السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

توقعات تراجع التضخم تحدد مسار «وول ستريت»

توقعات تراجع التضخم تحدد مسار «وول ستريت»

البورصة الأمريكية

تترقب «وول ستريت» خلال التعاملات التي ستبدأ غداً، تأثيرات ما وصف بتليمحات عن تباطؤ التضخم الذي دفع أسهم شركات التكنولوجيا ارتفاعاً ملحوظاً في ختام تعاملات الأسبوع الماضي، إذ احتفلت «وول ستريت» بأفضل أسبوع لها منذ 18 شهراً، حيث كسر ارتفاعها سلسلة من الخسائر استمرت 7 أسابيع.

وارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 2.5٪، حيث حقق أفضل مكاسبه الأسبوعية منذ نوفمبر 2020 بعد ارتفاعه بنسبة 6.6٪ خلال الأسبوع. فيما ارتفع مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 1.8٪ ومؤشر "ناسداك" لشركات التكنولوجيا بنسبة 3.3٪.

ويعود الختام القوي لهذا الأسبوع إلى تلقِّي المستثمرين أخباراً مشجعة حول التضخم، حيث أكدت وزارة التجارة أنَّ التضخم ارتفع بنسبة 6.3٪ في أبريل عن العام السابق، وهو أوَّلُ تباطؤ منذ نوفمبر 2020 ويشير إلى أنَّ الأسعار المرتفعة تتجه نحو الاعتدال.


وتوقَّع بيل آدمز، كبير الاقتصاديين في "بنك كوميريكا"، وجودَ تلميحات حول تباطؤ التضخم، ولكنَّه يعدُّ الاحتفال بذلك سابقاً لأوانه، مشيرا إلى أن أسعار الغاز والغذاء استمرت في الارتفاع في مايو.


وأفاد كريس روبكي، كبير الاقتصاديين في شركة "إف دبليو دي بوندز" (FWD Bonds)، بأنه يمكن للاقتصاد دائماً أن ينقلب دون سابق إنذار، ولكن في هذه المرحلة من الدورة الاقتصادية، ما يزال المستهلكون ينفقون كل ما لديهم لتجنُّب الركود.

واجتاحت التقلُّباتُ الأسواقَ هذا العام خوفاً من أن تعمل البنوك المركزية المتشددة على دفع الاقتصاد نحو الركود، مع بقاء المحللين منقسمين حول ما إذا كانت الأسهم قد وصلت إلى القاع لتعاود الارتفاع. علماً أنَّ "مورغان ستانلي" و"بنك أوف أميركا" توقَّعا مؤخَّراً المزيد من الخسائر القادمة، وفقاً لمقالة نشرها موقع "نورثويست أركانساس" (Northwest Arkansas) حديثاً.

ومع ذلك، أوصى خبراء إستراتيجيات "سيتي غروب" في تقييماتهم الجذابة بالعودة إلى الأسهم، سيما في أوروبا والأسواق الناشئة، في حين أفادت لوري كالفاسينا، رئيس استراتيجية الأسهم الأمريكية في "آر بي سي كابيتال ماركيتس" (RBC Capital Markets)، بأنَّه من العدل في هذه المرحلة البدء في جذب المستثمرين، إذ يقتصر ذلك على إقناع الناس بأنَّ الأسهم رخيصة بما يكفي للشراء، لكنَّ التقييمات ليست سبباً كافياً للشراء.

اختتم مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" يوم الجمعة بارتفاع 100.40 نقطة عند 4158.24، في حين ارتفع مؤشر "ناسداك" بمقدار 390.48 نقطة ليصل إلى 12131.13 نقطة. علماً أنَّه المكسب الثالث على التوالي لكلا المؤشرين. ومن جهة أخرى، حقق مؤشر "داو" مكسبه السادس على التوالي وارتفع 575.77 نقطة ليصل إلى 33212.96. ارتفعت أسهم الشركات الأصغر أيضاً، حيث ارتفع مؤشر "راسل 2000" 49.66 نقطة، أي 2.7٪، ليصل إلى 1887.90 نقطة.

كان تجار التجزئة من أكبر الرابحين يوم الجمعة، إذ ارتفعت أسهم شركة منتجات التجميل "أولتا بيوتي" (Ulta Beauty) بنسبة 12.5٪، محققةً أكبر ربح في "ستاندرد آند بورز 500" بعد رفع توقُّعات أرباحها لهذا العام. كما ارتفعت أسهم "أمازون" بنسبة 3.7%، في الوقت الذي أثقلت فيه التحديثات المالية والأرباح المخيبة للآمال كاهل العديد من الشركات، حيث انخفضت أسهم تاجر التجزئة للملابس "أمريكان إيغل" (American Eagle) بنسبة 6.6٪ بعد الإبلاغ عن ضعف أرباح الربع الأول.

من جهة أخرى، كانت أسعار النفط الخام الأمريكية مستقرة نسبياً، لكنَّها ارتفعت بنسبة 60٪ عام 2022. فيما ارتفعت أسعار القمح بنحو 50٪ وأسعار الذرة بنسبة 30٪ هذا العام.

وتفاقمت مشاكل سلسلة التوريد أيضاً في ظلِّ ارتفاع التضخم في أعقاب الإغلاق الذي فرضته الصين على العديد من المدن الكبرى. كما زاد ضغط التضخم من صعوبة تعويض الشركات للتكاليف، إضافة إلى تحويل الإنفاق الاستهلاكي نحو الضروريات فقط.

يُذكر أنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي يرفع أسعار الفائدة بقوة لمحاربة التضخم، ولكن المستثمرين يخشون أن يدفع ذلك بالاقتصاد نحو الركود، حيث انخفض العائد على سندات الخزانة لعشر سنوات، والذي يساعد في تحديد أسعار الرهن العقاري، إلى 2.74% بعد أن كان 2.75% في وقت متأخر من يوم الخميس.