السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

هل تتجه أسعار الذهب العالمية للمزيد من الصعود؟

هل تتجه أسعار الذهب العالمية للمزيد من الصعود؟

حدد خبراء إن هناك 3 عوامل من المتوقع أن تدفع الذهب للصعود الأسبوعي الثالث على التوالي في ظل التصعيد المرتقب بالنسبة للأزمة الروسية الأوكرانية.

وانخفضت أسعار الذهب قليلاً يوم الجمعة في ظل زيادة عوائد سندات الخزانة الأمريكية إلا أنه متماسك فوق مستوى 1990 دولاراً للأونصة الواحدة وحقق ثاني مكاسبه الأسبوعية على التوالي بعد عدم إحراز أي تقدم في المحادثات بين روسيا وأوكرانيا.

ويقول رئيس قسم أبحاث السوق لدى «سبائك مصر»، طاهر مرسي، إن العوامل التي دفعت الذهب للحفاظ على المسار الصاعد للأسبوع الثاني على التوالي يتصدرها ارتفاع التخوفات بشأن الركود التضخمي، حيث ما زالت معدلات التضخم تضرب الاقتصاد العالمي، والاقتصادات الرئيسية بشكل خاص، وبعنف.

ووصل التضخم بالولايات المتحدة وفقاً لآخر قراءة لمؤشر أسعار المستهلكين إلى 7.9%، مرتفعاً عن القراءة السابقة التي كانت 7.5%، وهي أعلى معدل للتضخم منذ 40 عاماً.

وأكد أن الموجة التضخمية تواصل ضرب تكاليف الإنتاج، من خلال الارتفاع الجنوني في أسعار مدخلات الصناعة، السلع والمواد الخام، خاصة الطاقة، والمعادن.

ويواصل سوق العمل الأداء غير المستقر، والذي يميل للاتجاه السلبي، حيث ارتفعت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية إلى 227 ألف طلب، مقابل 220 ألف طلب في الأسبوع السابق.

وأوضح طاهر مرسي أن هذه البيئة التي تمهد بشكل واضح لركود تضخمي، وكلفة مرتفعة، وطلب ضعيف، ونمو اقتصادي متراجع، ويتم تعديل توقعاته بالسلب دورياً، بالتأكيد تدفع لضرورة التحوط، وحفظ قيمة المال من خلال الاستثمار في الملاذات الآمنة، على رأسها الذهب.

وأشار إلى ثاني عامل مؤثر على مسار الذهب ترقب الأسواق لاجتماع الفيدرالي الأمريكي الأسبوع القادم، حيث ما زالت التوقعات بشأن السياسة النقدية المرتقب اعتمادها من قبل البنك الأمريكي متضاربة بشكل كبير، مع الميل باتجاه بقوة في اتجاه الحفاظ على السياسة التيسيرية.

ولفت إلى أنه قد عززت ظروف الحرب، والبيانات السلبية للاقتصاد، والتضخم الهيكلي الواضح من التوقعات بشأن تلاشي فرص رفع الفائدة الأمريكية، لما لها من آثار سلبية على الاقتصاد والإنتاج، في تلك الظروف المعقدة.

وأوضح أنه انعكس على التقلبات التي تعاني منها حركة الأسواق والمؤشرات عموماً، وأسعار المعدن الأصفر بشكل خاص، مع حفاظه على الارتفاع بشكل مستقر منذ أغسطس 2021.

وأوضح أن ثالث عامل التوترات الجيوسياسية وتبادل الإجراءات الحمائية حيث تعرضت حيازات الذهب الروسية لعقوبات من قبل بريطانيا والولايات المتحدة، بحظر بيع السبائك الروسية، كما ردت روسيا بحظر تصدير قائمة من المواد والسلع خارج روسيا حتى نهاية 2022.

وبالغت الولايات المتحدة في الإجراءات الحمائية بحظر بيع وشراء النفط الروسي، وكلها إجراءات تصب في اتجاه عدم الاستقرار، وشيوع الخوف، بحسب مرسي.

وأكد طاهر مرسي أن هذه الإجراءات أدت بكل تأكيد للاتجاه للاستثمار في الملاذات الآمنة، والإقبال على شراء الذهب، متوقعاً أنه في ظل هذه الظروف المعقدة من المرجح أن تستمر تقلبات الأسعار هي السمة الغالبة على حركة الأسواق، مع حفاظ الذهب على الاتجاه الصاعد.

وبدوره، قال «ستيفن إينيس»، الشريك الإداري لدى إس.بي.آي أست مانجمنت: إن الحرب بين روسيا وأوكرانيا ستظل المؤثرة على معنويات المستثمرين المتجهين للذهب.

وأشار إلى أنه إذا لم يتم أي تصعيد بشأن الأزمة العالمية الحالية فسيكون المحرك الرئيسي قرار لجنة السوق المفتوحة الاتحادية، والتي ستكون أكثر تشدداً بعض الشيء مما تعتقد الأسواق حالياً». يشار إلى أن الذهب شديد التأثر برفع أسعار الفائدة الأمريكية، إذ يزيد من كلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عائداً.