أظهرت بيانات أعدها موقع «نونفانجابل» Fungible Tokens، أن متوسط سعر بيع الرموز غير القابلة للاستبدال تراجع إلى أقل من ألفي دولار، مقارنة بأعلى مستوى له على الإطلاق عند 6.9 ألف دولار تقريباً في الثاني من يناير الماضي.
وذكرت وكالة بلومبيرغ الإخبارية، أنه ومنذ 24 فبراير الماضي عندما هاجمت روسيا أوكرانيا، انخفض متوسط سعر بيع تلك الرموز غير القابلة للاستبدال بنحو 30%.
وقال آرون براون، مستثمر في العملات الرقمية لـ«بلومبيرغ»: «الأسبوع الماضي شهد انخفاضاً كبيراً، ربما يصل إلى 40%، في الأسعار الدنيا لأكثر حسابات الرموز غير القابلة للاستبدال المرغوبة».
ومنذ ذلك الحين، تراجعت الأسعار بشكل مطرد مع ازدياد القلق بشأن تخفيف التحفيز بالتزامن مع وباء كورونا والتوترات الجيوسياسية التي أثرت على سوق العملات المشفرة بالكامل، وتسارع التدهور منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
وحسبما أفادت «بلومبيرغ»، فإن هناك عاملاً آخر محتملاً في الانخفاض ويتمثل في احتمال زيادة الإجراءات التنظيمية. تقوم لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بفحص منشئي الرموز غير القابلة للاستبدال والأسواق التي يتداولون فيها لتحديد ما إذا كانت بعض الأصول تتعارض مع قواعد الوكالة.
وأوضحت البيانات أن متوسط إجمالي المبيعات اليومية بلغ نحو 26.2 مليون دولار في الثالث من مارس الجاري، وبلغت الحصيلة 160.2 مليون دولار في 31 يناير 2022.
وشهدت الرموز غير القابلة للاستبدال، والتي غالباً ما كانت من الفن الرقمي مثل القردة ذات المظهر الكرتوني وطيور البطريق، ارتفاع متوسط سعرها اليومي العام الماضي من 128 دولاراً إلى نحو 4000 دولار، بحسب «نونفانجابل».
وتراجعت مبيعات بعض العلامات التجارية الأكثر شهرة بسرعة، وانخفض أداء رمز «إن بي إيه توب شوت» بنسبة 26% في الأسبوع الماضي، بينما انخفض أداء «أكسي إنفينيتي» بنسبة 15%، وفقاً لموضع تتبع البيانات «داب رادار».
ورغم توقف مبيعات الرموز غير القابلة للاستبدال الرئيسية، فإن الانخفاض لا يحدث في جميع المجالات.
وأظهرت بيانات «داب رادار» أن مبيعات الرموز غير القابلة للاستبدال «بورد أي بيات كلوب» ارتفعت بنسبة 59% في الأيام السبعة الماضية، بينما ارتفعت مبيعات «كريبتو بونك» بنسبة 118%.
وتعرضت العديد من أسواق الرموز غير القابلة للاستبدال إلى انخفاضات في حجم التداول. انخفض حجم تداول «أوبن سي» بنسبة 30% في الأيام السبعة الماضية، وفقاً لموقع «داب رادار».
وانخفض حجم منصة «لوكس راير» المنافسة بنسبة 16%، حتى حجم رموز لعبة «أكسي إنفينينيتي» الشهيرة انخفض بنسبة 21% لكل «داب رايدر».
وقال بيدرو هيريرا، كبير محللي البيانات في «داب رايدر»: «تنخفض أحجام التداول بشكل عام، لكن الطلب يُقاس بعدد المتداولين الفريدين وعدد المبيعات المتزايد. لذلك بينما نشهد حجماً أقل، فإن هناك نشاطاً أكبر، رغم أن الصراع في أوكرانيا يحول الانتباه بالتأكيد بعيداً عن التداول».
وكان أكبر سوق للرموز غير القابلة للاستبدال «أوبن سي» سجل أفضل شهر له على الإطلاق في يناير 2022.
وتجمع رموز «NFT» غير القابلة للاستبدال بين عوالم فن الوسائط المستندة إلى الوقت، والمدعومة بنظام سلسلة الكتل «blockchain»، واللامركزية، والندرة والموثوقة، والأهم من ذلك أنها مؤيدة للفنان.
ويعد الرمز غير القابل للاستبدال (NFT) فريداً، ويمكن أن يمثل أي أصل رقمي على سلسلة بلوك تشن من إيثيريوم، ما يجعله نادراً ويمكن إثباته وله قيمة.
وأدى ظهور «إن إف تي» إلى إنشاء وسيلة جديدة للفنانين والمبدعين لعرض إبداعاتهم أو مجموعاتهم. في المقابل، تمهد الثورة الطريق للفنانين لإنشاء أعمالهم واستثمارها في حين أن جامعي التحف يتمتعون بشفافية كاملة فيما يتعلق بالأصالة والأصل في مشترياتهم.
ويمكن أن تتخذ أصول «إن إف تي» شكل الفن الرقمي، أو المقتنيات، أو امتداداً إبداعياً للموسيقى، أو التآزر بين الثلاثة، أو التراكيب الجديدة تماماً وغير المستكشفة. يواصل منشئو المحتوى دفع حدود الإبداع باستخدام تقنيات «إن إف تي» وتكييفها بطرق جديدة ومبتكرة.
بدأ تاريخ «إن إف تي» والرجل الذي ابتكرها لأول مرة، كيفين ماكوي Kevin McCoy، في 3 مايو 2014. قام بسك رمزه غير القابل للاستبدال «Quantum»، قبل أن ينفجر سوق العملات المشفرة.