الخبرة العملية والعلمية وتطوير الذات وتعزيز المعرفة أسهمت في تحفيز رائد الاعمال الاماراتي محمد المزروعي للتفكير في إطلاق مشروعه الذكي المتخصص في قطاع السياحة والسفر، والذي جاء في فترة زمنية مختلفة، لينسجم مع متغيرات الحاضر الناتجة عن تداعيات أزمة صحة عالمية طارئة، من حيث سلوك الناس في السفر عبر التقنية.
متطلبات الظروف الاحترازية التي حكمت الناس بعدم التنقل لفترات زمنية متفاوتة بين دول العالم، والاغلاقات الاقتصادية العالمية، دفعت بالمزروعي لتطوير فكرته المتخصصة في الترويج السياحي، ليجعلها ذكية عبر برامج تقنية متطورة تذهب بالعملاء إلى الواقع الافتراضي في رحلات سفر، فضلاً عن تلقي خدمات السفر والسياحة من حجوزات تذكار طيرات إلى أكثر من 100 ألف فندق حول العالم.
وقال المزروعي أنه حاصل على شهادة متخصصة بالتخطيط الاستراتيجي الشامل من الولايات المتحدة الأمريكية، ولديه خبرة عمليه غنية في احدى الجهات الاتحادية المهمة في هذا المجال، أضافة إلى دراسته قطاع السياحة والسفر، فضلاً عن الدورات التدريبية التخصصية في أكاديمية دبي لريادة الأعمال.
سوق العمل التقني
وأشار إلى أن مشاركته في «أسبوع جايتكس للتقنية 2020»، عزز لديه المعرفة، وأدخله سوق العمل التقني المتخصص، وشكل له محطة لبناء قاعدة عملائه في السوق الدولي، كما أنه أسس مقراً في مركز حمدان للإبداع والابتكار.
وأضاف أن بلورة الفكرة التي تواردت له منذ عام 2018، جاءت من خلال رخصة أعمال مدعومة من مؤسسة محمد بن راشد لتنية مشاريع الشباب في نهاية 2019، لتأتي الازمة العالمية وتشكل عقبة أمام أعماله بسبب الظروف التي كانت مجهولة في حينها، ليعود ويستأنف أعماله في ديسمبر 2020، ويطلق مشروعه الجديد الذي يحمل اسم smart services portal، المتخصص في مجال الوساطة الإلكترونية في قطاع السياحة والسفر، إذ يقدم خدماته عبر موقع وتطبيق «فامبو» الأول من نوعه في الدولة، ليربط مقدمي الخدمة مع العملاء في جميع أنحاء العالم.
وقال إن المشروع يعمل على الربط بين مقدمي الخدمة من شركات السياحة والفنادق وتأجير السيارات مع العملاء، من موقع إلكتروني وتطبيق ذكي يحمل يدعى «فامبو» والذي يخدم قطاع السياحة والسفر على مستوى العالم، وهو أول موقع إماراتي يخدم هذا القطاع على المستوى الدولي، إذ يضم الويب خدمات حجوزات تذاكر الطيران على مستوى العالم، وحجوزات الفنادق عبر أكثر من 100 ألف فندق، وكذلك تقديم خدمات تأجير السيارات.
وأشار إلى أنه يطمح الوصول إلى 2 مليون مستخدم، وتدشين الخدمة الأولى من نوعها في الإمارات تحت عنوان «الجولات السياحية الافتراضية»، إذ بإمكان المرشدين السياحيين تقديم خدمات البث المباشر تحت الطلب لمواقع سياحية حول العالم بحسب خيارات العميل الذي سيقوم بحجز الجولة عبر بوابة الخدمات الذكية smart services portal.
اتفاقيات دولية
وأوضح أن الشركة وقعت اتفاقيات دولية مهمة في مسيرتها، منها شراكة مع مجموعة بريطانية لتقديم برامج سياحية في ست دول أوروبية، تشمل البوسنة والهرسك والجبل الأسود وبيلاروسيا وتركيا وجورجيا وأذربيجان.
ولفت إلى أنه نتيجة الظروف الاستثنائية والقيود الكبيرة التي فرضتها جائحة كورونا، أضفنا خلال تلك الفترة خدمة الجولات السياحية الافتراضية، والتي تتيح خدمات البث المباشر لمواقع سياحية حول العالم بحسب خيارات العميل الذي سيقوم بحجز الجولة عبر المنصة الخاصة بنا، إذ أن الشركة تقوم حالياً بتقديم الخدمة بالتعاون مع شركة أمريكية مختصة في هذا المجال.
وقال إن المشروع عند إطلاقه في البداية كان بالاعتماد على الإمكانات الشخصية، ولكن اليوم قد نحتاج إلى تمويل يتعلق بعمليات وبرامج التسويق، علماً بأن المشروع لديه خطط طموحة كبيرة في المستقبل، مثل تقديم خصومات على البرامج السياحية المتنوعة والاستثمارية وربط الشركات والاستثمارات حول العالم ببعضها عبر منصتنا.
ولفت إلى أن أعداد الزوار والمستخدمين للموقع راوح بين 100 إلى 200 ألف زائر بمعدل أسبوعي، وذلك في نهاية العام 2021، ونطمح اليوم الوصول إلى 2 مليون زائر مع نهاية العام الجاري، خاصة مع سهولة وجودة وسرعة الخدمة التي يقدمها المشروع على مستوى عال من الاحتراف والشفافية، يؤهله لمنافسة المنصات العالمية.
وأكد أن لا بد على رائد الأعمال تطوير معرفته وخبراته في المجال الذي يرغب الاستثمار به، والانطلاق بفكرة المشروع للاستفادة من الفرص والإمكانات الكبيرة التي تقدمها الدولة عبر العديد من المؤسسات الحكومية، مشيراً إلى أن الإمارات من الأسواق التي تحتضن الاستثمارات المتنوعة، لذلك تتسم بالبنية التحيتة الشاملة التي تستوعب كافة النشاطات، فضلا عن توجهها المستقبلي الذي يستند على متطلبات التطور والحداثة.
ويرى المزروعي أن المهمة الأساسية لأي رائد أعمال هي الانطلاق، وعدم التردد في تأسيس مشروعه الخاص، ومواجهة التحديات وجعلها فرص لتعزيز المعرفة والقدرة على الاستمرار والاستدامة في سوق العمل، لذلك يجب علينا الاستفادة من إمكانات الدولة العالمية، وقدراتنها العلمية والعملية، ووضع الموهبة في سياقها لصقلها وتطويرها وتشغيلها ضمن مسيرة التنمية الوطنية، بهدف المساهمة في بناء الامارات.