2019-06-13
هل نخدع أنفسنا وأفريقيا عندما نعتبرها قارة المستقبل الواعد والأمل الفسيح؟، أم نقول الحقيقة عندما نصفها بقارة كل المآسي وكل الحروب والأزمات، اليوم وغدا؟.. أحد قادة الفكر الأفارقة يُقدِّم لنا مقاربة مختلفة لِما اعتاد الإعلام العالمي عرضه لنا بالطريقة التي يريد.
حَمَلَ رَجُل الأعمال الكاميروني الدكتور «بول فوكام» Paul K Fokam على عاتقه هَمَّ نهضة افريقيا منذ نهاية القرن الماضي، ولم يُساير التيار القائل: أنها قارة المستقبل، ولا ذلك الذي يصفها بالأكثر فقرا وتخلفا وحروبا وصراعات في العالم، بل دافع عنها كقارة كانت باستمرار ضحية تشكيل إعلامي غربي لايزال مستمرا في إيهامها بما يريد منذ أن استعادت استقلالها، وعليها اليوم أن لا تُخدَع بما يروِّج له من صور غير موضوعية عن حاضرها مستقبلها.
في سبعينيات القرن الماضي، يقول، عندما كانت أوروبا في حاجة إلى عمالتها و ثرواتها الطبيعية، جعلت منها قارة كل المآسي التي لا يمكن العيش فيها، أما اليوم عندما أصبحت تخشى هجرة سكانها، بدأت تصفها بجنة المستقبل بل قارة القرن الحادي والعشرين على حد تعبير«جاك أتالي»، وما هي كذلك.
يوصَفُ سكانها الذين يبلغ دخلهم دولارين في اليوم بالطبقة الوسطى، ويُعتَبر اقتصادها الذي يتخبط في كل أنواع الصعوبات بالأسرع نموا في العالم، وتُقارن العقود الثلاث الصعبة القادمة التي تنتظرها، بالثلاثين سنة مجيدة التي عرفتها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وتُبشَّر من الآن بأنها ستحتضن ثلث شباب العالم في حدود سنة 2050، وسيقطنها أكثر من ملياري نسمة، وسيبقى بها أكثر من 40% من ذهب العالم، و60 % من الكوبالت، و90 % من البلاتين، ناهيك عن البترول والثروات الطبيعية الأخرى.. إلخ.
إلا أن العالم يكاد يتعمّد عدم لفت انتباهها لأكبر نقاط ضعف قاتلة لن تُمكِّنها من تحقيق أي من آمالها: أنها القارة الأضعف في مجال التنمية البشرية والبحث العلمي وبراءات الاختراع والتحكم في التكنولوجيا الجديدة للمعلومات، وكل ما له علاقة بنوعية العامل البشري الواعي والواثق من نفسه، القادر فعلا أن يجعل منها قارة المستقبل، وعلى الصمود أمام كل التشويه الإعلامي والثقافي واللغوي والفكري، القاتل للشخصية والمانع لأي نهضة حقيقية.
لذلك يقول «بول فوكام» صاحب كتاب«ماذا لو نهضت افريقيا؟»: أنه دون تحرر ثقافي وفكري أفريقي، ودون استثمار حقيقي في الإنسان، وفي الجامعات الأفريقية، ودون اعتماد ديمقراطية وفق التقاليد الأفريقية.. لن تتمكن هذه القارة من تحقيق النهضة، وستبقى تعيش وهم التقدم، ووهم أنها ستكون سيدة في عالم واعد يصنعه آخرون إعلاميا قبل أن يكون حقيقة... لهم قبل أن يكون لها ولأبنائها.
حَمَلَ رَجُل الأعمال الكاميروني الدكتور «بول فوكام» Paul K Fokam على عاتقه هَمَّ نهضة افريقيا منذ نهاية القرن الماضي، ولم يُساير التيار القائل: أنها قارة المستقبل، ولا ذلك الذي يصفها بالأكثر فقرا وتخلفا وحروبا وصراعات في العالم، بل دافع عنها كقارة كانت باستمرار ضحية تشكيل إعلامي غربي لايزال مستمرا في إيهامها بما يريد منذ أن استعادت استقلالها، وعليها اليوم أن لا تُخدَع بما يروِّج له من صور غير موضوعية عن حاضرها مستقبلها.
في سبعينيات القرن الماضي، يقول، عندما كانت أوروبا في حاجة إلى عمالتها و ثرواتها الطبيعية، جعلت منها قارة كل المآسي التي لا يمكن العيش فيها، أما اليوم عندما أصبحت تخشى هجرة سكانها، بدأت تصفها بجنة المستقبل بل قارة القرن الحادي والعشرين على حد تعبير«جاك أتالي»، وما هي كذلك.
يوصَفُ سكانها الذين يبلغ دخلهم دولارين في اليوم بالطبقة الوسطى، ويُعتَبر اقتصادها الذي يتخبط في كل أنواع الصعوبات بالأسرع نموا في العالم، وتُقارن العقود الثلاث الصعبة القادمة التي تنتظرها، بالثلاثين سنة مجيدة التي عرفتها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وتُبشَّر من الآن بأنها ستحتضن ثلث شباب العالم في حدود سنة 2050، وسيقطنها أكثر من ملياري نسمة، وسيبقى بها أكثر من 40% من ذهب العالم، و60 % من الكوبالت، و90 % من البلاتين، ناهيك عن البترول والثروات الطبيعية الأخرى.. إلخ.
إلا أن العالم يكاد يتعمّد عدم لفت انتباهها لأكبر نقاط ضعف قاتلة لن تُمكِّنها من تحقيق أي من آمالها: أنها القارة الأضعف في مجال التنمية البشرية والبحث العلمي وبراءات الاختراع والتحكم في التكنولوجيا الجديدة للمعلومات، وكل ما له علاقة بنوعية العامل البشري الواعي والواثق من نفسه، القادر فعلا أن يجعل منها قارة المستقبل، وعلى الصمود أمام كل التشويه الإعلامي والثقافي واللغوي والفكري، القاتل للشخصية والمانع لأي نهضة حقيقية.
لذلك يقول «بول فوكام» صاحب كتاب«ماذا لو نهضت افريقيا؟»: أنه دون تحرر ثقافي وفكري أفريقي، ودون استثمار حقيقي في الإنسان، وفي الجامعات الأفريقية، ودون اعتماد ديمقراطية وفق التقاليد الأفريقية.. لن تتمكن هذه القارة من تحقيق النهضة، وستبقى تعيش وهم التقدم، ووهم أنها ستكون سيدة في عالم واعد يصنعه آخرون إعلاميا قبل أن يكون حقيقة... لهم قبل أن يكون لها ولأبنائها.