تتجه أسعارُ القمح إلى الخسارة الأسبوعية بعد أكبر قفزة لها قبل أسبوع، حيث يوازن المتداولون تأثيرَ الحرب في أوكرانيا والعقوبات الشاملة على روسيا مع توقعات الإنتاج العالمي.
وارتفعت العقودُ الآجلة إلى رقم قياسي خلال اليوم قدره 13.63 دولار لكل بوشل يوم الثلاثاء، قبل أن تنخفض إلى أدنى مستوى لها عند 10.75 دولار يوم الجمعة. كما جرى تداولها بسعر 11.06 دولار بحلول الساعة 1:57 مساءً في سنغافورة، ولكنَّها ما زالت مرتفعةً بما يزيد على 40% هذا العام، حسبما ذكرت «بلومبيرغ».
وبينما يبدو أنَّ روسيا تسمح لبعض السُّفن التي تحمل الحبوب بالخروج من بحر آزوف، فإنَّ الإمدادات من أوكرانيا تُقطَع بسب إغلاق الموانئ والنقل المحلي والخدمات اللوجستية، ويوجَد شكُّ كبير حول كمية الذرة والشعير وعبَّاد الشمس التي ستُزرع هذا الربيع في أوكرانيا، ومن المرجَّح أنَّ ما يُنتَج من المحاصيل أو اللحوم سيوجَّه محلياً لإطعام أولئك الذين دمرتهم الحرب.
يحاول المتداولون معرفةَ ما إذا كانت الإمدادات العالمية كافيةً لملء الفراغ الذي خلَّفته منطقة البحر الأسود، فيما رفعت وزارة الزراعة الأمريكية هذا الأسبوع تقديراتها لمخزونات القمح العالمية، مع حصد أستراليا لمحصولٍ قياسي واستمرار الصادرات الهندية القوية.
ومع ذلك، فإنَّ حصادَ الحنطة الشتوية في نصف الكرة الشمالي بعيدٌ بعض الشيء، حيثُ إنَّ المحصول زُرِعَ بالفعل ولا يمكن تغيير المنطقة. لذلك يمكن أن نشهد بعض الزيادة في زراعة القمح الربيعي، لكنَّ مناطق الزراعة في أجزاءٍ من شمال الولايات المتحدة وكندا لا تزال جافة للغاية.
كما أنَّ مبيعات القمح الأمريكي إلى دول أخرى الأسبوع الماضي كانت في مستوى أقلَّ من المتوسط، وفقاً لاستطلاع «بلومبيرغ»، مع إحجامِ المستوردين عن الالتزام بالشراء في الأسبوع الذي قفزت فيه الأسعار بنسبةٍ تزيد على 40%.
بشكلٍ عام، يراقب المتداولون عن كثب طولَ هذه الحرب وشدتها، وفي المحاصيل الأخرى، احتفظت العقود الآجلة للذرة وفول الصويا في شيكاغو بأعلى مستوياتها منذ عام 2012. كما أنه من المتوقع أن تشهد البرازيل -أكبرُ مصدِّرٍ لفول الصويا- انكماشاً في المحاصيل بسبب الجفاف، ما سيولِي أهميةً أكبر لنتاج محاصيل البذور الزيتية في الولايات المتحدة وكندا هذا الصيف.