2019-02-03
عندما خرج أوباما للعالم في 2011، ونعت الثورات التي قامت في الدول العربية بثورات الربيع العربي، اعتقدت أن السبب في ذلك لأنها قامت في الشتاء العربي، الذي هو ليس قارساً مقارنة بشتاء أمريكا الشمالية، فعده أوباما ربيعاً، لم أكن أدري أنه أطلق عليها ذلك لأن موجاتها شبهت موجات الثورات الأوربية، التي حصلت بين يناير 1848 ويناير 1849، والتي أطلق عليها حينها ثورات ربيع الأمم، أو ثورات ربيع الشعوب.
ففي منتصف القرن الـ 19 ضربت سلسلة من الاضطرابات أنحاء القارة الأوروبية، عدت من أكثر الموجات الثورية انتشاراً في تاريخ أوربا.
ووفقاً للمراجع، الموجة الثورية هي سلسلة من الثورات تحدث في أماكن أو دول مختلفة في فترات زمنية متشابهة، والغالب تلهم الثورة الأولى الثورات الأخرى المتزامنة معها والمتشابهة في الأهداف.
فرنسا ملهمة الثورات في العالم، منذ ثورتها الفرنسية، لذلك ليس غريباً أن تبدأ ثورات الربيع الأوربي من هناك، بالرغم من أن الشرارة الأولى بدأت في صقلية، إلا أن موجات الثورة بعد فرنسا امتدت إلى أكثر من 50 دولة أوروبية.
واللافت للنظر هنا، أنه البعض حاول أن يطبق نظرية صقلية على دول الخليج العربي، لكن السعودية والإمارات كانتا على أهبة الاستعداد لهذه الفكرة.
ومن أوجه التشابه بين ثورات الربيع الأوروبي وما سميت بثورات الربيع العربي، أن الاثنتين اتخذت مطالبهما طابعاً ديمقراطياً، وطالبتا بحرية الصحافة، وإذا كانت الأولى قصد من قيامها إزالة الإقطاع، وخلق دول وطنية مستقلة، قامت ما سميت بالثورات العربية من أجل القضاء على الدكتاتورية والحكم العسكري، وخلق دولة مؤسسات.
لكن من الملاحظ أن ذلك ظاهرياً بالنسبة للثورتين، أما الأساس فيهما فهو خلق زعزعة في أوروبا حينها، وفي الوطن العربي حالياً.
وتجد أن تحقيق مطالب الثورتين متشابه أيضاً، فما حققه ما سمي الربيع الأوروبي هو ذاته ما حققه ما اصطلح على تسميته الربيع العربي، ففي الاثنين لم يتم سوى تغيرات سياسية بسيطة، لكن تغيرات اجتماعية وثقافية كبيرة. وفي الاثنين قتل مئات الآلاف، وهجر الملايين، فالمكاسب السياسية في أوروبا لم تكن أكثر من إلغاء القنانة في المجر، وإلغاء الملكية المطلقة في الدنمارك، وإدخال الديمقراطية البرلمانية في هولندا، أما في ثورات الربيع العربي، فبقيت الأنظمة السياسية فيها كما هي، لكن تغيرت الوجوه.
[email protected]
ففي منتصف القرن الـ 19 ضربت سلسلة من الاضطرابات أنحاء القارة الأوروبية، عدت من أكثر الموجات الثورية انتشاراً في تاريخ أوربا.
ووفقاً للمراجع، الموجة الثورية هي سلسلة من الثورات تحدث في أماكن أو دول مختلفة في فترات زمنية متشابهة، والغالب تلهم الثورة الأولى الثورات الأخرى المتزامنة معها والمتشابهة في الأهداف.
فرنسا ملهمة الثورات في العالم، منذ ثورتها الفرنسية، لذلك ليس غريباً أن تبدأ ثورات الربيع الأوربي من هناك، بالرغم من أن الشرارة الأولى بدأت في صقلية، إلا أن موجات الثورة بعد فرنسا امتدت إلى أكثر من 50 دولة أوروبية.
واللافت للنظر هنا، أنه البعض حاول أن يطبق نظرية صقلية على دول الخليج العربي، لكن السعودية والإمارات كانتا على أهبة الاستعداد لهذه الفكرة.
ومن أوجه التشابه بين ثورات الربيع الأوروبي وما سميت بثورات الربيع العربي، أن الاثنتين اتخذت مطالبهما طابعاً ديمقراطياً، وطالبتا بحرية الصحافة، وإذا كانت الأولى قصد من قيامها إزالة الإقطاع، وخلق دول وطنية مستقلة، قامت ما سميت بالثورات العربية من أجل القضاء على الدكتاتورية والحكم العسكري، وخلق دولة مؤسسات.
لكن من الملاحظ أن ذلك ظاهرياً بالنسبة للثورتين، أما الأساس فيهما فهو خلق زعزعة في أوروبا حينها، وفي الوطن العربي حالياً.
وتجد أن تحقيق مطالب الثورتين متشابه أيضاً، فما حققه ما سمي الربيع الأوروبي هو ذاته ما حققه ما اصطلح على تسميته الربيع العربي، ففي الاثنين لم يتم سوى تغيرات سياسية بسيطة، لكن تغيرات اجتماعية وثقافية كبيرة. وفي الاثنين قتل مئات الآلاف، وهجر الملايين، فالمكاسب السياسية في أوروبا لم تكن أكثر من إلغاء القنانة في المجر، وإلغاء الملكية المطلقة في الدنمارك، وإدخال الديمقراطية البرلمانية في هولندا، أما في ثورات الربيع العربي، فبقيت الأنظمة السياسية فيها كما هي، لكن تغيرت الوجوه.
[email protected]