السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

أسواق الأسهم العالمية تتعافى من صدمة الحرب الأوكرانية في وقت قياسي

أسواق الأسهم العالمية تتعافى من صدمة الحرب الأوكرانية في وقت قياسي

الأسهم الأمريكية.

تعافت أسواق الأسهم العالمية في وقت قياسي من الصدمة الأولية للحرب في أوكرانيا والدمار الذي أحدثته في إمدادات السلع العالمية.

وبحسب تقرير من وكالة بلومبيرغ الاقتصادية، فإن ذلك جاء بعد مقاومتهم للموجات المتتالية من جائحة فيروس كورونا منذ عام 2020.

وأشار التقرير الذي أعدته الوكالة، أن الأسواق حالياً ترفض الانهيار بسبب النذر المشؤوم في أسواق السندات بأن الركود العالمي يلوح في الأفق.

وكتب المحللون الاستراتيجيون في «سيتي غروب»، بقيادة روبرت باكلاند، في مذكرة يوم الجمعة، أنه «مع تقديم النقدية والسندات عوائد حقيقية سلبية، لا يزال المستثمرون يميلون إلى شراء الأسهم منخفضة القيمة في أسواق الأسهم العالمية رغم تدهور الأسس».

ويدعم انتعاش الأسهم في مارس هذا الرأي، وبينما كان الربع الأول هو الأسوأ بالنسبة للأسهم العالمية منذ تفشي الوباء، فقد شهد الشهر الماضي بالفعل تعافياً، وفي الواقع، يُظهر مقياساً للتقلبات في الشركات الكبرى في منطقة اليورو أن التراجع الناجم عن الحرب يثبت حتى الآن، أنه أقصر نوبة هبوط للسوق خلال القرن الجاري.

تمتعت شركة «أبل» لتوها بأطول سلسلة صعود منذ ما يقرب من 20 عاماً، وارتفعت الأسهم الأمريكية بما يناهز 10% في النصف الثاني من شهر مارس، حتى في أوروبا، مركز الأزمة الجيوسياسية، عوّض مؤشر «ستوكس 600» الخسائر الأولية التي تكبدها بعد العمليات العسكرية الروسية لأوكرانيا.

قال كريس بوشامب، كبير محللي السوق في «آي جي غروب» في لندن: «لا تنتهي الأسواق الصاعدة بهدوء، بل عادت بعد العديد من الأزمات الأخرى على مدى السنوات القليلة الماضية. كذلك تموت العادات القديمة بصعوبة.. وقد تتعرض فكرة «الشراء في وقت التراجع» للسخرية، لكنها استراتيجية سليمة».

وتابع: «يعود جزء من التعافي إلى الهبوط المشهود مؤخراً في فئة أصول رئيسية أخرى في العالم، وأدى ارتفاع التضخم، والتدافع لتشديد السياسة من جانب البنوك المركزية التي تتوق على نحو متزايد لترويض الأسعار، إلى إثارة موجة هبوط في السندات».

وقالت ماريجا فيتمان، كبيرة الاستراتيجيين في «ستيت ستريت غلوبال ماركتس»: «الربع الأول كان صعباً على الأسهم، لكنه كان أصعب بكثير على السندات.. وإذا كنت مستثمراً تستهدف عائداً إيجابياً باستمرار، فستحتاج إلى وضع الأموال في مكان ما، وتبدو الأسهم بالنسبة لي أكثر أماناً من فئات الأصول الأخرى».

وتابعت: «ربما لعب كذلك متداولو التجزئة دوراً في أحدث المكاسب، حيث تشير أسواق عقود الخيارات إلى أن المتداولين الأفراد العالقين في المنازل، والذين ساعدوا على تعزيز الصعود الحاد في الأسهم العام الماضي، عادوا مجدداً للشراء».

ويرتفع مؤشر رئيسي لأحجام طلبات الشراء على 23 سهم ميم من قبل متداولي التجزئة إلى مستويات تعيد للأذهان فقاعات المضاربة السابقة.

وقال تشارلي ماك إليجوت، المدير الإداري لاستراتيجية الأصول المتقاطعة في «نومورا»: «تعني الاستراتيجية المنهجية لتغطية الصفقات القصيرة وإعادة تخصيص الاستثمارات الطويلة أن هناك دافعاً قوياً للشراء بعد النوبة التاريخية لخفض الاستثمار الممول بالديون والمشهودة خلال الأشهر الستة الماضية».

عندما يتعلق الأمر بالإشارات الاقتصادية السلبية، فإن الاستراتيجيين في «جيه بي مورغان» من بين أولئك المطمئنين بأن الانقلاب الأحدث في منحنى عائد سندات الخزانة الأمريكية لا ينذر بمشكلة وشيكة، وحتى إذا ثبتت صحة التوقعات في النهاية، فعادةً ما يكون ذلك بفاصل زمني طويل، ويشير «باركليز» إلى أن الأسهم ترتفع عادةً في الفترة الفاصلة.

من بين الأسباب التي تجعل المستثمرين يستبعدون فكرة الركود على المدى القريب، أرقام التوظيف القوية في الولايات المتحدة، كما أن هناك أيضاً حماية توفرها مدخرات المستهلكين المتراكمة أثناء الوباء والمراكز المالية القوية للشركات لتمويل عمليات إعادة الشراء.

بالتزامن مع ذلك، هدأت صدمة أسعار الطاقة بعد العمليات العسكرية روسيا، وساعد إحجام أوروبا عن فرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي، والإفراج المخطط له من الاحتياطيات الأمريكية على تخفيف الأزمة، ما خفض الأسعار مرة أخرى إلى نحو 100 دولار للبرميل.

ويقول فيليب جبر، مؤسس «جابر كابيتال بارتنرز»، إن صندوق التحوط متعدد الأصول الخاص به يركز على الأسهم ذات التعرض للسلع والخدمات المالية.

ترى ذراع إدارة الثروات العالمية في «يو بي إس» فرصاً في مجالات الطاقة والغذاء والبيانات والمناخ، وهي قطاعات من المقرر أن تستفيد من التركيز المتجدد على الأمن والاستقرار، أما بالنسبة لفريق «غولدمان»، فإنه ينبغي على المستثمرين، بدلاً من اتباع أساليب محددة مثل النمو مقابل القيمة، البحث عن الشركات الفردية «التي يمكنها الابتكار وقلب الموازين والتمكين والتكيف» وكذلك التركيز على الهوامش.

وحذر فريق «بنك أوف أمريكا» من أن الانتعاش الأحدث هو فخ السوق الهابطة. ويرى باري نوريس، الذي يدير «أرغوناوت كابيتال بارتنرز»، وهو صندوق تحوط، أن موجة الصعود ترفع الكثير من الأسهم «بينما تتدهور الأسس أكثر ولا يوجد دعم للتقييم».

وأضاف: «نحن في المراحل الأولى من هذه السوق الهابطة، وسنشهد انخفاضات جديدة على مدار الصيف».

يوافق باري نوريس، الذي يدير Argonaut Capital Partners، وهو صندوق تحوط، على قوله: «إن الارتفاع يرفع الكثير من الأسهم حيث تتدهور الأساسيات بشكل أكبر ولا يوجد دعم للتقييم». وقال: «نحن في المراحل الأولى من هذه السوق الهابطة، وسنرى قيعاناً جديدة خلال الصيف».