السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

الكابتن طيار نوف الشحي: طموحي العمل مدربة طيران

تمكنت مساعد طيار في فلاي دبي، الإماراتية نوف الشحي، خلال وقت قصير أن تثبت نفسها في عالم الطيران، وأن تحلق بطائرات فلاي دبي لمختلف قارات العالم، وأكدت خلال لقائها مع «الرؤية» أن حبها لعالم الطيران جعلها تتخلى عن دراستها في هندسة علوم الشبكات، لتتبع شغفها وتلتحق بكلية الطيران، لاستكشاف العالم، والتحليق في الفضاء، والتعرف على حضارات وشعوب وثقافات جديدة عالمياً. وأضافت أن رحلات الطيران التي قامت بها، لكل منها قصة وتجربة، وكل تجربة بالنسبة لها هي فرصة لتعلم شيء جديد لإثراء خبرتها في هذا المجال.

واليوم تسعى جاهدة لتصبح «كابتن طيار مدرباً»، بعد أن تكتسب الخبرة الكافية، لتوجه الكوادر الوطنية وجميع الراغبين في الالتحاق بقطاع الطيران.

- بداية، عرفينا بنفسك، وما الذي جذبك إلى عالم الطيران؟


اسمي نوف عبدالله الشحي، عمري 27 سنة، من الإمارات، أعمل كمساعد طيار في شركة فلاي دبي.


اخترت هذه المهنة منذ أن كنت طفلة صغيرة، إذ كانت تشدني الطائرات وعالم الطيران والتحليق في الفضاء، ومنذ ذلك الوقت وأنا أحلم بدراسة الطيران، لاستكشاف عوالم جديدة، والتحليق في الفضاء، والتعرف على حضارات وشعوب وثقافات جديدة من مختلف أنحاء العالم.

وعندما وصلت إلى المرحلة الثانوية، ازداد تعلقي، وكبر شغفي بهذا المجال، وبدأت أبحث عنه في الإنترنت، وعن توافر دراسته لدينا في الإمارات، فوجدت خلال بحثي أن العديد من الإماراتيين يمارسون هذه المهنة، الأمر الذي شجعني أكثر على الإقبال عليها، خاصة أن الدراسة متاحة لدينا في الإمارات، فطرحت الفكرة على الأهل، فمنهم من وافق، ومنهم من رفض الفكرة، خاصة الوالدة، التي خافت علي كثيراً من هذه المهنة، كونها ترتبط بالتحليق في الفضاء، والسفر، وما زالت حتى هذا الوقت ينتابها الخوف علي، بينما وجدت تشجيعاً من الوالد، وعندما اقتنعت الوالدة بدخولي المجال، اشترطت علي أن أدرس أي شيء آخر في البداية، ثم ألتحق بعالم الطيران.

وبالفعل التحقت بكلية التقنية في دبي، ودرست هندسة علوم الشبكات، ولكن بعد سنتين من الدراسة في الكلية، بدأت أشعر بالملل من هذا المجال، لأنني لا أنتمي إلى هذا القطاع، وكل تفكيري يتجه نحو عالم الطيران، فتركت الدراسة في كلية التقنية، واتبعت شغفي وحلمي القديم، لأتجه إلى عالم الطيران.

وأخبرت الأهل بأنني لن أتمكن من الاستمرار في هذا المجال، فوافقوا على ذلك، والتحقت بالدراسة في كلية أكسفورد للطيران، حيث درست العلوم النظرية.

وبعدها أكملت دراستي في أكاديمية الفجيرة للطيران سنة 2018، في دورة رخصة طيار تجاري، وأكملت ساعات التدريب العملي المطلوبة على طائرات ذات محرك واحد، وأُخرى ذات محركين، وفق أسس وقواعد التدريب.

- لماذا اخترتِ أكاديمية الفجيرة للطيران للدراسة، ثم اخترتِ فلاي دبي للعمل؟

جاء اختياري للأكاديمية؛ كونها تُعد من النخبة في مجال التدريب على الطيران، ولأنها أول أكاديمية طيران في الخليج العربي، ومن مميزات الأكاديمية مرونة التدريب، فهي تضاهي نظيراتها من الأكاديميات التدريبية المتخصصة في نفس المجال، ولديها برامج تدريبية تلائم جميع الفتيات، سواء كُنّ من الموظفات أو المتفرغات للدراسة، وبمعايير ملائمة للطلاب بما يتوافق مع نظم ومعايير الهيئة العامة للطيران المدني.

وبعد حصولي على رخصة الطيار المدني التحقت بشركة فلاي دبي، حيث بدأت التدريب على أجهزة المحاكاة للطائرة بوينغ 737، وهي عماد أسطول فلاي دبي، لمدة شهرين، وبعدها بدأت في الطيران الفعلي مع مدرب متخصص، وعند اكتمال عدد الساعات المطلوبة للتدريب، بدأت بالطيران كطيار مساعد أول في شركة فلاي دبي.

- كيف تصفين شعورك في التحليق لأول مرة؟ وهل اختلف بعد ذلك؟

شعوري عند التحليق لأول مرة هو شعور كل شخص جعل من هوايته عمله الدائم، فهو شعور لا يوصف عندما تقوم بشيء كنت تحلم به منذ الصغر، وأصبح حقيقة وتحول إلى عمل دائم.

رحلات الطيران التي قمت بها، منها البعيدة، ومنها القريبة، وفي مختلف القارات، لكل منها قصة وتجربة، وكل تجربة بالنسبة لي هي فرصة لتعلم شيء جديد لزيادة خبرتي في هذا المجال. حبي للطيران والطائرات لا يوصف، والسبب أنه بعد انتهائي من كل رحلة، وأثناء ذهابي للمنزل، أشعر بنفس الشعور الذي لا يوصف عند قيادتي للطائرة.

كيف تنظرين إلى دخول المرأة الإماراتية إلى مجال الطيران؟ وهل أصبحت قادرة على الخوض في كافة المجالات العملية؟

المرأة الإماراتية في مجال الطيران قطعت شوطاً كبيراً، ونرى اليوم الكثير من قصص النجاح في مجال قيادة الطائرات، وأنا واثقة بأن المرأة الإماراتية قادرة على تحقيق كل النجاح. ومن واجبي هنا أن أتوجّه بالشكر لأحد أسباب هذا النجاح، ليس في قطاع الطيران، وإنما في قطاعات مختلفة برعت فيها المرأة الإماراتية، وأخص بالذكر هنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ودورهما الكبير في تمكين المرأة الإماراتية وتحقيق طموحاتها.

- كيف توازنين بين عملك وحياتك الخاصة؟

أحرص دوماً على الموازنة في عملي، وليس هناك فرق سواء كنت في الطائرة، أو على الأرض، أو أثناء التدريب.

وأخص هنا بالذكر تشجيع الأهل، فبعضهم كان متردداً بسبب طبيعة الفكرة ذاتها، فهي فكرة وعمل جديد.

ولخوفهم وحرصهم علي، ولكن والدي كان دائماً هو من يشجعني على اتخاذ القرار، فقراري كان الالتحاق بكلية الطيران، وبعد رؤيتهم لي وإصراري واعتمادي على نفسي بدأت العائلة تتقبل الفكرة وتشجعني على ذلك، وهذا سبب من أسباب نجاحي وتوفيقي، فوقوف العائلة بجانبك في هذا التخصص شيء ضروري.

ومن العوامل التي شجعتني أيضاً، العمل في شركة وفرت لي كل مقومات النجاح، وأعني هنا فلاي دبي، من حيث التدريب وفق أعلى المعايير المهنية، فضلاً عن كون الشركة تمثل بيئة مثالية للعمل، ما يشجع المرأة الإماراتية على خوض مثل هذه المجالات.

- كيف تصفين التحديات التي واجهتك؟ وكيف تغلبت عليها؟

التحديات هي نفسها التي تواجه كل شخص عند خوضه أي ميدان أو عمل جديد، ولا أظنها تختلف عن أي عمل آخر. ولكن من أهمها كانت عندما التحقت بكلية الطيران في الفجيرة، كنت قادمة من كلية التقنية، وفي هذه الكلية جميع الطلاب فيها من الإناث، على العكس من الطيران، حيث كان معظم الملتحقين في الكلية من الذكور، وكنت الفتاة الوحيدة بينهم، واجهت بعض الصعوبات في البداية، لكن سرعان ما اندمجت مع الفريق، وبدأت تخطي ذلك، وتأقلمت عليه، خاصة أن الوالد شجعني، وقال لي يجب أن أتخطى ذلك، وإن العمل في المستقبل سيتطلب مني الاحتكاك والتعامل مع الجميع، إناثاً وذكوراً، وبالفعل اعتدت على ذلك سريعاً وتجاوزت هذه العقبة.

ومرة أُخرى أود التأكيد هنا أن المرأة في الإمارات قادرة على خوض كل التحديات بالإصرار والعزيمة والتعلم، واكتساب الخبرات التي تحول هذه التحديات إلى فرص، هكذا تعلمنا في الإمارات.

- ما هو طموحك اليوم؟

أطمح دوماً أن أرتقي بإنجازات المرأة الإماراتية، وعلى كافة الأصعدة، وأكتسب الخبرة الكافية لأرتقي ككابتن مدرب، لأوجه الكوادر الوطنية وجميع الراغبين في الالتحاق بقطاع الطيران، وأنقل لهم خبراتي التي سوف أبنيها مستقبلاً في ظل مسيرتي المهنية كطيار في هذا المجال.

ما رسالتك التي توجهينها إلى الفتيات الإماراتيات اللواتي يرغبن في خوض هذا المجال؟

العمل والجد والاجتهاد والتعلم والإصرار على تحقيق الهدف أو الحلم، خاصة إذا توافرت الرغبة والعزيمة لتحقيق هذا الحلم.