الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

عمليات جني أرباح تهبط بمؤشرات أسواق المال المحلية

عمليات جني أرباح تهبط بمؤشرات أسواق المال المحلية

شهدت أسواق المال المحلية في نهاية جلسة اليوم الخميس تراجعاً متأثراً بقيام متعاملين بعمليات جني أرباح تزامناً مع هبوط الأسواق العالمية، بجانب حالة عدم اليقين التي تسود دولياً، بشأن ارتفاعات الفائدة الأمريكية، بجانب الهبوط الحاد الذي عاد لأسواق العملات الرقمية، وحالة الترقب بشأن تطورات الأزمة الأوكرانية.

وعزا محللان ماليان، هذا التراجع إلى تأثر نفسيات المستثمرين سلباً بتسييل استثمارات الأجانب بجانب المخاوف المتزايدة من آثار رفع جديد للفائدة الأمريكية، بعد زيادة التضخم والدخول في مرحلة اقتصاد عالمي، مؤكدين أن الأسهم المحلية تختلف اختلافاً كبيراً في تأثرها بالأزمة العالمية حيث تمتاز بأساسات مالية قوية إضافة إلى أنها ستظل ملاذاً آمناً ودرعاً لحماية صناديق الاستثمار الدولية التي تعتزم زيادة استثماراتها بالمنطقة حيث إنها على مشارف عودة الأطروحات بداية من شركة بروج التابعة لشركة أدنوك والمعلن عنها مؤخراً.

وبحسب بيانات السوقين، أغلق مؤشر سوق دبي المالي منخفضاً بنسبة 1.36% عند مستوى 3390.25 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية 446.10 مليون درهم بحجم تداول بلغ 137.49 مليون سهم من خلال تنفيذ 8553 صفقة.

وتصدر التراجعات سهم دار التكافل بنسبة 6.36% تلاه سهم الإمارات للمرطبات بنسبة 5.4% تلاه سهم دبي للمرطبات بنسبة 5% تلاه سهم أرامكس بنسبة 4.16% تلاه سهم أملاك للتمويل 3.45%. فيما تصدر قائمة الارتفاعات منفرداً سهم الإمارات دبي الوطني بنسبة 0.75% بالغاً مستوى 13.35 درهم.

وفي سوق أبوظبي للأوراق المالية، أنهى المؤشر العام التداولات منخفضاً بنسبة 0.59% عند مستوى 9815.87 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية 1.613 مليار درهم. ليفقد مستوى 10000 آلاف نقطة والذي ظل متماسكاً عليه منذ بدء التعاملات.

وبلغت أحجام التداول بنهاية تعاملات اليوم نحو 225.62 مليون سهم محققاً ما قيمته 1.61 مليار درهم من خلال تنفيذ 13521 صفقة ليهبط رأس مال السوقي للأسهم المدرجة إلى 1.942 تريليون درهم. وتصدر التراجعات اليوم سهم شركة أبوظبي الوطنية للتكافل بنسبة 9.09% تلاه سهم بالمز الرياضية بنسبة 6.05% تلاه سهم إيزي ليس بنسبة 5.6% يليه سهم بلدكو بنسبة 4.88% تلاه سهم أبوظبي التجاري بنسبة 4.74%.

وقال مدير إدارة الأصول في ضمان للاستثمار، علي العدو، إن الأسواق المالية العالمية تشهد حالياً موجة بيعية كثيفة ناتجة عن توجه الفيدرالي الأمريكي نحو رفع معدلات الفائدة بوتيرة أسرع من ذي قبل، الأمر الذي قد يفوق تقديرات الخبراء و المحللين الاقتصاديين، مشيراً إلى أن ذلك بدوره سيتسبب في مزيد من الضغط على أسعار الأصول العالمية ما قد يؤول إلى إحداث تأثير سلبي على أسواق المنطقة.

وأكد أنه على الرغم من الاحتمالية القائمة بحدوث ذلك، إلا أننا نرى أن أسواقنا الإماراتية ستوفر قدراً لا بأس به من الحماية شريطة عدم تذبذب أسعار النفط.

وبدوره، قال جمال عجاج، الخبير بأسواق المال من «شركة بي إتش مباشر»، لـ«الرؤية»، إن التراجعات الكبيرة في الأسواق الأمريكية أصبح هناك تخوف من أسواق الأسهم بشكل عام وهو ما أثر على أسواق الأسهم المحلية بشكل عام لا سيما أن ذلك قد انعكس على سوق دبي المالي الذي كان الأكثر تراجعاً محلياً في نهاية جلسة اليوم.

وأوضح أن تلك التخوفات التي سيطرت على بعض المتعاملين هيأت الفرصة لتنفيذ عمليات جني أرباح على الأسهم التي بالفعل ارتفعت بشكل ملحوظ الفترة الماضية وكانت تحتاج لتصحيح لاستكمال الصعود مرة أخرى.

وأشار إلى أن الحديث مرة أخرى عن الأطروحات كطرح شركة بروج التابعة لشركة أدنوك شركة إي دي سي كوربوريشن وذلك خلال الفترة القادمة سيحفز البعض على التهيؤ في الفترة المقبلة للمشاركة بها لا سيما أنها شركات ذات أساسات مالية قوية.

مستويات مطمئنة

ومن ناحيته، قال ديفيش مامتاني مدير المخاطر المالية ورئيس قسم الاستشارات والاستثمارات لدى «شركة سنشري فاينانشال»، لـ«الرؤية»، إن مؤشرات الأسواق المحلية ما زالت عند مستويات مطمئنة حتى وسط توقع حدوث تباطؤ عالمي بالاقتصاد، موضحاً أن عمليات الاستحواذ والاستثمارات التجارية لا تبدو أنها ستتباطأ في أبوظبي بل ستتسارع لأنها من الضمانات لبعض الشركات لتحمل الأوقات المضطربة.

وأوضح أن مؤشر سوق أبوظبي ارتفع بنسبة 18% على أساس سنوي حتى تاريخه عندما كان المؤشر العالمي الأمريكي قد انخفض بنسبة 17%، كما انخفض مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 1% في بداية جلسة التداول بعد أن تعافى من بعض الخسائر وانخفض بنسبة 0.84% وهو أقل بكثير من الانخفاض الذي شهدته المؤشرات العالمية أمس.

وأشار إلى أنه يمكن لمديري الصناديق العالمية النظر في البلدان الغنية بالنفط مثل الإمارات العربية المتحدة لإضافتها إلى محافظهم الاستثمارية ونتيجة لذلك سيستفيد سوق دبي المالي من نفس الشيء، ما يساعد المؤشر على الإبحار نحو الصعود مرة خلال الأيام المضطربة المقبلة بالأسواق العالمية.