسا هي الأم الحانية، التي قد تحل مشاكل الولد الأرعن الذي يسحب لبنان للهاوية، لكن هذا لم يحدث.
ماكرون لم يبدأ جولته لتحقق لبنان مكاسب سياسية، رغم رغبته أن تخرج تلك الأخيرة من أزمتها، لكن كل ما فعلته جولته أنها وخزت فقاعة قرداحي، ليعود لحجمه الطبيعي، بعد محاولاته المضنية لسبغ الهالة الوطنية على مواقفه، متحججاً بالسيادة اللبنانية، التي جرحها هو شخصياً، حين جلس على كرسي الوزارة، وقام عنه بأمر فرنسي، لكن في المقابل حققت دول الخليج التي زارها الرئيس الفرنسي مكاسب أمنية وجيوسياسية جمة.
أبوظبي وجهت من خلال الصفقات التي تمت أثناء زيارة ماكرون لدولة الإمارات، رسائل سياسية لأمريكا بأن هناك شركاء آخرين. هذا من جانب، ومن جانب آخر دولة الإمارات هي الشريك الأساسي لفرنسا في المنطقة في عهد ماكرون (منذ 2017)، بعد أن كانت السعودية هي الشريك الأساسي في عهد فرانسوا أولاند (2012-2017)، وقطر كانت ذلك الشريك في عهد ساركوزي (2007-2012).
ولأن أبوظبي شريك تجاري وثقافي، تمت صفقتا الطائرات وتمديد عقد متحف اللوفر لـ10 سنوات أخرى. أما بالنسبة لقطر فقد كانت الزيارة أمنية بشكل واسع، أكدت فيها قطر حرصها على مكافحة كل من الإرهاب، وتبييض الأموال.
أما في السعودية، فكانت المكاسب جيواستراتيجية إلى حد بعيد، تم خلالها كسر الجليد بين السعودية والغرب، فزيارة ماكرون هي الأولى من نوعها، وحملت معها الاتفاق بين البلدين على تعزيز الشراكات الاقتصادية وتبادل الخبرات. أما الأهم فهو انتزاع السعودية موقفاً فرنسياً يصب في صالح الأمن القومي العربي، وصالح الشعب اللبناني، في البيان السعودي الفرنسي المشترك، الذي أعلنه ماكرون ووافقت عليه المملكة، متضمناً التالي: «لن يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية تزعزع أمن المنطقة، مع ضرورة حصر السلاح بيد المؤسسات الشرعية في لبنان، وضرورة الإصلاحات الشاملة فيها، متضمنه المالية والطاقة ومكافحة الفساد، وأخيراً الالتزام باتفاق الطائف».
ويمكن القول إن ماكرون عاد لوطنه بـ«هدايا سخية لعيد الميلاد»، من الاتفاقيات التجارية والثقافية التي درّت المليارات للحكومة الفرنسية وعززت موقف ماكرون نفسه للانتخابات المقبلة، لكن لبنان الذي يتحكم به حزب الله، لم يتغير به شيء سوى فرقعة فقاعة قرداحي.
ماكرون لم يبدأ جولته لتحقق لبنان مكاسب سياسية، رغم رغبته أن تخرج تلك الأخيرة من أزمتها، لكن كل ما فعلته جولته أنها وخزت فقاعة قرداحي، ليعود لحجمه الطبيعي، بعد محاولاته المضنية لسبغ الهالة الوطنية على مواقفه، متحججاً بالسيادة اللبنانية، التي جرحها هو شخصياً، حين جلس على كرسي الوزارة، وقام عنه بأمر فرنسي، لكن في المقابل حققت دول الخليج التي زارها الرئيس الفرنسي مكاسب أمنية وجيوسياسية جمة.
أبوظبي وجهت من خلال الصفقات التي تمت أثناء زيارة ماكرون لدولة الإمارات، رسائل سياسية لأمريكا بأن هناك شركاء آخرين. هذا من جانب، ومن جانب آخر دولة الإمارات هي الشريك الأساسي لفرنسا في المنطقة في عهد ماكرون (منذ 2017)، بعد أن كانت السعودية هي الشريك الأساسي في عهد فرانسوا أولاند (2012-2017)، وقطر كانت ذلك الشريك في عهد ساركوزي (2007-2012).
ولأن أبوظبي شريك تجاري وثقافي، تمت صفقتا الطائرات وتمديد عقد متحف اللوفر لـ10 سنوات أخرى. أما بالنسبة لقطر فقد كانت الزيارة أمنية بشكل واسع، أكدت فيها قطر حرصها على مكافحة كل من الإرهاب، وتبييض الأموال.
أما في السعودية، فكانت المكاسب جيواستراتيجية إلى حد بعيد، تم خلالها كسر الجليد بين السعودية والغرب، فزيارة ماكرون هي الأولى من نوعها، وحملت معها الاتفاق بين البلدين على تعزيز الشراكات الاقتصادية وتبادل الخبرات. أما الأهم فهو انتزاع السعودية موقفاً فرنسياً يصب في صالح الأمن القومي العربي، وصالح الشعب اللبناني، في البيان السعودي الفرنسي المشترك، الذي أعلنه ماكرون ووافقت عليه المملكة، متضمناً التالي: «لن يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية تزعزع أمن المنطقة، مع ضرورة حصر السلاح بيد المؤسسات الشرعية في لبنان، وضرورة الإصلاحات الشاملة فيها، متضمنه المالية والطاقة ومكافحة الفساد، وأخيراً الالتزام باتفاق الطائف».
ويمكن القول إن ماكرون عاد لوطنه بـ«هدايا سخية لعيد الميلاد»، من الاتفاقيات التجارية والثقافية التي درّت المليارات للحكومة الفرنسية وعززت موقف ماكرون نفسه للانتخابات المقبلة، لكن لبنان الذي يتحكم به حزب الله، لم يتغير به شيء سوى فرقعة فقاعة قرداحي.