نجحت شركات الطيران العاملة في مطارات الدولة في تحقيق مستويات نمو قياسية في حجم السعة المقعدية، حيث استعادت نحو 96.4% من إجمالي حجم السعة المقعدية التي كانت تشغلها قبل جائحة كوفيد-19، بعد أن وصلت خلال الأسبوع الجاري إلى 1.209 مليون مقعد، وفقاً لبيانات مؤسسة «أو إيه جي» الدولية المزودة لبيانات المطارات وشركات الطيران.
وأظهرت بيانات «أو إيه جي»، أن دولة الإمارات استحوذت على 28% من إجمالي حجم السعة المقعدية في منطقة الشرق الأوسط التي سوف تسجل 4.279 مليون مقعد على متن الرحلات الجوية مع نهاية الأسبوع الجاري، وتساهم الزيادة المستمرة في السعة المقعدية المجدولة في تقليص الفجوة بين السعة التي تشغلها شركات الطيران في 2022 مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة في 2019. وعلى الرغم من أن السعة المقعدية في المنطقة لا تزال متراجعة بنسبة 9% مقارنة مع مستويات ما قبل الجائحة، فهي مرتفعة بنسبة 74.7% مقارنة بمستويات عام 2021، وتمثل زيادة مستمرة وتعافياً تدريجياً لحركة السفر من آثار الجائحة.
وقالت مصادر عاملة في قطاع السفر إن حركة الطيران في الإمارات نجحت في تحقيق مستويات نمو كبيرة خلال الأسبوع الجاري بدعم من نشاط حركة السفر من وإلى الإمارات خلال أسبوع العيد الذي شهد زخماً سياحياً غير مسبوق منذ بداية الجائحة في 2019، مشيرين إلى أن مواصلة الناقلات الوطنية عملياتها التوسعية ونجاح المطارات المحلية في استقطاب شركات الطيران العالمية من أهم العوامل التي ساهمت في نمو السعة المقعدية عبر مطارات الدولة والتي لامست مستويات ما قبل الجائحة.
ومن جهته قال خبير السياحة والسفر محمد الإقبالي إن حركة السفر من وإلى الإمارات شهدت نشاطاً كبيراً خلال الأسبوع الجاري، حيث حفزت إجازة العيد الطويلة الطلب على السفر، مشيراً إلى أن نسبة إشغال الرحلات على بعض الوجهات وصلت إلى 100%، الأمر الذي انعكس على أسعار تذاكر السفر التي شهدت ارتفاعات متباينة بحسب الوجهة.
وأضاف أن هناك مجموعة من العوامل وراء ارتفاع نشاط السفر، من ضمنها إجازة العيد الطويلة وفتح أجواء السفر أمام حركة الطيران في معظم الأسواق العالمية، وإزالة كافة العوائق أمام الحركة السياحية الدولية، بالإضافة إلى وجود رغبة كبيرة في السفر إلى الخارج، لا سيما أن كثيراً من العائلات لم تسافر من بداية الجائحة في 2019.
وقال مدير عام وكالة الفيصل للسفر والسياحة والشحن، ياسين دياب إن حركة السفر خلال عطلة عيد الفطر تعتبر من أنشط مواسم السفر منذ بداية الجائحة، وإن السعة المقعدية عبر شركات الطيران العاملة في الدولة على الرغم من أنها لم تصل لمستويات ما قبل الجائحة، حققت مستويات نمو كبيرة مقارنة مع العام الماضي وتسير في مسار نمو تصاعدي وتقترب بخطوات متسارعة من مستويات ما قبل كوفيد.