أرجع مختصون انخفاض عملة البيتكوين، الاثنين، إلى أدنى مستوياتها في 18 شهراً، إلى تجنب المستثمرين الأصول الخطرة في ظل توتر الأسواق العالمية.
وتراجعت أشهر عملة رقمية نحو 10% إلى 24,692 دولار، وهو انخفاض بنسبة 65% مقارنة بأعلى مستويات سجّلتها البيتكوين في نوفمبر 2021 وأدنى مستوياتها في ديسمبر 2020.
تراجعت عملة البيتكوين إلى أدنى مستوى لها منذ نهاية عام 2020، وذلك بسبب المخاوف من التضخم المتسارع في الولايات المتحدة.
ووصلت البيتكوين إلى أقل مستوى في 18 شهراً يوم الاثنين، لتتراجع بنحو 10% وتصل إلى 24.692 دولار، وهو انخفاض بنسبة 65% مقارنة بأعلى مستوياتها التي سجلتها في نوفمبر 2021.
ولطالما خالفت الأصول المشفرة في الماضي اتجاه الأصول التقليدية مثل الأسهم، إلا أن الارتباط بين الاثنين بات قريباً جداً في الفترة الأخيرة.
وبحسب محلل السوق في منصة إيتورو لتداول الأصول المشفرة سيمون بيترز، فإن ما يحصل في الآونة الأخيرة في سوق العملات المشفرة، هو إشارة على أن الأصول المشفرة كالبيتكوين والإيثر تتحرك بخطى ثابتة مع الأسهم، حيث تسببت مخاوف التضخم في تراجع الأسهم والعملات المشفرة.
ورجح بيترز في تصريحات لـ«الرؤية» أن تراجع العملات المشفرة لعدة أسباب، أبرزها عودة معظم أصحاب المؤسسات يعايرون مخاطر أصولهم بطرق مماثلة سواءً كانت أسهماً تقنية أو بيتكوين.
ومن ناحيتها، قالت فرح مراد محللة أولى الأسواق المالية لدى شركة الوساطة المالية إكس تي بي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن استسلام المضاربين على الصعود في الأسواق المالية في الأسبوع الماضي أدى إلى نقل التشاؤم إلى العملات المشفرة والتي سجلت انخفاضاً كبيراً، مشيرة إلى أن حجم عمليات البيع بشكل رئيسي أدى إلى البيانات الكلية الكارثية القادمة من الاقتصاد الأمريكي وإعلانات البنك المركزي الأوروبي. وللتذكير، قد تشير قراءة التضخم في مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي البالغة 8.6% إلى قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بشكل كبير.
وقالت فرح في تصريحات خاصة لصحيفة «الرؤية»: «سجل مؤشر ثقة المستهلك الذي جمعته جامعة ميشيغان أدنى مستوياته التاريخية في حين تشير قراءة التضخم الأخيرة إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيستمر على الأرجح في تضييق الخناق على أسواق الأسهم».
وأضافت أن البيتكوين ارتبطت بشكل واضح بأسواق الأسهم في الأشهر الأخيرة بسبب الصناديق المشتركة. ومع ذلك، لا تزال العملات المشفرة سوقاً صغيراً جداً مقارنة برسملة مؤشر S & P500 بأكمله أو ناسداك أو جميع الشركات الأمريكية المدرجة، ما يجعل سعر البيتكوين هو الذي يتفاعل مع تقلب المؤشرات وليس العكس.
وأشارت فرح إلى أن صلاحية بعض خيارات الشراء على البيتكوين قد انتهت من قبل الثيران في مواجهة الارتداد الديناميكي من مستويات 24000 دولار إلى ما يقرب من 32000 دولار، ما يجعل التقلب مرتفعاً بلا شكوك.
وانخفض معدل التضخم الشهري في أمريكا لفترة أبريل من 8.5% إلى 8.3%، إلا أن بيانات شهر مايو، أظهرت ارتفاع المؤشر الذي بلغ 8.6% مما هز أسواق الأسهم العملات المشفرة على حد سواء.
بدأت بيتكوين الأسبوع محققة أداءً قوياً حيث ارتفعت فوق مستوى 31 ألف دولار، ليتم تداولها حول مستوى 30 ألف دولار في وسط الأسبوع، وخلال عطلة نهاية الأسبوع انخفضت إلى أقل من 25 ألف دولار، بحسب بيانات منصة إيتورو وذلك بفضل مخاوف التضخم.
كما تم تداول عملة إيثر الرقمية بنحو 1900 دولار، قبل أن يتأرجح سعرها وتصل إلى 1800 دولار في وقت لاحق، وخلال عطلة نهاية الأسبوع تم تداولها حول مستوى 1300 دولار.
ومن ناحيته، قال يقول كالفن تشينغ الرئيس التنفيذي لشركة كالفن تشينغ القابضة المختصة باستثمار رمز المعجبين والحاصلة على ترخيص في إمارة دبي إن الخوف المتزايد من الركود يدفع المستثمرين للابتعاد عن الأصول ذات المخاطر العالية بما في ذلك العملات المشفرة.
وأضاف تشينغ في تصريحات خاصة لـ«الرؤية»، أن هناك احتمالاً بهبوط العملات المشفرة أكثر، مشيراً إلى أن أداءها سيبقى مرتبطاً بأداء الأسواق المالية.
وانخفضت قيمة سوق العملات المشفرة، الاثنين، إلى أقل من تريليون دولار لأول مرة منذ يناير 2021، وفقاً لموقع (كوين ماركت كاب) للبيانات، ووصلت إلى 926 مليار دولار.