الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

21.5 مليار دولار عائدات الساعات السويسرية الراقية خلال 2021

21.5 مليار دولار عائدات الساعات السويسرية الراقية خلال 2021

كان عام 2021 عاماً مزدهراً بالنسبة لصانعي الساعات الفاخرة، حيث حققوا أفضل أداء من حيث المبيعات مقابل بيع أقل عدد من الساعات.

وتنتقل صناعة الساعات السويسرية إلى مستوى أعلى من أي وقت مضى، وبات أصحاب العلامات التجارية يستهدفون المستهلكين الأثرياء، ويحاولون إضفاء اللمسة الراقية على منتجاتهم كساعات Apple Watch وغيرها من التقنيات القابلة للارتداء، وفقاً لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

ونقلت الصحيفة عن آراء محللين أن هذا النهج يعزز من إيرادات شركات الساعات في الوقت الحالي، إلا أنه قد يؤدي إلى مشاكل مستقبلية في حال استمرت الصناعة في تقليص نفسها عن طريق بيع كميات أقل وأغلى ثمناً.

وارتفعت عائدات الساعات السويسرية بنحو الثلث خلال عام 2021، مقارنة بعام 2020، لتصل إلى رقم قياسي بلغ 21.2 مليار فرنك سويسري، أي ما يعادل 21.5 مليار دولار وفقاً لاتحاد صناعة الساعات السويسرية، في حين نمت المبيعات الأمريكية بمعدل 28%.

ارتفاع الطلب

وذكر الاتحاد أن هذا الارتفاع مدفوع بعودة الطلب على الساعات الراقية التي استفادت من الطفرة الواسعة في قطاع السلع الفاخرة مع انحسار الوباء.

وأظهرت بيانات الاتحاد، أن صانعي الساعات في سويسرا، باعوا 15.7 مليون ساعة خلال العام الماضي، أي نصف الكمية التي بيعت قبل عقد من الزمن.

وقد أدى هذا الانخفاض إلى انهيار الطلب على طراز الساعات ذات الأسعار المقبولة المنافسة بشكل مباشر لساعات أبل والتي يتراوح سعرها من 399 إلى 799 دولاراً أمريكياً.

وأوضح الاتحاد أن هذا الاتجاه لا يزال مستمراً خلال العام الجاري، حيث ارتفعت مبيعات الساعات بنسبة 13% من حيث الإيرادات في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأفاد صانعو الساعات بأن الطلب على الطرازات باهظة الثمن يوضح اهتمام المستهلكين الدائم بالساعات، على الرغم من تنبؤات بعض المحللين بأن صناعة الساعات الكلاسيكية والميكانيكية ستجتاح قريباً قطاع الساعات الذكية وغيرها من الأدوات الجديدة.

وقال جورج كيرن الرئيس التنفيذي لشركة Breitling SA، إن الساعة باهظة الثمن تشبه قطعة المجوهرات أكثر من كونها جهازاً، مشيراً إلى أن المستهلكين باتوا يريدون الموازنة بين الإفراط في استخدام العصر الرقمي والمقتنيات الباهظة.

وبسبب ذلك يقوم العديد من المشاهير باستبدال ساعة Apple Watch الخاصة بهم، بساعة Rolex GMT-Master II والتي تبلغ قيمتها 10 آلاف دولار.

العلامات الراقية المستفيد الأكبر

وتعد العلامات التجارية الراقية، مثل رولكس هي المستفيد الأول من الطلب المتزايد على الساعات الراقية.

ويوجد ما يقارب 350 علامة تجارية سويسرية للساعات، في حين أن 4 من صانعي الساعات يمثلون 61% من أرباح الصناعة التي بلغت 8.5 مليار فرنك في 2021، وهم: أوديمار بيجيه هولدينج إس إيه، وباتيك فيليب إس إيه، وريتشارد ميل هوروميتري إس إيه ورولكس إس إيه، وفقاً لتقديرات مورغان ستانلي.

وتحاول العلامات التجارية الأخرى الاستفادة من هذا الاتجاه من خلال إضافة نماذج راقية إلى تشكيلاتها.

وفي العام الماضي أطلقت مجموعة بريتلينغ التي تبدأ أسعار ساعاتها من 3300 دولار في الولايات المتحدة، مجموعة سوبر كرونومات، مما رفع السعر الأعلى لخط إنتاج حالي إلى 25650 دولاراً.

وقال كيرن إن بريتلينغ عززت الطلب على ساعاتها من خلال تحديث متاجرها وإطلاق حملات تسويقية جديدة تضم أبرز نجوم السينما، وذلك لجذب المستهلكين الأصغر سناً.

وأشار كيرن إلى أن الشركة تخطط الآن لزيادة الإنتاج إلى 250 ألف ساعة خلال العام المقبل، أي ما يقارب ضعف الرقم في عام 2017، وهي خطوة تجعلها خارجة عن الصناعة وتعكس تحولاً مستمراً.

كما أعلنت شركة Hermès International مؤخراً، عن ارتفاع في مبيعات الساعات، وهو ما أرجعه المحللون إلى ابتعاد الشركة عن المنتجات ذات الأسعار المعقولة نسبياً، ولتكثيف الجهود المبذولة لاستهداف العملاء الأكثر ثراءً لشراء الساعات الفريدة التي تبلغ تكلفتها 6 أرقام.

وقال رول ستودر الرئيس التنفيذي لشركة Oris SA لصناعة الساعات، إنه بينما يرتفع متوسط سعر شراء ساعة سويسرية بمقدار النصف تقريباً منذ عام 2019، إلا أن شركته كانت تقاوم الاتجاه لمطاردة العملاء فاحشي الثراء.

وأشار ستورد إلى أن الارتفاع المفرط في الأسعار يخاطر بجعل الساعات السويسرية نخبوية للغاية، مضيفاً أن شركته رفعت الأسعار بنحو 10% خلال السنوات الثلاث الماضية لتغطية التكاليف المرتفعة.

وأوضح ستورد أن أوريس التي تبدأ أسعار ساعاتها من حوالي 2000 دولار في أمريكا، في حين زادت حصتها من سوق الساعات ذات الأسعار المعقولة، من خلال تقديم طراز شامل من الفخامة التي يطمح إليها معظم المستهلكين.

وأوضح المحللون، أن العديد من العلامات التجارية الأخرى للساعات باتت تكافح من أجل النمو، وعلى الرغم من ذلك فإن الاعتماد على بيع نماذج أقل ولكن أكثر تكلفة، مما يمكن أن يعرض هيكل الصناعة للخطر.