الاحد - 22 ديسمبر 2024
الاحد - 22 ديسمبر 2024

إذا كنت تحبني

[الخروج من الأعماق، وروحي تلتصق بالغبار، والوصية الجديدة] وأيضاً [الرثاء، والمعجزة، والتسبيحة، والعقيدة!] وكذلك [غلوريا، وفانتازيا، والوصايا،....] وغيرها من الأعمال العديدة، التي استقطبت جميع القلوب كالمغناطيس، ليتحد قطباها المتضادان عند اسم (توماس تاليس)، الملحن الإنجليزي المتميز قولاً وفعلاً، والذي عاش في العصور المظلمة نوراً وأملاً، حيث يعتبر واحداً من أعظم الموسيقيين في إنجلترا، بعدما أثبت أن شجاعة الإبداع تغلب الكثرة! وللأسف لا توجد صورة فعلية له، أو رسمة تحدد شكله، وإنما لوحة رسمت بعد 150 عاماً من وفاته، اعتماداً على وصف ملامحه في بعض النسخ التاريخية النادرة، حيث رسمها الفنانون بمخيلتهم الواسعة والقادرة؛ ولا يوجد سبب واضح يدعو إلى افتراض صحتها سوى أنها تفاصيل من الخيال تشبه كثيراً الواقع المزعوم! عموماً؛ عزيزي تاليس، هيا أيقظ روح المبدعين الأشباح! ألا ترى كيف لا تزال صورتك تحتضر منذ ذلك اليوم!

يوجد بعض الجدل على معتقدات (تاليس) الدينية، فالبعض يظن أنه تكيَّف لا غير مع مطالب الملوك الفنية، وكأنه تمرّد من الداخل بين الكاثوليكية والوثنية! لكن ثمة أدلة قوية توحي بما في النية، أنه كان مثل (وليام بيرد) الملقب بأب الموسيقى البريطانية، أي إنه ظل كاثوليكياً ملتزماً، وإن لم يكن متزمتاً أو متحكماً، لأنه على الأرجح قد توارى ونجح، في الهروب من الاضطهاد، والسيطرة حد الاجتهاد، بسبب اتصالاته مع أسرٍ هامة وذات نفوذ، وبالتالي استطاع استرداد حقه المأخوذ.

الجدير بالذكر؛ أنه في 2018 صدحت موسيقاه في حفل زفاف الأمير هاري وميغان ماركل، في كنيسة سانت جورج أمام أعين الجميع وعلى مسمع الكل، بمقطوعته الرائعة (إذا كنت تحبني!).


والآن، أيها المبدع (تاليس)، الرائع بجميع المقاييس، ملك المشاعر والأحاسيس، نستميحك أنت وصورتك عذراً على هذا التقصير أو التأخير، ولذا ما رأيك بأن نعود إلى آخر نوتة فوق عتبة السطر الأخير.