يبدو أن عملة بتكوين ستواجه مشكلة لم تكن على البال، حيث بدأت أسعار الفائدة في الارتفاع: وانخفضت أحجام التداول كثيراً. ويعني هذا أن المستثمرين يهجرون بتكوين لاستثمار أموالهم في الودائع بفضل ارتفاع معدلات الفائدة التي تعود عليها. ويتصارع مراقبو السوق الآن مع التداعيات وما يعنيه عالم السياسة النقدية الأقل تساهلاً بالنسبة للأصول الرقمية.
وبلغ متوسط الحجم الكلي المتحرك للبتكوين لمدة 30 يوماً عبر منصات Coinbase وBitfinex وKraken وBitstamp أدنى مستوى له منذ أغسطس 2021، وفقاً للبيانات التي جمعتها Strahinja Savic في FRNT Financial. وبلغ متوسط الحجم اليومي الإجمالي لهذه الأماكن خلال الشهر الماضي، ما يزيد قليلاً عن مليار دولار. وبلغت هذه القراءة 2.57 مليار دولار في مايو 2021، بانخفاض يقارب 60%، وفقاً لتقرير نشرته شبكة بلومبيرغ.
حدث ذلك في الوقت الذي يسرع فيه الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى معركتها ضد التضخم، الذي ظل أكثر سخونة لفترة أطول مما توقعه الكثيرون. ومع ارتفاع الأسعار وابتعاد تكلفة النقود عن التحرك حول الصفر، تراجعت أسعار العملات الرقمية، ما دفع المستثمرين إلى إعادة حساب رغباتهم للاستثمار في السوق المتطورة.
ويؤثر سحب السيولة على أحجام العملات المشفرة – وفي أماكن أخرى – بتقليل الأموال المتاحة للاستثمار، كما تقول نويل أتشسون، رئيسة رؤى السوق في Genesis Global Trading. من جهة أخرى، تزيد المعدلات المرتفعة من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الأصول التي لا تدر عائداً مثل البتكوين. وقد يشعر من يشترون العملة باستخدام الرافعة المالية بضيق إضافي: تؤدي تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى تغيير سيناريو المخاطرة والمكافأة لمثل هذه الصفقات، ما يعني أن عائدك المحتمل ينخفض مع ارتفاع تكاليفك.
وقالت «انخفضت الأحجام بسبب عدم اليقين. يبدو أن المستثمرين قلقون من أن الأمور قد تسوء قبل أن تتحسن.»
وأشارت أتشيسون إفلى أن النسبة المئوية لعملة البتكوين التي لم تتحرك منذ أكثر من عام في أعلى مستوياتها على الإطلاق، مع بقاء ما يقرب من 76% من العملة محتفظاً بها في عناوين تعتبر غير سائلة، ما يعني أنها لا تظهر سوى القليل من الحركة.
في حين أن هذا قد يظهر اقتناعاً بفكرة أنه يمكن استخدام بتكوين كمخزن للثروة في بيئة «من عدم اليقين والاضطرابات في الاقتصاد الكلي الشديدة» يتم في الوقت الحالي «تحديد تحركات الأسعار من خلال تفضيلات المخاطرة للمستثمرين الكبار المهتمين بالمعدلات العالمية والتوقعات الاقتصادية.»
وتشير البيانات الواردة من Glassnode إلى أن الاهتمام بعملة البيتكوين ظل صامتاً – وتشير المقاييس على السلسلة إلى نمو ضئيل في قاعدة مستخدمي العملة المعدنية والحد الأدنى من تدفقات الطلب الجديد. بالإضافة إلى ذلك، ظلت بتكوين عالقة في نطاق تداول ضيق حيث يسيطر عليها من يحتفظون بحصة كبيرة منها إلى حد كبير، والذين لا يتداولونها عند تقلب أسعارها.