الأربعاء - 23 أكتوبر 2024
الأربعاء - 23 أكتوبر 2024

إعلامي لوطني

إعلامي لوطني

سليمان الظهوري

عشنا خلال الأسابيع القليلة الماضية عدةَ مناسباتٍ وطنيةٍ غالية، حيث شهدنا بداية نوفمبر يوم العَلَم، ثم مناسبة يوم الشهيد وتلاهما اليوم الوطني السابع والأربعين، وقد برز خلال هذه المناسبات الدور الإعلامي الجوهري والمحوري في المسيرة الوطنية بشكل عام.

و لطالما كان الإعلام جزءاً فاعلاً في كل مراحل وجوانب العمل الوطني، ولطالما كان واجهةً مشرقةً ومشرّفةً لبلادنا، لعب دوراً في تعزيز روح الاتحاد، وساهم في توعية وتثقيف إنسان الإمارات، وقام بتغطية وإبراز مختلف المنجزات والمكتسبات الوطنية، وكان خير دافع وداعم للنهضة والتنمية بكافة مجالاتها، كما كان له الدور الأهم في حفظ الذاكرة الوطنية، وإلهام وتحفيز شعب وشباب الإمارات.

في كل المراحل الزمنية كان للإعلام أهميته، حتى وإن اختلفت الوسائل والوسائط، سواء كنت تتلقى الخبر أو المعلومة أو الرأي عبر صحيفة تقرؤها أو عبر هاتف ذكي تتصفحه، وسواء كنت تستمع للمادة أو تشاهدها عبر الإذاعة والتلفاز أو أيضاً بواسطة هاتفك الذكي، وأن يكون الإعلامي صاحب رسالة وطنية، فذلك يعني أن يُشيد وينتقد، نعم يشيد بالإنجازات ويبرزها ويعزز فخر المواطنين بها، وفي ذات الوقت ينتقد السلبيات بأسلوبٍ خالٍ من التجريح أو الإساءة، وبما لا يخالف قوانين وأعراف البلد، هاتان الوظيفتان تتكاملان ولا تتناقضان، فالإعلام الذي يكتفي بالمديح لا يخدم المصلحة العامة، وكذلك أيضاً الإعلام السلبي الذي يكتفي بالنقد.


نحتاج الوظيفتين معاً، وظيفة الإشادة بالمنجزات وإبرازها إعلامياً، ووظيفة النقد البنّاء الذي يخدم الوطن والمواطن، نحتاج رسالةً إعلاميةً توجّه أصابعها نحو مواضع الخطأ والتقصير، تقف في صف المواطن، تناقش همومه وتنصر قضيته، تطرح المواضيع التي تلامس احتياجاته ومتطلباته، وتطرح الرأي والرأي الآخر دون مساسٍ بقيم أبناء البلد ومبادئهم، نحتاج الرسالة الإعلامية النبيلة التي تنتقد بدافع الوطنية، وبهدف التطوير المستمر وتحقيق السعادة والريادة بكل جوانبها، فالنقد جزءٌ أصيل من العملية الإعلامية، ولا يمكننا أن نتصور أن يكون الإعلام بدون نقد!


‏‫[email protected]