الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

أزمة في أسواق الفحم العالمية مع تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية

أزمة في أسواق الفحم العالمية مع تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية

صدمت الأزمة الروسية الأوكرانية أسواق الطاقة الأوسع نطاقاً، لا سيما الفحم، الذي ارتفعت أسعاره إلى مستويات قياسية خلال الأيام الأخيرة، وفق تقرير شركة وود ماكنزي.

ويتدافع المشترون في الأسواق بما في ذلك أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية والصين، لمعالجة تعرضهم للإمدادات الروسية.

وأشارت وود ماكنزي في تقرير اليوم الخميس، إلى أنه رغم أن العقوبات التي تم الإعلان عنها حتى الآن قد استبعدت على وجه التحديد صادرات الطاقة، فإن مشتري الفحم يتفاعلون مع مجالين رئيسيين للقلق، الأول هو الأداء و«هل سيتم تسليم الفحم الروسي بالفعل؟».

وكان منتجو الفحم المعدني الروسي قد أعلنوا بالفعل وجود قوة قاهرة على الشحنات إلى الموانئ الروسية الغربية قبل تصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية بسبب تدهور توافر النقل بالسكك الحديدية.



القيود المالية

ولفت التقرير إلى أن الأمر الثاني يتمثل في مخاطر الطرف المقابل، إذ تمنع القيود المالية المفروضة على البنوك الروسية والكيانات الأخرى بعض المشترين من التعامل مع الموردين الروس.

وتابع التقرير: «أضف إلى ذلك القلق من إمكانية توسيع العقوبات في المستقبل، والتأثير على أسواق الفحم ليس مفاجئاً».



أسعار الفحم

من جانبه، قال المحلل الرئيسي لشركة وود ماكنزي روري سيمينجتون: «ارتفعت أسعار الفحم الحراري الأوروبي إلى مستويات قياسية مع أسعار العقود الآجلة فوق 400 دولار أمريكي للطن حتى الربع الرابع من عام 2022».

وذكر سيمينجتون أن بعض المشترين في اليابان وأوروبا أشاروا بالفعل إلى أنهم يتطلعون إلى استبدال الإمدادات الروسية.

وزادت الأسعار في السوق الآسيوية والتي استجابت أيضاً مع وصول الأسعار المادية لفحم نيوكاسل إلى 400 دولار أمريكي للطن.

وأورد التقرير: «تظل أنشطة الاستيراد العادية نسبياً النتيجة الأكثر ترجيحاً، وأن يستمر الاعتماد الكبير على واردات الفحم الروسي في السوق».



أمر غير مرجح

وترى وود ماكنزي، أن وقف استيراد الفحم الروسي من شأنه أن يلحق الضرر بكل من روسيا والدول المستوردة «وهو أمر غير مرجح في الوقت الراهن».

ويمثل الفحم الروسي ما يقرب من 30% من واردات الفحم المعدني الأوروبية وما يقرب من 70% من واردات الفحم الحراري الأوروبي.

وذكرت وود ماكنزي، أن دول شمال آسيا (كوريا الجنوبية واليابان) لديها أيضاً تعرض كبير للفحم الروسي، حيث يمثل الفحم الحراري الروسي 20% من واردات كوريا الجنوبية، وأكثر من 10% من واردات اليابان.

كما يمثل الفحم المعدني الروسي أكثر من 15% و5% من واردات أسواق شمال آسيا على التوالي.

وحسب التقرير، استوردت أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية معاً نحو 90 مليون طن من الفحم الحراري الروسي و25 مليون طن من الفحم المعدني الروسي في عام 2021.

وأكد التقرير أن هذا الفحم في الغالب فحم حراري عالي الطاقة، ولا يمكن تصور استبداله في سوق الإمداد العالمي الضيق حالياً.



محطات الطاقة

وأفاد التقرير، بأن محطات الطاقة التي تستخدم حالياً هذا النوع من الفحم مصممة خصيصاً لتشغيل فحم عالي الطاقة ولا يمكنها تبديل أنواع الفحم.

سيواجه مشغلو مصانع الصلب تحدياً لاستبدال الفحم الروسي نظراً للنقص الحالي في الإمدادات العالمية وخاصة خارج أستراليا.

في نفس الوقت، لن تكون روسيا قادرة على تعويض خسارة الطلب الأوروبي بسرعة من خلال التحول إلى آسيا تحديداً الصين، بسبب قدرة السكك الحديدية المحدودة المتجهة شرقاً.