2019-10-14
يعتقد كثيرٌ من الناس أن علوم الفلسفة تتعارض مع الدين وتعاديه، أو أنَّ علوم الفلسفة على النقيضِ تماماً مع مبادئ العقيدة والإيمان بالله تعالى، إلا أن هذا الاعتقاد ضيق للغاية ولا ينطبق إلا على التعريف المحدود القديم لعلوم الفلسفة، الذي كان سائداً في القرن الخامس الهجري أيامَ الإمام أبي حامد الغزالي والمناظرات الفكرية السائدة وقتها.
ولكن عندما أفكر بعلوم الفلسفة، فإنني لا أنظر إليها بمنظور ديني، وإنما أنظر إليها على أنها مجموعة من الأسئلة التي نطرحها بشكل تلقائي أثناء محاولتنا لفهم واستيعاب شؤون العالم من حولنا بشكل منطقي.. إن نظرتنا وملاحظتنا الأولى للأمور التي قد نجد فيها كثيراً من التناقضات، ستتطور لتصبح فحصاً دقيقاً واستكشافاً عميقاً لتلك الأمور.
ربما قد أفكر في الأمر من ناحية دلالات اللغة الفكرية، وكيفية ارتباط الكلمات بالأشياء على أرض الواقع، والتي يمكن تسميتها بـ «فلسفة اللغة».
أو قد أفكر بموقفي تجاه مشكلة ما قد تواجهني، فمثلاً إذا رأيتُ شخصاً ما قد أُصيب بحادث سيارة على طريق سريع، فهل يجب عليّ مساعدتُه، وبذلك أكونُ قد عرَّضتُ نفسي لِلَّوم والمساءلة القانونية عن سبب إصابته؟، أم هل يجب عليّ أن لا أتدخل فيما لا يعنيني وأجنب نفسي المشكلات والتعقيدات ؟.. هذا ما يسمى بـ «الفلسفة الأخلاقية»، أو كيفية اتخاذ القرارات الصائبة والصحيحة.
وهناك مجال آخر مثير للإعجاب، لا يمت للدين بِصِلة، وهو الميدان الفكري المسمى بـ «فلسفة التكنولوجيا»، ويتعلق بالأسئلة التي تظهر حول كيفية تطور التكنولوجيا وكيفية تأثيرها علينا نحن البشر، فهل تقوم مواقع الانترنت، مثل الفيسبوك Facebook بالسيطرة علينا والتحكم بنا؟ أم أنها مجرد أدوات تتيح لنا التطور بشكل أعمق؟، وهل يتمتع التطور التكنولوجي بأسس منطقية داخلية تشكل القوة الدافعة لنموه المستمر؟ وماذا عن الأسئلة الفلسفية التي أثيرت حول الاقتصاد؟.. منها مثلا: كيف نحدد التوازن بين النمو الاقتصادي والسلامة البيئية؟، وهذ النوع من الأسئلة يؤثر في وضع السياسات الاقتصادية التي تنبُعُ من مواقفنا الفلسفية حول عالمنا الذي يحق لنا أن نعيش فيه اليوم، وما يتطلبه من نمو اقتصادي سريع، مقابل حق أحفادنا في العيش في عالمٍ يتمتع بالسلامة البيئية، وكيفية خلق توازن بين رغباتنا العاجلة في النمو الاقتصادي والتزاماتنا المسقبلية في المحافظة على البيئة للأجيال القادمة.
في واقع الأمر، سيبقى توظيف الفلسفة وأدواتها محصوراً ضمن المسائل الدينية، ما لم نتمكن من توظيفها ضمن مجالات أخرى، وببساطة يمكن اختزال أسئلة الفلسفة في: لماذا؟ كيف؟ بأي طريقة؟ و ماذا لو...؟
ولكن عندما أفكر بعلوم الفلسفة، فإنني لا أنظر إليها بمنظور ديني، وإنما أنظر إليها على أنها مجموعة من الأسئلة التي نطرحها بشكل تلقائي أثناء محاولتنا لفهم واستيعاب شؤون العالم من حولنا بشكل منطقي.. إن نظرتنا وملاحظتنا الأولى للأمور التي قد نجد فيها كثيراً من التناقضات، ستتطور لتصبح فحصاً دقيقاً واستكشافاً عميقاً لتلك الأمور.
ربما قد أفكر في الأمر من ناحية دلالات اللغة الفكرية، وكيفية ارتباط الكلمات بالأشياء على أرض الواقع، والتي يمكن تسميتها بـ «فلسفة اللغة».
أو قد أفكر بموقفي تجاه مشكلة ما قد تواجهني، فمثلاً إذا رأيتُ شخصاً ما قد أُصيب بحادث سيارة على طريق سريع، فهل يجب عليّ مساعدتُه، وبذلك أكونُ قد عرَّضتُ نفسي لِلَّوم والمساءلة القانونية عن سبب إصابته؟، أم هل يجب عليّ أن لا أتدخل فيما لا يعنيني وأجنب نفسي المشكلات والتعقيدات ؟.. هذا ما يسمى بـ «الفلسفة الأخلاقية»، أو كيفية اتخاذ القرارات الصائبة والصحيحة.
وهناك مجال آخر مثير للإعجاب، لا يمت للدين بِصِلة، وهو الميدان الفكري المسمى بـ «فلسفة التكنولوجيا»، ويتعلق بالأسئلة التي تظهر حول كيفية تطور التكنولوجيا وكيفية تأثيرها علينا نحن البشر، فهل تقوم مواقع الانترنت، مثل الفيسبوك Facebook بالسيطرة علينا والتحكم بنا؟ أم أنها مجرد أدوات تتيح لنا التطور بشكل أعمق؟، وهل يتمتع التطور التكنولوجي بأسس منطقية داخلية تشكل القوة الدافعة لنموه المستمر؟ وماذا عن الأسئلة الفلسفية التي أثيرت حول الاقتصاد؟.. منها مثلا: كيف نحدد التوازن بين النمو الاقتصادي والسلامة البيئية؟، وهذ النوع من الأسئلة يؤثر في وضع السياسات الاقتصادية التي تنبُعُ من مواقفنا الفلسفية حول عالمنا الذي يحق لنا أن نعيش فيه اليوم، وما يتطلبه من نمو اقتصادي سريع، مقابل حق أحفادنا في العيش في عالمٍ يتمتع بالسلامة البيئية، وكيفية خلق توازن بين رغباتنا العاجلة في النمو الاقتصادي والتزاماتنا المسقبلية في المحافظة على البيئة للأجيال القادمة.
في واقع الأمر، سيبقى توظيف الفلسفة وأدواتها محصوراً ضمن المسائل الدينية، ما لم نتمكن من توظيفها ضمن مجالات أخرى، وببساطة يمكن اختزال أسئلة الفلسفة في: لماذا؟ كيف؟ بأي طريقة؟ و ماذا لو...؟