2018-10-30
الغارديان ـ لندن
يسود توجه عالمي في الوقت الحالي لتجديد وتوسعة الملاعب التابعة للأندية الكبرى لاستيعاب الأعداد المهولة من عشاق الساحرة المستديرة وتلك الأندية تحديداً، وأيضاً في ظل الانتشار غير المسبوق للعبة، ومع ذلك فإن هناك تناقضاً يتمثل في تصاعد المخاوف من أزمة مرتقبة يمكن أن تضرب مقاعد المدرجات، وهي أزمة سيكون المتهم الرئيس فيها البث التلفزيوني والرقمي.
وحتى مطلع الثمانينات، كانت كرة القدم الإنجليزية على سبيل المثال تتقبل بحذر شديد فكرة نقل المباريات على الهواء مباشرة، لتسمح لشاشات التلفزيون بنقل مباراة واحدة فقط، في بث حي كل أسبوع.
وقتها حذر الصحافي والكاتب في الغارديان، ديفيد لاسي، من العواقب المحتملة، في مقال رأي بعنوان (التهديد القاتل للبث التلفزيوني)، قائلاً: « المباريات المنقولة على الشاشة الصغيرة، بعيداً عن الإثارة والحماس في الملعب، من المرجح أن يكون لها تأثير سلبي».
وأضاف «المباراة المنقولة على شاشة التلفزيون ستكون بديلاً ملائماً للدفع مقابل مشاهدة المباراة من أرض الملعب، وشيئاً فشيئاً سيكون للجماهير سبب يدعوهم إلى البقاء في المنزل، والاكتفاء بمتابعة المباريات عن بُعد».
ولم يكن لاسي وحده الذي تنبأ بالعواقب المحتملة لنقل مباريات كرة القدم، فقبل أعوام من تدشين بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ)، اعتبر بريان كلوف، لاعب كرة القدم الانجليزي السابق، أن البث التلفزيوني المباشر سيقتل كرة القدم.
وفي عام 1931، أوقفت هيئة الإذاعة البريطانية BBC النقل الإذاعي لمباريات كرة القدم، بسبب المخاوف من تسببها في إضعاف معدلات الحضور الجماهيري للمباريات في الملاعب.
أما اليوم، فبات تأثير النقل المكثف لمباريات كرة القدم، وتراجع معدلات الحضور الجماهيري بسبب تفضيل مشاهدة المباريات على الشاشات، أحد أبرز القضايا التي تواجه أندية كرة القدم.
* ضحايا
يرى محللون أن الدرجات الأدنى وأندية كرة القدم الأصغر، هي الأكثر تضرراً من كثرة البث المباشر لمباريات كرة القدم، بتراجع معدلات حضور المباريات، ما ينعكس بصورة واضحة في تدني مستويات الدخل، وبالتالي معاناة الأندية في سوق التنافس.
وفي ظرف سبعة أيام فقط (الأسبوع الماضي)، نقلت شاشات القنوات التلفزيونية في إنجلترا 87 مباراة على الهواء مباشرة، وهو ما اعتبره محللون رقماً مخيفاً من البث الكروي المباشر، يكفي لدفع المزيد من الجماهير للاكتفاء بالاسترخاء على أريكة المنزل ووسط عائلاتهم، دون التفكير في عناء الذهاب إلى الملعب لمتابعة إحدى المباريات على المدرجات.
وربما تحصل أندية المستوى الأول على المقابل المجزي، عندما يتعلق الأمر ببث مباريات مثل بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز أو دوري أبطال أوروبا، لكن أندية الدرجات الأدنى لا تجد التعويض المناسب، بينما تفقد بعض من مشجعيها الذين يفضلون البقاء لمتابعة تلك المباريات.
* تحقيق
في السابق، لم يهتم الكثيرون بالأثر السلبي لنقل مباريات كرة القدم على المنافسات التي تلي بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز في الترتيب، أو لم تثر مناقشات حول جوانبه الدقيقة، غير أن بحثاً حديثاً أعده أكاديميون، توصل إلى إحصاءات مهمة تؤكد ما سبق ذكره من أثر سلبي في أندية الدرجات الأدنى.
وقام بابتوندي بريماو من جامعة ليفربول وجاك أوين وروب ستيفنز من جامعة لانكستر، بالبحث في 27 ألف مباراة دوري في كرة القدم جرت في إنجلترا بين عامي 2000 و2018 للإجابة عن سؤال بسيط: ما الذي يحدث لمعدلات الحضور في مباريات دوري الشامبيونشيب، دوري الدرجة الأولى ودوري الدرجة الثانية، عندما يعرض التلفزيون مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز أو دوري أبطال أوروبا في الوقت ذاته؟
وبعد الأخذ في الاعتبار عوامل مهمة، مثل ترتيب الفريق في جدل الدوري وقت المباراة، أو بُعد المسافة بالنسبة لجماهير الفريق الزائر، وجد الباحثون أن معدل حضور المباريات يشهد تراجعاً عندما يتزامن وقت إقامة المباراة مع توقيت نقل مباراة أخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز أو دوري أبطال أوروبا، خصوصاً في درجات الدوري أقل من الشامبيونشيب.
ووجد الباحثون أن مستوى التأثير يتغير من موسم إلى آخر، ومن دوري إلى آخر، لكن دوري الدرجة الثانية يتعرض للتأثير السلبي الأكبر، خصوصاً عند نقل مباريات دوري أبطال أوروبا (الشامبيونزليغ).
إحصاءات
ربما اعتقد البعض أن نقل المباريات الأوروبية بصورة حصرية على بعض القنوات، وما يتطلبه من دفع للأموال مقابل الاشتراك والحصول على خدمة المشاهدة، يأتي في مصلحة تحسين معدلات حضور المباريات، بيد أن الأرقام تقول إنه منذ حصول شبكة «بريتيش تيليكوم» على حقوق بث مباريات الشامبيونزليغ في إنجلترا، شهد معدل الحضور الجماهيري المتوقع لمباريات منتصف الأسبوع في دوري الدرجة الثانية تراجعاً بمتوسط 16 في المئة، في المباريات المتزامنة مع نقل المباريات الأوروبية.
وتراوح التأثير في دوري الدرجة الأولى بنسبة عشرة إلى 15 في المئة بحسب النادي، بينما كان تأثير التراجع في معدل الحضور الجماهيري المتوقع أقل في دوري الشامبيونشيب، بحيث لم يتجاوز نسبة أربعة إلى اثنين في المئة، غير أنه من المؤكد أن يسبب ضرراً واضحاً في الميزانية المالية لأندية الدوري.
من ناحية أخرى، يختلف التأثير عند نقل مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز أيام الثلاثاء والأربعاء، إذ يبدو أقل بكثير (2 إلى 3 في المئة) وهو ما يمكن تفسيره بأن المباريات الأكثر جاذبية غالباً ما تُقام يومي السبت والأحد.
* معالجة
بلا شك، لا يمكن اعتبار بث مباريات أخرى في نفس توقيت إقامة مباريات هذه الدوريات سبباً وحيداً في تراجع معدلات الحضور المتوقع، بالنظر إلى وجود العديد من العوامل المربكة، مثل توقيت المباريات وحالة الفرق المعنية والتي تختلف بين موسم وآخر، لكن الأرقام تكشف الأثر الواضح لبث مباريات دوري أبطال أوروبا على معدلات الدخول في بوابات ملاعب الدوريات الأدنى.
وترتفع المخاطر بالنسبة لمالكي الأندية من مجرد تدني الحضور الجماهيري إلى حدوث مصاعب مالية فيما يتعلق بتسيير الأمور الداخلية، وربما يتطور التأثير في المستقبل القريب إلى الفشل في تمويل الأندية.
لذا يقترح الأكاديميون، بعد الدراسة والتقصي حول التأثير الفعلي لتزايد البث المباشر لمباريات كرة القدم، أن يتم إعادة تقييم العلاقة بين أندية المقدمة، مثل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، وأندية الدرجات الأدنى، وتفعيل نظام المدفوعات التضامني، للحفاظ على هيكلة دوريات كرة القدم للمحترفين، والتي تضم 92 فريقاً يتنافسون في مختلف الدرجات.
وتبدو مثل هذه العلاقة التضامنية مهمة لكي تضمن نوعاً من التعويض عن العواقب السلبية التي تلحق بأندية دوري الدرجة الأولى والثانية من قبل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي تخوض مبارياتها في دوري أبطال أوروبا، في الوقت ذاته الذي تقام فيه مبارياتهم.
وأكد الباحث بريماو «لقد أظهر بحثنا حجم المعاناة التي تعانيها أندية الدرجات الأدنى جراء البث المباشر لمباريات أندية القمة».
وأضاف «إن كانت رياضة كرة القدم هي فعلاً رياضة التضامن والاهتمام بالجذور، فإن زيادة الدعم إلى الأندية التي تقع أسفل الهرم أمر مهم للغاية».
* خوف
ربما يرى البعض أن مثل هذه التوصيات، هي مجرد أمانٍ حالمة لن تجد آذاناً صاغية من أندية القمة، وأن ثقافة الإيثار ليست من أولوياتهم، لكن في الواقع إذا شهد سوق البث تحولاً أكثر مما هو عليه الآن، بأن يصبح نقل مباريات كرة القدم مجاناً على سبيل المثال، فإن ذلك سيعني بلا شك عزوف المزيد من المشجعين عن التوجه إلى ملاعب كرة القدم.
وقتها سيتعين على الجميع التحرك للقيام بشيء ما، وإلا فإن التوقع الكئيب الذي حذر منه ديفيد لاسي قبل أعوام، يمكن أن يتحقق ويحدث ما يمكن أن يعد أزمة مالية خانقة للأندية من التغول التكنولوجي.
* إحصاءات
ربما اعتقد البعض أن نقل المباريات الأوروبية بصورة حصرية على بعض القنوات، وما يتطلبه من دفع للأموال مقابل الاشتراك والحصول على خدمة المشاهدة، يأتي في مصلحة تحسين معدلات حضور المباريات، بيد أن الأرقام تقول إنه منذ حصول شبكة «بريتيش تيليكوم» على حقوق بث مباريات الشامبيونزليغ في إنجلترا، شهد معدل الحضور الجماهيري المتوقع لمباريات منتصف الأسبوع في دوري الثانية تراجعاً بمتوسط 16 في المئة، في المباريات المتزامنة مع نقل المباريات الأوروبية.
وتراوح التأثير في دوري الدرجة الأولى بنسبة عشرة إلى 15 في المئة بحسب النادي، بينما كان تأثير التراجع في معدل الحضور الجماهيري المتوقع أقل في دوري الشامبيونشيب، بحيث لم يتجاوز نسبة أربعة إلى اثنين في المئة، غير أنه من المؤكد أن يسبب ضرراً واضحاً في الميزانية المالية لأندية الدوري.
من ناحية أخرى، يختلف التأثير عند نقل مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز أيام الثلاثاء والأربعاء، إذ يبدو أقل بكثير (2 إلى 3 في المئة) وهو ما يمكن تفسيره بأن المباريات الأكثر جاذبية غالباً ما تُقام يومي السبت والأحد.
معالجة
بلا شك، لا يمكن اعتبار بث مباريات أخرى في نفس توقيت إقامة مباريات هذه الدوريات سبباً وحيداً في تراجع معدلات الحضور المتوقع، بالنظر إلى وجود العديد من العوامل المربكة، مثل توقيت المباريات وحالة الفرق المعنية والتي تختلف بين موسم وآخر، لكن الأرقام تكشف الأثر الواضح لبث مباريات دوري أبطال أوروبا على معدلات الدخول في بوابات ملاعب الدوريات الأدنى.
وترتفع المخاطر بالنسبة لمالكي الأندية من مجرد تدني الحضور الجماهيري إلى حدوث مصاعب مالية فيما يتعلق بتسيير الأمور الداخلية، وربما يتطور التأثير في المستقبل القريب إلى الفشل في تمويل الأندية.
لذا يقترح الأكاديميون، بعد الدراسة والتقصي حول التأثير الفعلي لتزايد البث المباشر لمباريات كرة القدم، أن يتم إعادة تقييم العلاقة بين أندية المقدمة، مثل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، وأندية الدرجات الأدنى، وتفعيل نظام المدفوعات التضامني، للحفاظ على هيكلة دوريات كرة القدم للمحترفين، والتي تضم 92 فريقاً يتنافسون في مختلف الدرجات.
وتبدو مثل هذه العلاقة التضامنية مهمة لكي تضمن نوعاً من التعويض عن العواقب السلبية التي تلحق بأندية دوري الدرجة الأولى والثانية من قبل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي تخوض مبارياتها في دوري أبطال أوروبا، في الوقت ذاته الذي تقام فيه مبارياتهم.
وأكد الباحث بريماو «لقد أظهر بحثنا حجم المعاناة التي تعانيها أندية الدرجات الأدنى جراء البث المباشر لمباريات أندية القمة».
وأضاف «إن كانت رياضة كرة القدم هي فعلاً رياضة التضامن والاهتمام بالجذور، فإن زيادة الدعم إلى الأندية التي تقع أسفل الهرم أمر مهم للغاية».
* خوف
ربما يرى البعض أن مثل هذه التوصيات، هي مجرد أمانٍ حالمة لن تجد آذاناً صاغية من أندية القمة، وأن ثقافة الإيثار ليست من أولوياتهم، لكن في الواقع إذا شهد سوق البث تحولاً أكثر مما هو عليه الآن، بأن يصبح نقل مباريات كرة القدم مجاناً على سبيل المثال، فإن ذلك سيعني بلا شك عزوف المزيد من المشجعين عن التوجه إلى ملاعب كرة القدم.
وقتها سيتعين على الجميع التحرك للقيام بشيء ما، وإلا فإن التوقع الكئيب الذي حذر منه ديفيد لاسي قبل أعوام، يمكن أن يتحقق ويحدث ما يمكن أن يعد أزمة مالية خانقة للأندية من التغول التكنولوجي.
يسود توجه عالمي في الوقت الحالي لتجديد وتوسعة الملاعب التابعة للأندية الكبرى لاستيعاب الأعداد المهولة من عشاق الساحرة المستديرة وتلك الأندية تحديداً، وأيضاً في ظل الانتشار غير المسبوق للعبة، ومع ذلك فإن هناك تناقضاً يتمثل في تصاعد المخاوف من أزمة مرتقبة يمكن أن تضرب مقاعد المدرجات، وهي أزمة سيكون المتهم الرئيس فيها البث التلفزيوني والرقمي.
وحتى مطلع الثمانينات، كانت كرة القدم الإنجليزية على سبيل المثال تتقبل بحذر شديد فكرة نقل المباريات على الهواء مباشرة، لتسمح لشاشات التلفزيون بنقل مباراة واحدة فقط، في بث حي كل أسبوع.
وقتها حذر الصحافي والكاتب في الغارديان، ديفيد لاسي، من العواقب المحتملة، في مقال رأي بعنوان (التهديد القاتل للبث التلفزيوني)، قائلاً: « المباريات المنقولة على الشاشة الصغيرة، بعيداً عن الإثارة والحماس في الملعب، من المرجح أن يكون لها تأثير سلبي».
وأضاف «المباراة المنقولة على شاشة التلفزيون ستكون بديلاً ملائماً للدفع مقابل مشاهدة المباراة من أرض الملعب، وشيئاً فشيئاً سيكون للجماهير سبب يدعوهم إلى البقاء في المنزل، والاكتفاء بمتابعة المباريات عن بُعد».
ولم يكن لاسي وحده الذي تنبأ بالعواقب المحتملة لنقل مباريات كرة القدم، فقبل أعوام من تدشين بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ)، اعتبر بريان كلوف، لاعب كرة القدم الانجليزي السابق، أن البث التلفزيوني المباشر سيقتل كرة القدم.
وفي عام 1931، أوقفت هيئة الإذاعة البريطانية BBC النقل الإذاعي لمباريات كرة القدم، بسبب المخاوف من تسببها في إضعاف معدلات الحضور الجماهيري للمباريات في الملاعب.
أما اليوم، فبات تأثير النقل المكثف لمباريات كرة القدم، وتراجع معدلات الحضور الجماهيري بسبب تفضيل مشاهدة المباريات على الشاشات، أحد أبرز القضايا التي تواجه أندية كرة القدم.
* ضحايا
يرى محللون أن الدرجات الأدنى وأندية كرة القدم الأصغر، هي الأكثر تضرراً من كثرة البث المباشر لمباريات كرة القدم، بتراجع معدلات حضور المباريات، ما ينعكس بصورة واضحة في تدني مستويات الدخل، وبالتالي معاناة الأندية في سوق التنافس.
وفي ظرف سبعة أيام فقط (الأسبوع الماضي)، نقلت شاشات القنوات التلفزيونية في إنجلترا 87 مباراة على الهواء مباشرة، وهو ما اعتبره محللون رقماً مخيفاً من البث الكروي المباشر، يكفي لدفع المزيد من الجماهير للاكتفاء بالاسترخاء على أريكة المنزل ووسط عائلاتهم، دون التفكير في عناء الذهاب إلى الملعب لمتابعة إحدى المباريات على المدرجات.
وربما تحصل أندية المستوى الأول على المقابل المجزي، عندما يتعلق الأمر ببث مباريات مثل بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز أو دوري أبطال أوروبا، لكن أندية الدرجات الأدنى لا تجد التعويض المناسب، بينما تفقد بعض من مشجعيها الذين يفضلون البقاء لمتابعة تلك المباريات.
* تحقيق
في السابق، لم يهتم الكثيرون بالأثر السلبي لنقل مباريات كرة القدم على المنافسات التي تلي بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز في الترتيب، أو لم تثر مناقشات حول جوانبه الدقيقة، غير أن بحثاً حديثاً أعده أكاديميون، توصل إلى إحصاءات مهمة تؤكد ما سبق ذكره من أثر سلبي في أندية الدرجات الأدنى.
وقام بابتوندي بريماو من جامعة ليفربول وجاك أوين وروب ستيفنز من جامعة لانكستر، بالبحث في 27 ألف مباراة دوري في كرة القدم جرت في إنجلترا بين عامي 2000 و2018 للإجابة عن سؤال بسيط: ما الذي يحدث لمعدلات الحضور في مباريات دوري الشامبيونشيب، دوري الدرجة الأولى ودوري الدرجة الثانية، عندما يعرض التلفزيون مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز أو دوري أبطال أوروبا في الوقت ذاته؟
وبعد الأخذ في الاعتبار عوامل مهمة، مثل ترتيب الفريق في جدل الدوري وقت المباراة، أو بُعد المسافة بالنسبة لجماهير الفريق الزائر، وجد الباحثون أن معدل حضور المباريات يشهد تراجعاً عندما يتزامن وقت إقامة المباراة مع توقيت نقل مباراة أخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز أو دوري أبطال أوروبا، خصوصاً في درجات الدوري أقل من الشامبيونشيب.
ووجد الباحثون أن مستوى التأثير يتغير من موسم إلى آخر، ومن دوري إلى آخر، لكن دوري الدرجة الثانية يتعرض للتأثير السلبي الأكبر، خصوصاً عند نقل مباريات دوري أبطال أوروبا (الشامبيونزليغ).
إحصاءات
ربما اعتقد البعض أن نقل المباريات الأوروبية بصورة حصرية على بعض القنوات، وما يتطلبه من دفع للأموال مقابل الاشتراك والحصول على خدمة المشاهدة، يأتي في مصلحة تحسين معدلات حضور المباريات، بيد أن الأرقام تقول إنه منذ حصول شبكة «بريتيش تيليكوم» على حقوق بث مباريات الشامبيونزليغ في إنجلترا، شهد معدل الحضور الجماهيري المتوقع لمباريات منتصف الأسبوع في دوري الدرجة الثانية تراجعاً بمتوسط 16 في المئة، في المباريات المتزامنة مع نقل المباريات الأوروبية.
وتراوح التأثير في دوري الدرجة الأولى بنسبة عشرة إلى 15 في المئة بحسب النادي، بينما كان تأثير التراجع في معدل الحضور الجماهيري المتوقع أقل في دوري الشامبيونشيب، بحيث لم يتجاوز نسبة أربعة إلى اثنين في المئة، غير أنه من المؤكد أن يسبب ضرراً واضحاً في الميزانية المالية لأندية الدوري.
من ناحية أخرى، يختلف التأثير عند نقل مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز أيام الثلاثاء والأربعاء، إذ يبدو أقل بكثير (2 إلى 3 في المئة) وهو ما يمكن تفسيره بأن المباريات الأكثر جاذبية غالباً ما تُقام يومي السبت والأحد.
* معالجة
بلا شك، لا يمكن اعتبار بث مباريات أخرى في نفس توقيت إقامة مباريات هذه الدوريات سبباً وحيداً في تراجع معدلات الحضور المتوقع، بالنظر إلى وجود العديد من العوامل المربكة، مثل توقيت المباريات وحالة الفرق المعنية والتي تختلف بين موسم وآخر، لكن الأرقام تكشف الأثر الواضح لبث مباريات دوري أبطال أوروبا على معدلات الدخول في بوابات ملاعب الدوريات الأدنى.
وترتفع المخاطر بالنسبة لمالكي الأندية من مجرد تدني الحضور الجماهيري إلى حدوث مصاعب مالية فيما يتعلق بتسيير الأمور الداخلية، وربما يتطور التأثير في المستقبل القريب إلى الفشل في تمويل الأندية.
لذا يقترح الأكاديميون، بعد الدراسة والتقصي حول التأثير الفعلي لتزايد البث المباشر لمباريات كرة القدم، أن يتم إعادة تقييم العلاقة بين أندية المقدمة، مثل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، وأندية الدرجات الأدنى، وتفعيل نظام المدفوعات التضامني، للحفاظ على هيكلة دوريات كرة القدم للمحترفين، والتي تضم 92 فريقاً يتنافسون في مختلف الدرجات.
وتبدو مثل هذه العلاقة التضامنية مهمة لكي تضمن نوعاً من التعويض عن العواقب السلبية التي تلحق بأندية دوري الدرجة الأولى والثانية من قبل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي تخوض مبارياتها في دوري أبطال أوروبا، في الوقت ذاته الذي تقام فيه مبارياتهم.
وأكد الباحث بريماو «لقد أظهر بحثنا حجم المعاناة التي تعانيها أندية الدرجات الأدنى جراء البث المباشر لمباريات أندية القمة».
وأضاف «إن كانت رياضة كرة القدم هي فعلاً رياضة التضامن والاهتمام بالجذور، فإن زيادة الدعم إلى الأندية التي تقع أسفل الهرم أمر مهم للغاية».
* خوف
ربما يرى البعض أن مثل هذه التوصيات، هي مجرد أمانٍ حالمة لن تجد آذاناً صاغية من أندية القمة، وأن ثقافة الإيثار ليست من أولوياتهم، لكن في الواقع إذا شهد سوق البث تحولاً أكثر مما هو عليه الآن، بأن يصبح نقل مباريات كرة القدم مجاناً على سبيل المثال، فإن ذلك سيعني بلا شك عزوف المزيد من المشجعين عن التوجه إلى ملاعب كرة القدم.
وقتها سيتعين على الجميع التحرك للقيام بشيء ما، وإلا فإن التوقع الكئيب الذي حذر منه ديفيد لاسي قبل أعوام، يمكن أن يتحقق ويحدث ما يمكن أن يعد أزمة مالية خانقة للأندية من التغول التكنولوجي.
* إحصاءات
ربما اعتقد البعض أن نقل المباريات الأوروبية بصورة حصرية على بعض القنوات، وما يتطلبه من دفع للأموال مقابل الاشتراك والحصول على خدمة المشاهدة، يأتي في مصلحة تحسين معدلات حضور المباريات، بيد أن الأرقام تقول إنه منذ حصول شبكة «بريتيش تيليكوم» على حقوق بث مباريات الشامبيونزليغ في إنجلترا، شهد معدل الحضور الجماهيري المتوقع لمباريات منتصف الأسبوع في دوري الثانية تراجعاً بمتوسط 16 في المئة، في المباريات المتزامنة مع نقل المباريات الأوروبية.
وتراوح التأثير في دوري الدرجة الأولى بنسبة عشرة إلى 15 في المئة بحسب النادي، بينما كان تأثير التراجع في معدل الحضور الجماهيري المتوقع أقل في دوري الشامبيونشيب، بحيث لم يتجاوز نسبة أربعة إلى اثنين في المئة، غير أنه من المؤكد أن يسبب ضرراً واضحاً في الميزانية المالية لأندية الدوري.
من ناحية أخرى، يختلف التأثير عند نقل مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز أيام الثلاثاء والأربعاء، إذ يبدو أقل بكثير (2 إلى 3 في المئة) وهو ما يمكن تفسيره بأن المباريات الأكثر جاذبية غالباً ما تُقام يومي السبت والأحد.
معالجة
بلا شك، لا يمكن اعتبار بث مباريات أخرى في نفس توقيت إقامة مباريات هذه الدوريات سبباً وحيداً في تراجع معدلات الحضور المتوقع، بالنظر إلى وجود العديد من العوامل المربكة، مثل توقيت المباريات وحالة الفرق المعنية والتي تختلف بين موسم وآخر، لكن الأرقام تكشف الأثر الواضح لبث مباريات دوري أبطال أوروبا على معدلات الدخول في بوابات ملاعب الدوريات الأدنى.
وترتفع المخاطر بالنسبة لمالكي الأندية من مجرد تدني الحضور الجماهيري إلى حدوث مصاعب مالية فيما يتعلق بتسيير الأمور الداخلية، وربما يتطور التأثير في المستقبل القريب إلى الفشل في تمويل الأندية.
لذا يقترح الأكاديميون، بعد الدراسة والتقصي حول التأثير الفعلي لتزايد البث المباشر لمباريات كرة القدم، أن يتم إعادة تقييم العلاقة بين أندية المقدمة، مثل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، وأندية الدرجات الأدنى، وتفعيل نظام المدفوعات التضامني، للحفاظ على هيكلة دوريات كرة القدم للمحترفين، والتي تضم 92 فريقاً يتنافسون في مختلف الدرجات.
وتبدو مثل هذه العلاقة التضامنية مهمة لكي تضمن نوعاً من التعويض عن العواقب السلبية التي تلحق بأندية دوري الدرجة الأولى والثانية من قبل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي تخوض مبارياتها في دوري أبطال أوروبا، في الوقت ذاته الذي تقام فيه مبارياتهم.
وأكد الباحث بريماو «لقد أظهر بحثنا حجم المعاناة التي تعانيها أندية الدرجات الأدنى جراء البث المباشر لمباريات أندية القمة».
وأضاف «إن كانت رياضة كرة القدم هي فعلاً رياضة التضامن والاهتمام بالجذور، فإن زيادة الدعم إلى الأندية التي تقع أسفل الهرم أمر مهم للغاية».
* خوف
ربما يرى البعض أن مثل هذه التوصيات، هي مجرد أمانٍ حالمة لن تجد آذاناً صاغية من أندية القمة، وأن ثقافة الإيثار ليست من أولوياتهم، لكن في الواقع إذا شهد سوق البث تحولاً أكثر مما هو عليه الآن، بأن يصبح نقل مباريات كرة القدم مجاناً على سبيل المثال، فإن ذلك سيعني بلا شك عزوف المزيد من المشجعين عن التوجه إلى ملاعب كرة القدم.
وقتها سيتعين على الجميع التحرك للقيام بشيء ما، وإلا فإن التوقع الكئيب الذي حذر منه ديفيد لاسي قبل أعوام، يمكن أن يتحقق ويحدث ما يمكن أن يعد أزمة مالية خانقة للأندية من التغول التكنولوجي.