2019-06-05
دقيقة واحدة من الإشهار في قناة «سي بي أس» CBS أثناء مباراة «سوبر بول» الأمريكية كَلَّفت جريدة «الواشنطن بوست» 10.5 مليون دولار! هل كان ذلك فقط للدفاع عن شعار اليومية الشهير «تموت الديمقراطية في الظلمات»؟ أم هو عنوان مرحلة جديدة من التعامل مع «الحقيقة المُتصَدِّعة» التي أصبحت مِحورَ نقاش عالمي اليوم؟ كَتب مدير جريدة «لوموند ديبلوماتيك» سارج حليمي، في عدد هذا الشهر، مقالاً بعنوان «أيقونة الصحفي»، أشار فيه إلى المعلومة السابقة، مُعلِّقا على نص الكلمات التي تضمنها إعلان الجريدة الصادر يوم 09 فبراير 2019، والذي كلّف كل هذه القيمة المالية.
ومن بين ما ذكر أن «الإشهار لا يقول دوماً الحقيقة» حتى إن تَضمن عبارات من نوع «أن المعرفة تَمُدُّنا بالسلطة، والمعرفة تُساعدنا على اتخاذ القرار، والمعرفة تُبقينا أحراراً»، وأن الصحفي هو من يجمع الوقائع وينقل الحقائق، أي يُمكِّننا من هذه المعرفة.
وعزّز رأيه هذا من خلال تحليل واضح لنماذج من كتابات كل منCarl Bernstein وWoodward Bob خاصة، مُبيِّنا كيف أصبح العالم يُزاوج بين الإشهار المباشر المرتفع الثمن والأساليب المعاصرة في التعبير عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتحقيق الغاية من الإعلام.
ذكَّرني هذا المقال بتقرير أصدرته مؤسسة «راند» في السنة الماضية بعنوان «تصدع الحقيقة» (truth decay)، صوَّرَتْ فيه كيف أصبح البشر بشكل عام ضحية غياب «الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال»، وكيف أصبح التلاعب بالحقائق عبر الإعلام يُشكِّل «تهديداً لصناعة السياسات والديمقراطية» ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية بل في كل العالم، من خلال التفسيرات المتضاربة للبيانات، والخلط المتعمّد بين الرأي والحقيقة، والتداخل بين المعلومات المتعلقة بالأشخاص والحقائق الموضوعية، ما أدى إلى «اهتزاز الثقة في المؤسسات» وإلى «الشك في السياسات القومية»، و«إعاقة للاستثمار الاقتصادي».. إلخ.
وعندما رَبطتُ بين المقال والتقرير تبادرت إلى ذهني بعض عناصر الإجابة عن ذلك السؤال الكبير: لماذا تدفع بعض المؤسسات ملايين الدولار لأجل إشهار دقيقة؟ ولماذا يقوم آخرون بكل ذلك العمل لكي يتم التلاعب بالحقائق ومن خلالها بالعقول؟
من بين عناصر الإجابة هذه أن حرب العقول اليوم هي أولى من الحروب الأخرى، ومهما كان الثمن الذي يُدفَع في إشهار فلن يصل إلى ثمن يتم دفعه لشراء مجموعة صواريخ، مع فارق كبير: إن نتيجة الوسيلة الأولى مضمونة اليوم أو غداً، أما الثانية فقد تُخطئ الهدف وتتسبب في إيذاء أبرياء، أو تنفجر في الهواء من غير ترك أي أثر.
ومن بين ما ذكر أن «الإشهار لا يقول دوماً الحقيقة» حتى إن تَضمن عبارات من نوع «أن المعرفة تَمُدُّنا بالسلطة، والمعرفة تُساعدنا على اتخاذ القرار، والمعرفة تُبقينا أحراراً»، وأن الصحفي هو من يجمع الوقائع وينقل الحقائق، أي يُمكِّننا من هذه المعرفة.
وعزّز رأيه هذا من خلال تحليل واضح لنماذج من كتابات كل منCarl Bernstein وWoodward Bob خاصة، مُبيِّنا كيف أصبح العالم يُزاوج بين الإشهار المباشر المرتفع الثمن والأساليب المعاصرة في التعبير عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتحقيق الغاية من الإعلام.
ذكَّرني هذا المقال بتقرير أصدرته مؤسسة «راند» في السنة الماضية بعنوان «تصدع الحقيقة» (truth decay)، صوَّرَتْ فيه كيف أصبح البشر بشكل عام ضحية غياب «الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال»، وكيف أصبح التلاعب بالحقائق عبر الإعلام يُشكِّل «تهديداً لصناعة السياسات والديمقراطية» ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية بل في كل العالم، من خلال التفسيرات المتضاربة للبيانات، والخلط المتعمّد بين الرأي والحقيقة، والتداخل بين المعلومات المتعلقة بالأشخاص والحقائق الموضوعية، ما أدى إلى «اهتزاز الثقة في المؤسسات» وإلى «الشك في السياسات القومية»، و«إعاقة للاستثمار الاقتصادي».. إلخ.
وعندما رَبطتُ بين المقال والتقرير تبادرت إلى ذهني بعض عناصر الإجابة عن ذلك السؤال الكبير: لماذا تدفع بعض المؤسسات ملايين الدولار لأجل إشهار دقيقة؟ ولماذا يقوم آخرون بكل ذلك العمل لكي يتم التلاعب بالحقائق ومن خلالها بالعقول؟
من بين عناصر الإجابة هذه أن حرب العقول اليوم هي أولى من الحروب الأخرى، ومهما كان الثمن الذي يُدفَع في إشهار فلن يصل إلى ثمن يتم دفعه لشراء مجموعة صواريخ، مع فارق كبير: إن نتيجة الوسيلة الأولى مضمونة اليوم أو غداً، أما الثانية فقد تُخطئ الهدف وتتسبب في إيذاء أبرياء، أو تنفجر في الهواء من غير ترك أي أثر.