أظهر استبيان حديث، اليوم الثلاثاء، أن 90% من المسافرين في الإمارات سيغيرون عاداتهم وروتينهم بالنسبة للسفر جوّاً بعد انقضاء جائحة «كوفيد-19».
وفقاً لنتائج استبيانٍ عالمي موسّع جديد أجرته شركة «إنمارسات»، الشركة الرائدة عالمياً في خدمات الاتصالات الفضائية المتنقلة، فإن 9 من كل 10 مقيمين أو مواطنين في الإمارات العربية المتحدة سيغيرون عاداتهم عند السفر بعد انجلاء الجائحة.
ويعد استبيان «متابعة ثقة المسافرين» أكبر استبيان عالمي للمسافرين جوّاً منذ بداية تفشي فيروس كورونا المستجد، ويعكس آراء وسلوكيات 9,500 مشارك من 12 بلداً حول العالم بخصوص مستقبل السفر الجوي، من بينهم أكثر من 500 مسافر مقيم في الإمارات.
وأظهر البحث أن المسافرين في الإمارات متحفزون للعودة إلى السفر جوّاً في المستقبل القريب، ولكنهم سيكونون أكثر ثقة إن تم تطبيق إجراءات معينة خلال سفرهم وعلى متن الطائرات.
تغيير كبير
وقال نائب الرئيس الإقليمي لشؤون الطيران في «إنمارسات» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، نيل فوكنر، إن نتائج متابعة ثقة المسافرين تنبئ بحصول تغيير كبير في سلوكيات السفر، سيؤدي غالباً إلى تغيير شكل قطاع الطيران على المدى البعيد.
وأضاف فوكنر، أن المسافرين المقيمين في الإمارات يبدون متحفزين للعودة إلى السفر، إلا أن نتائج هذا البحث تكشف عن مخاوفهم بخصوص نقاط التماس وتجربتهم داخل الطائرات.
وتابع: «هذا الأمر يكشف عن وجود فرصة واضحة للخطوط الجوية من خلال توفير خدمات رقمية جديدة – من الدعم الطبي إلى الوجبات مسبقة الطلب وخيارات الدفع الخالية من التلامس ضمن الرحلات الجوية – وذلك لزيادة ثقة المسافرين، مع ضمان تلبية الاحتياجات الخاصة بالصحة والسلامة بالكامل.
وقال فوكنر، إنه بعد أشهر من قيود السفر سريعة التغير، أصبح المسافرون المشاركون في الاستبيان في الإمارات أكثر قلقاً بخصوص الاضطرار للعزل الصحي، مقارنة بقلقهم بخصوص الإصابة بالفيروس على متن الطائرة أو أثناء وجودهم في الخارج.
وعبر المسافرون عن مخاوفهم من إغلاقات الحدود غير المتوقعة أثناء سفرهم، واحتمال عجزهم عن العودة إلى دولة الإمارات، ما يعني أنهم أقل قلقاً بخصوص مخاطر السفر جوّاً من قلقهم بخصوص تجربتهم أثناء وجودهم خارج الدولة.
ورصد الاستبيان أن المسافرين في الإمارات يشغل بالهم عدة عوامل أخرى، مثل الثقة في الخطوط الجوية. حيث قال أكثر من ربع المشاركين في الاستبيان إنهم سيسافرون فقط مع الخطوط الجوية التي يثقون بها.
وقال 52% من المسافرين إن سمعة شركات الطيران أصبحت الآن عاملاً أكثر أهمية مما كان عليه قبل الجائحة، عند اختيارهم الخطوط الجوية التي سيسافرون على متنها.
هذه الأسباب توضح سبب تعبير 32% من المشاركين في الإمارات عن ميلهم للتقليل من السفر الجوي، وذات الأمر تكرر عن المستوى العالمي، حيث قال 31% من المشاركين عالمياً، إنهم يخططون للسفر جوّاً أقل من المعتاد.
وتوقع 41% من المسافرين عالمياً أن يسافروا بشكل أقل إجمالاً أياً كانت وسيلة النقل.
وبينما يرجح أن ينخفض السفر الجوي على المدى القريب والمتوسط، أفاد الاستبيان بأن المسافرين في الإمارات أكثر ميلاً للسفر جوّاً خلال الجائحة من نظرائهم العالميين، إذ إن نصف المشاركين تقريباً (46%) استقلوا رحلة جوية واحدة على الأقل – وهو ثالث أعلى معدّل بعد الهند والولايات المتحدة.
وتابع الاستبيان: «على الرغم من توقعات المسافرين في الإمارات والعالم بالتقليل من السفر بشكل عام، فإنهم يظهرون مؤشرات على ثقتهم بالسفر جوّاً من جديد في المستقبل القريب».
وأظهر استبيان «متابعة ثقة المسافرين» أن نحو نصف (47%) إجمالي المسافرين المشاركين في الاستبيان يتوقعون أن يكونوا مستعدين للسفر جوّاً من جديد قبل أبريل 2021.
وعلى المنوال ذاته، يقول 3 من كل 5 مسافرين مقيمين في دولة الإمارات إنهم سيكونون جاهزين للسفر جوّاً خلال الأشهر الستة المقبلة، رغم نيتهم إعادة تقييم عادات السفر الخاصة بهم.
وكشف المؤشر عن ازدياد ثقة المسافرين، فحين يتعلق الأمر بتوقعات مخاطر الإصابة بالفيروس في بيئات محددة، تقريباً نصف المواطنين والمقيمين في الإمارات المشاركين في الاستبيان يعتقدون أن الرحلات الجوية لا تزيد خطورة عن زيارة صالة رياضية ومركز ترفيهي أو مطعم ومقهى.
وبالنسبة لتجربة السفر جوّاً في عام 2020، تظهر نتائج الاستبيان أن المسافرين جوّاً في الإمارات قلقون غالباً بخصوص نقاط التماس داخل الرحلات الجوية. ومن أقل الأنشطة بعثاً على الراحة بالنسبة للمسافرين في الإمارات خلال رحلاتهم الحصول على وجبة داخل الطائرة أو استخدام حمّام الطائرة.
وفي المقابل، فإن مواطني وسكان الإمارات مرتاحون لفكرة التنقل في بناء المطار وعند بوابة الصعود وأثناء الصعود إلى الطائرة – ليحلوا في المرتبة الثالثة عالمياً بالنسبة للثقة في تجربة السفر.
ورصد الاستبيان أن المسافرين من الإمارات عبروا عن ثقة أكبر في التواجد قرب مسافرين آخرين، مقارنة بالإجابات العالمية.