قال خبراء لـ«الرؤية»، إن وصول سعر عملة «بيتكوين» المشفرة للمستويات الأعلى لها على الإطلاق هي بداية لمرحلة صعود جديدة قد تدفعها خلال عامين إلى تجاوز مستويات 150 ألف دولار في ظل سعي الولايات المتحدة لسن تشريعات تتيح تداولها واعتزام إدراج المزيد من صناديق استثمار العملات المشفرة بأسواق المال، وكشف مؤسسات مالية عالمية قبولها كوسيلة للدفع.
وبالرغم من تراجع عملة «بيتكوين» خلال تعاملات اليوم بنسبة 1.8% لتصل إلى 66.9 ألف دولار إلا أنها على المستوى الشهري محققة مكاسب تقترب من 10% لتستمر بذلك في مسيرة مكاسبها التي بدأتها في شهر أكتوبر والذي سجلت به مكاسب تقدر بنحو 39.9% ووصلت إلى 61.3 ألف دولار، بحسب بيانات موقع «كوين ماركت كاب»، المختص برصد أداء العملات المشفرة.
وبدوره، قال المدير الإقليمي لشركة «أي سي إم كابيتال»، الخبير المالي وائل حماد، إن ارتفاع سعر «بيتكوين» الأخير إلى أعلى سعر على الإطلاق فوق 66000 دولار أدى إلى ظهور موجة جديدة من التوقعات الصعودية حيث بلغ سعر العملة المشفرة بالفعل أكثر من الضعف عما كانت عليه في بداية العام.
وأشار إلى أن الارتفاعات الأخيرة للبيتكوين كانت مدعومة بالموافقة على تداول صندوق مرتبط بعقود البيتكوين الآجلة بالبورصة الأمريكية. يشار إلى أنه تم تداول صندوق بروشيرز الاستراتيجي وصندوق فالكيري الاستراتيجي للبيتكوين في البورصة الأمريكية خلال شهر أكتوبر الماضي. كما قدم صندوق ديريكسيون الاستراتيجي طلباً رسمياً للتمكن من بيع بيتكوين من خلال العقود الآجلة ببورصة شيكاغو التجارية.
وأكد أن هذه الخطوة حسمت الجدل الدائر حول أهلية العملات المشفرة بالدخول إلى بورصة وول ستريت وجلب الاستثمار المؤسسي تحت مظلة قانونية وهو الأمر الذي أدى إلى عودة البيتكوين للمستوى التاريخي السابق الذي حققته 64889 دولاراً في أبريل الماضي.
وتوقع أن يرتفع إلى أسعار تتجاوز قيمة البتكوين مستوى 150 ألف دولار خلال عامين في ظل توالي قبول المؤسسات العالمية تلك العملات كوسيلة للدفع وجعل بعض الدول كالسلفادور وغيرها البيتكوين عملة رسمية كالدولار.
يذكر أن البيتكوين تدعمت أيضاً هذا العام بإعلان شركة تعدين العملات المشفرة الشهيرة «كومباس مينينغ» عن خطة لمضاعفة قدرتها الحالية على التعدين، وتعهد عمدة ميامي، فرانسيس سواريز، بتلقي راتبه الكامل بالبيتكوين، ليصبح أول سياسي أمريكي يتخذ مثل هذا الإجراء.
ومن جانبه، أوضح الشريك المؤسس لأكاديمية ماركت تريدر لدراسات أسواق المال، عمرو زكريا عبده، لـ«الرؤية»، أن البتكوين بدأ يُنظر إليه على أنه البديل الأمثل للذهب بالنسبة للتحوط من معدلات التضخم المرتفعة، إضافة لبدء المؤسسات الاستثمار بالبيتكوين بشكل أكبر.
وأشار إلى أن ذلك يعود لسن تشريعات صديقة للاستثمار في العملات المشفرة وإنشاء محافظ وأدوات استثمارية متطابقة مع اللوائح القانونية بالولايات المتحدة ما سمح لها تحويل مبالغ مقدرة من الأصول التقليدية للبيتكوين.