السبت - 21 ديسمبر 2024
السبت - 21 ديسمبر 2024

زيارة محمد بن زايد لإندونيسيا تعزز التسامح في بلاد التنوع العرقي

زيارة محمد بن زايد لإندونيسيا تعزز التسامح في بلاد التنوع العرقي
عندما تبحث عن كلمة إندونيسيا، هذه الدولة التي تقع في جنوب شرق آسيا ويبلغ عدد سكانها أكثر من 260 مليون نسمة، في محرك البحث الشهير غوغل، وتبدأ بالقراءة عن هذه الدولة تجد نفسك أمام مجموعات عرقية ولغوية ودينية حيث تجد أن 90 في المئة من الشعب الإندونيسي مسلم، والعشرة في المئة الأخرى ديانات مختلفة، لكن بالبحث مرة أخرى والتجول الافتراضي على الشبكة العنكبوتية في مرافق هذه الدولة والقراءة عن الشخصيات الإندونيسية التي تولت مناصب قيادية مهمة، يلفت انتباهك أن كثيراً من المسؤولين والوزراء والسفراء والدبلوماسيين والعسكريين تم تعيينهم في مناصب حساسة وهم شخصيات إندونيسية غير مسلمة فكل الاختلافات الثقافية والدينية انصهرت في بوتقة الوحدة والهوية الوطنية والكفاءات.

فمع الدستور الإندونيسي الذي يسمح بحق الإيمان وممارسة الفرد لدينه هناك يصاحب ذلك جهود تقوم بها الدولة لتحيط هذا التنوع بسياج الأمن والسلام والطمأنينة ويعيش الجميع بوئام واحترام للآخر لتجنيب هذا المجتمع الفريد بتناغمه وتعايشه حتى لا يتم تعكير صفوه.

الذي ذكرناه آنفاً من دستور يضمن حرية المعتقد إلى جهود حكومية إلى «الإنسان الإندونيسي» الذي يتقبل الآخر، كل هذا كان حصناً منيعاً أمام الكثير من الحوادث المتفرقة التي حاولت ضرب هذا النسيج من التعايش السلمي الذي لا يدع لأي كان الفرصة لأن يضخم التطرف والأعمال الإرهابية التي تتهاوى أمام صور مختلفة من واقع الأرض الإندونيسية التي تبلغ مساحتها 1,904,569 كيلومتراً مربعاً ففي جاكرتا تجد مسجد الاستقلال والكاتدرائية المسيحية يقابل بعضهما بعضاً كما أثبت العمل الإنساني فعاليته في وحدة هذا الشعب أمام الكوارث الطبيعية من ثوران البراكين والزلازل التي شردت وأجبرت الإندونيسيين إلى ترك منازلهم لنرى كيف عمل المسلمون والمسيحيون معاً بيد واحدة لمساعدة الضحايا كما حدث عند ثوران بركان ميرابي وغيرها.


ولعل الحديث يحلو عن مظاهر التسامح في هذا البلد الآسيوي مع زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث أكد لي عدد من الخبراء والسياسيين الإندونيسيين أن هذه الزيارة التاريخية تعد علامة فارقة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وتفتح فرصاً وآفاقاً جديدة في مختلف المجالات بين أبوظبي وجاكرتا.


كما رأوا أنها تدعم وبقوة التسامح الديني لا سيما أن توقيت الزيارة يتزامن مع احتفاء الإمارات بعام التسامح وهي الدولة التي تضم أكثر من 200 جنسية مختلفة على أرضها وما عُرف عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من قدرته الفائقة على بلورة مفردات السلام العالمي ونهجه الرائد في تطوير برامج ومبادرات لبناء جسور السلام ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح ومكافحة الإرهاب والتطرف بين مختلف أتباع الأديان والثقافات وتحقيق السلام والأمن الدولي.

جمال الدوبحي

صحافي مقيم في ماليزيا، مهتم بشؤون منطقة جنوب شرق آسيا