2021-01-03
صوت مُقبل من بعيد عابر للأزمنة الخاصة والعامة أيضاً، يتردد في الأمكنة، ويعيدها في الزمن الراهن إلى عهود سابقة، حين لم تكن هناك حدود وضعها البشر منذ قيام الدول في نشأتها الأولى.
أسمع صوتاً يخترق حجب غيْب الماضي، ليتجاوب معه الناس في رحلة التكتل والتجمع، قبل ظهور القبيلة بشكلها المادي، وبمعناها الوجودي لجهة الخلق كما وردت في القرآن.
أحسُّ أن الصوت المقبل من بعيد يمثل ضمائرنا في لحظات الانكسار والاعتراف بالخطايا، ومحاولة التخلص من الأوزار المتراكمة، والتي تبدو لنا أحياناً من المتع المرجوة، المتجاوزة في أحيان كثيرة حاجات ومتطلبات الجسد، كونها تعصف بالعقول فنظهر كأننا يوم الحشر «سكارى وما نحن بسكارى».
ذاك الصوت.. أتسمعه عزيزي القارئ، أم تراني وحدي مَلْهِياً بصداه يتردد في رحلة عبور مرتهنة ومرتبطة بديمومة بقاء البشر في هذه الدنيا؟
ليس مهماً أن تكون لنا الآذان ذاتها، ولا حتى وجود قدرة واحدة ـ متقاربة ومتطابقة ـ لدينا على التجاوب معه، لكن المهم أن يجمعنا حسن الإصغاء في صحو ومعاش النهار وجروحه، وسبات الليل، إضافة إلى ظلمات البرّ والبحر، وأيضاً في رحلات من أُخذوا من مكان بعيد أو قريب إلى الكواكب الأخرى، بغية البحث عن حياة فيها، في وقت لا تجاوب مع أصوات الأرض من إِنْسِها وجِنِّها الخيريّين، مع أن هناك من العلامات الدالة ما يؤكد أن الصوت يقتحم فضاءات حياتنا بما في تلك الغارقة في الخصوصية.
كل فرد منَّا في هذا العالم الفسيح يقضُّ مضاجعه ذاك الصوت المقبل من بعيد، فيتجاوب معه، أو يصمُّ أذنيه، ويقول إن فيها وقراً.. كل يفعل ذلك حسب موقعه في الحياة، ومع هذا نرى فتنة السياسة تجرُّ كثيراً من صُنّاع القرار عالمياً إلى نكران الصوت، ونتيجة لذلك تدفع الشعوب إلى الحروب، تبررها بالضرورات، والمصالح، وأحياناً تنسب ما تقوم به من إجرام للقدر.
إنها تغرق البشر ـ خاصة المستضعفين منهم ـ في بحر الأمنيات، لكنهم قبل أن يُوردوا حوضها تُنْهي حياتهم، وقبل ذلك وبعده لا نسمع إلا ذلك الصوت، الذي ذكره الشاعر والرياضي «عمر الخيام»، حين قال في إحدى رباعيّاته:
سمعتُ صوتاً هاتفاً في السَّحر
نادى من الغيبِ غفاةَ البشر
هُبُّوا املؤوا كأسَ المُنى قبل
أن تملأَ كأسَ العمرِ كفُّ القدَر
أسمع صوتاً يخترق حجب غيْب الماضي، ليتجاوب معه الناس في رحلة التكتل والتجمع، قبل ظهور القبيلة بشكلها المادي، وبمعناها الوجودي لجهة الخلق كما وردت في القرآن.
أحسُّ أن الصوت المقبل من بعيد يمثل ضمائرنا في لحظات الانكسار والاعتراف بالخطايا، ومحاولة التخلص من الأوزار المتراكمة، والتي تبدو لنا أحياناً من المتع المرجوة، المتجاوزة في أحيان كثيرة حاجات ومتطلبات الجسد، كونها تعصف بالعقول فنظهر كأننا يوم الحشر «سكارى وما نحن بسكارى».
ذاك الصوت.. أتسمعه عزيزي القارئ، أم تراني وحدي مَلْهِياً بصداه يتردد في رحلة عبور مرتهنة ومرتبطة بديمومة بقاء البشر في هذه الدنيا؟
ليس مهماً أن تكون لنا الآذان ذاتها، ولا حتى وجود قدرة واحدة ـ متقاربة ومتطابقة ـ لدينا على التجاوب معه، لكن المهم أن يجمعنا حسن الإصغاء في صحو ومعاش النهار وجروحه، وسبات الليل، إضافة إلى ظلمات البرّ والبحر، وأيضاً في رحلات من أُخذوا من مكان بعيد أو قريب إلى الكواكب الأخرى، بغية البحث عن حياة فيها، في وقت لا تجاوب مع أصوات الأرض من إِنْسِها وجِنِّها الخيريّين، مع أن هناك من العلامات الدالة ما يؤكد أن الصوت يقتحم فضاءات حياتنا بما في تلك الغارقة في الخصوصية.
كل فرد منَّا في هذا العالم الفسيح يقضُّ مضاجعه ذاك الصوت المقبل من بعيد، فيتجاوب معه، أو يصمُّ أذنيه، ويقول إن فيها وقراً.. كل يفعل ذلك حسب موقعه في الحياة، ومع هذا نرى فتنة السياسة تجرُّ كثيراً من صُنّاع القرار عالمياً إلى نكران الصوت، ونتيجة لذلك تدفع الشعوب إلى الحروب، تبررها بالضرورات، والمصالح، وأحياناً تنسب ما تقوم به من إجرام للقدر.
إنها تغرق البشر ـ خاصة المستضعفين منهم ـ في بحر الأمنيات، لكنهم قبل أن يُوردوا حوضها تُنْهي حياتهم، وقبل ذلك وبعده لا نسمع إلا ذلك الصوت، الذي ذكره الشاعر والرياضي «عمر الخيام»، حين قال في إحدى رباعيّاته:
سمعتُ صوتاً هاتفاً في السَّحر
نادى من الغيبِ غفاةَ البشر
هُبُّوا املؤوا كأسَ المُنى قبل
أن تملأَ كأسَ العمرِ كفُّ القدَر