تواجه دول عدة في أوروبا المزيد من المشكلات المرتبطة بالسفر بسبب اختناقات المطارات وإضرابات العاملين في السكك الحديدية. إذ وجه ويلي والش المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» انتقادات للحكومة البريطانية بشأن سياسة النقل. وهو ما أجبر شركات طيران ألمانية وبريطانية وفرنسية إلى إلغاء مئات الرحلات المقررة في الشهر المقبل.
وقد كافحت مراكز الطيران في أوروبا للتكيف مع الزيادة في الطلب في ظل تخفيف القيود المرتبطة بجائحة كورونا، وحذرت شركة «ويز اير هولدنجز» للطيران منخفض التكاليف الأربعاء من أن خطر حدوث مزيد من الاضطرابات في القارة يهدد فرص تعافي صناعة الطيران.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن متحدثة باسم المجموعة المسؤولة عن تشغيل مطارات باريس قولها إنه سيتم إلغاء ربع الرحلات من مطار شارل دي جول الدولي في باريس، بسبب إضراب. وأوضحت أن النزاع بشأن الأجور يمكن أن يؤثر على مجموعة واسعة من الخدمات ويتسبب في إغلاق مدرج.
وفي بريطانيا التي تشهد توترات كبيرة بشأن النقل الجوي، اتهم والش وزير النقل البريطاني جرانت شابس بأنه «بلا فائدة على الإطلاق». وكان الوزير قد اتهم شركات الطيران بالمسؤولية عن إلغاء مئات الرحلات، قائلا إن هذا يتسبب في إلغاء عدد كبير للغاية من الوظائف خلال الجائحة وأشار إلى أنها لم تضع خطة للتعافي.
لوفتهانزا ألغت 900 رحلة
قلصت شركة لوفتهانزا الألمانية للطيران وشركة يورووينجز المملوكة لها جدول رحلاتهما المقررة لشهر العطلات يوليو المقبل، وذلك بسبب النقص في عدد العاملين سواء داخل الشركتين أو في قطاع الخدمات الأرضية وخدمات المطارات.
وأوضحت لوفتهانزا الأربعاء في رد على سؤال أنها ألغت 900 رحلة مقررة للشهر المقبل داخل ألمانيا وأوروبا انطلاقاً من مركزيها في فرانكفورت وميونخ.
وقالت إن الإلغاءات تسري على أيام الجمع والسبت والأحد، وأضافت أنها تعادل 5% من حجم الرحلات التي كان مخططاً لها في العطلات الأسبوعية.
يورووينجز تغلي المئات
وفي السياق ذاته، تعتزم يورووينجز إلغاء عدة مئات من الرحلات مقررة للشهر المقبل، وذلك بغرض الحفاظ على استقرار عروض الشركة.
يُذكر أن كل قطاع النقل الجوي ولا سيما في أوروبا يعاني حالياً من اختناقات ونقص في العمالة في مختلف القطاعات من فحص الركاب مروراً بالمناولة الأرضية للطائرات ووصولا إلى الضيافة الجوية، ويرجع السبب في النقص إلى توجه عاملين في النقل الجوي إلى البحث عن وظائف أخرى خلال فترة الجائحة.
وأكدت لوفتهانزا أنها ويورووينجز نفذتا العديد من التدابير من أجل ضمان استقرار جدول الرحلات بأكبر قدر ممكن.
وقالت «غير أنه من المتوقع ألا يمكن تنفيذ خطط الرحلات على النحو المنشود وذلك بسبب الاختناقات» وتابعت أنها أخطرت عملاء الرحلات الملغاة على الفور وغيرت الحجز على متن رحلات أخرى للوفتهانزا ويورووينجز في حال كان ذلك ممكناً.
وناشدت الشركة الركاب القدوم إلى المطار في الوقت المناسب في فترة العطلات المقبلة، والاستفادة بأكبر قدر ممكن من تسجيل إجراءات الدخول عبر الإنترنت في الليلة السابقة على السفر، كما نصحت بتقليص حقائب اليد للحد الأدنى الضروري حتى يتجنب الركاب فترات الانتظار الطويلة عند نقاط التفتيش الأمني.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لرابطة المطارات الألمانية رالف بايزل مؤخراً إن مقدمي الخدمات في كل المواقع ينقصهم عاملون في مجال تخليص إجراءات سفر الركاب.
وأشار إلى أن عدد العاملين في أطقم الخدمة الأرضية يقل بنسبة 20% عن عددهم قبل أزمة كورونا، وأضاف أن هذا يمكن أن يؤدي إلى اختناقات في فترات الذروة ولا سيما في خدمات تسجيل الدخول وتحميل الحقائب ومراقبة سلامة الطيران.
كان متحدث باسم شركة سويس اير السويسرية للطيران أعلن أمس الثلاثاء إلغاء العديد من رحلات الشركة إلى ألمانيا بسبب النقص في أطقم العاملين سواء داخل الشركة أو في قطاع الخدمات الأرضية وخدمات المطارات.
وأوضح المتحدث باسم الشركة المملوكة لمجموعة لوفتهانزا الألمانية أن من بين الرحلات الملغاة الرحلات الخمس الأسبوعية بين نورنبرج وزيورخ والمدرجة في الجدول الصيفي، والتي كان مقرراً تسييرها في الفترة بين يوليو وأكتوبر المقبلين.
إلغاء 25%من رحلات شارل ديغول
أُلغيت نحو 25% من الرحلات الجوية المقررة صباح الخميس في مطار شارل ديغول في باريس بسبب إضراب لعمّال المطار الذين يطالبون برفع أجورهم، بحسب الشركة التي تدير مطارات باريس Aeroports de Paris.
وطلبت المديرية العامة للطيران المدني من شركات الطيران تخفيف عدد رحلاتها الجوية بين الساعة 7,00 والساعة 14,00 الخميس، فيما واجهت عدة مطارات أوروبية مؤخرًا صعوبات كبيرة في إدارة حركة المسافرين بسبب نقص في الموظفين.
وأعلنت شركة «إير فرانس» وهي الشركة الأساسية العاملة في مطار باريس-شارل-ديغول، إلغاء 85 رحلة قصيرة المسافة ومتوسطة المسافة الخميس، لتلبية متطلّبات المديرية العامة للطيران المدني.
كما توقعت الشركة إجراء «تعديلات في جداول رحلات المسافات الطويلة»، لافتة إلى أنه «سيتم الاتصال بالزبائن المعنيين بشكل مباشر».
وتدعو جميع نقابات مطار رواسي كل الموظفين إلى المطالبة بزيادة الرواتب بمقدار 300 يورو «للجميع ودون قيد أو شرط».
وقالت النقابات في بيان مشترك «رغم استئناف حركة السفر والأرباح التي تم تحقيقها، لا يتمّ دفع الأجور كما يجب (...) كل شيء يزيد إلّا أجورنا».
واعتبرت إحدى النقابات أن «الفوضى التي يعاني منها الموظفون منذ عدة أسابيع في العديد من المطارات في فرنسا وأوروبا لا تحتمل». وتقدّر النقابة أن عدد الوظائف التي فُقدت في قطاع الطيران بلغت 15 ألف وظيفة خلال عامين بسبب جائحة كوفيد-19، ما أدّى إلى «ضغط على الموظفين».