الاحد - 24 نوفمبر 2024
الاحد - 24 نوفمبر 2024

داعش .. ذهنية التوحش الغريزية

تنظيم داعش في شرق سوريا، لا سيما في بلدة الباغوز، يلملم آخر معاقله، ويحلم عدد من عناصره في مفاوضاته القائمة مع قوات سوريا الديمقراطية بأن يسمح لهم بالعبور إلى صحراء الأنبار داخل الأراضي العراقية..
لا يمارس تنظيم داعش في آخر معاقله سياسة شمشون الجبار (علي وعلى أعدائي)، بل يتجاوز ذلك، حيث تقوم عناصر التنظيم بتفخيخ المنطقة دون الالتفات أو الاهتمام بالمدنيين من سكان بلدة الباغوز، أو المزارع المحيطة بها في الأطراف. إن داعش اليوم يقاتل حتى الموت تارة بسيارات مفخخة يقودها الانتحاريون، وتارة بتفخيخ المنطقة.. هذا القتال العنيف (حتى الموت) لن يصد هجوم قوات سوريا الديمقراطية مع قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا، لكن مجرد إلحاق الضرر بهذه القوات، وإطالة وقت التمشيط، هو وقت حلاوة الروح بالنسبة لداعش، حتى لو ألحق الضرر بالمدنيين الأبرياء وأصحاب المزارع المحيطة، فأفراد التنظيم في بلدة الباغوز لم يعد يملكون ما يخسرونه سوى أرواحهم.
نهايات داعش وعناصره تأتي على صُعد مختلفة، لا سيما المتطرفين منهم والذين لا يزالون يؤمنون بإقامة دولة لا تشبه الدول في عنفها وتطرفها وقوانينها الوحشية، لذا كان الحذر منهم ومن خلاياهم النائمة ومن تغيير طرقهم ومساراتهم من الريف إلى البادية واجباً يحتم استجلاؤه عند المفاوضات معهم، فحسم المعارك معهم والقضاء على قيادتهم وتشتت كثير من سرياتهم لا يعني القضاء تماماً على داعش.. فالتنظيم وعناصره التي لا تملك اليوم ما تخسره يقاتلون حتى الموت كي تظل تلك القوة المتوحشة والغريزية باقية في الأذهان عن داعش إلى أن تستيقظ خلاياهم النائمة.. ربما في زمن آخر.. ومكان آخر!