قال رئيس مدينة الشارقة للإعلام «شمس»، الدكتور خالد عمر المدفع، إن تطوير المواهب الإعلامية الشابة من أهم أهداف واختصاصات «شمس»، وأكد في حوار خص به «الرؤية»، أن التكنولوجيا أسهمت في استمرار قطاع الإعلام للعمل بكامل كفاءته في ظل ما كان يشهده العالم من إجراءات احترازية نتيجة جائحة كورونا.
وقال مخاطباً الشباب: «لا بُدَّ من المثابرة وعدم هدر الوقت، واستثماره في جني المعرفة والخبرات، فالإبداع في الإعلام لا حدود له، ولا بُدَّ أن تمتلكوا العزيمة والقدرة على الابتكار من أجل تقديم محتوى هادف يضيف إلى المجتمع ويساهم في نموه». وتالياً نص الحوار..
كم عدد النشاطات الاستثمارية في «شمس» وما أنواعها؟
بلغت الأنشطة الاقتصادية في مدينة الشارقة للإعلام «شمس» 150 نشاطاً متنوعاً، وعلى رأسها الأنشطة الإعلامية، حيث إن «شمس» تطمح لبناء مجتمع متكامل على مساحة تقدر بـ2 مليون متر مربع، وسوف يزدهر ذلك المجتمع بالعديد من الأنشطة والمرافق الخدمية والترفيهية، فضلاً عن بنية تحتية متكاملة تقدم كل سبل الحياة الكريمة للسكان ورواد الأعمال.
ما أبرز التسهيلات والحوافز التي تقدمها «شمس» لجذب الاستثمارات؟
تقدم «شمس» العديد من التسهيلات لجذب الاستثمارات خاصة في مجال الإعلام، ومنها إصدار جميع الوثائق المطلوبة للشركة خلال ساعات، ومنح ملكية بنسبة 100% للمستثمرين الأجانب ولكل الأنشطة، كما تطرح «شمس» من وقت لآخر العديد من التحفيزات الإضافية مثل برامج تحفيز ودعم للمستثمرين في قطاع الإعلام. ففي العام الجاري، قدمنا خصماً نسبته 30% على رسوم الترخيص لباقة التأشيرة الواحدة، وخصماً يصل إلى 35% على حزم السنوات المتعددة المختلفة.
وفي الوقت الحالي، يوجد العديد من التسهيلات والمميزات التي نقدمها للشركات المسجلة، والشركات التي تنوي التسجيل في «شمس»، فبالنسبة للشركات المرخصة، لدينا حالياً تسهيلات تصل إلى خصم بنسب تراوح بين 15% إلى 30% على رسوم تجديد الرخص لمدد تراوح أيضاً بين عامين إلى 5 أعوام، كذلك نقدم تسهيلات بخصم نسبته 20% على التراخيص الجديدة، وخصماً بنسبة 50% على رسوم ترخيص الشركات الإعلامية الجديدة تحديداً.
ما دور «شمس» في دعم المشاريع الشبابية الإبداعية في مجال الإعلام؟
يعد تطوير المواهب الإعلامية من أجل أن يكونوا قادة إعلام، من أهم أهداف واختصاصات «شمس»، ونقوم في هذا الصدد بالعديد من الجهود في شقين مهمين هما: الشق الاستثماري والشق والإعلامي. فعلى صعيد الشق الإعلامي، تقوم «شمس» بعقد العديد من ورش العمل والدورات التدريبية المتخصصة، والتي تهدف لصقل المهارات في مجال الإعلام والإبداع وريادة الأعمال.
وعلى الشق الاستثماري، وبجانب ما تقدمه «شمس» من تسهيلات كبيرة لرواد الأعمال الشباب، أقمنا عدداً من الشراكات مع عدد من الشركات والهيئات من أجل تحقيق أهدافنا التي تتعلق بتطوير قطاع الإعلام ككل من خلال صناعات مرتبطة بها.
هل أسهمت جائحة كورونا في تغيير شكل الاستثمار الإعلامي والتكنولوجي؟ وكيف ترى المستقبل في هذا الإطار؟
نرى أن التكنولوجيا كانت تحمل كلمة السر في تلك العملية بأكملها، فلولا التكنولوجيا، وخاصة تكنولوجيا الاتصال والإعلام، ما كان لهذا القطاع أن يستمر بكامل كفاءته في ظل ما كان يشهده العالم من إجراءات احترازية.
وبلا شك، فالتكنولوجيا تلعب دوراً بارزاً في العديد من القطاعات الحيوية، لا سيما الإعلام، إذ إنه على صعيد الاستثمار، ساهمت التكنولوجيا في استمرار أعمال المناطق الحرة والشركات.
وفي المستقبل نرى أن التكنولوجيا ستستمر في صدارة المشهد الاستثماري، لأنها أثبتت جدارتها في إيجاد حلول عملية وسريعة للعديد من التحديات خلال أزمة كورونا.
على الجانب الآخر، نرى أيضاً أن تكنولوجيا الإعلام، خاصةً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حققت نجاحات كبيرة خلال الجائحة، حيث أصبح من السهل إنتاج أعمال في قوالب خفيفة ومرنة من خلال الهواتف الذكية، وبثها لملايين المشاهدين حول العالم، وهو ما ساعد على ظهور أنماط جديدة في عالم الإعلام لم تكن موجودة من قبل.
كيف تجاوزت «شمس» تحديات جائحة كورونا؟
استطاعت «شمس» تجاوز الجائحة من خلال ضمان استمرارية عمل المنطقة الحرة دون تأثر، بداية من إتاحة العمل عن بُعد، انتهاءً باستمرار جذب المزيد من الاستثمارات، حتى في بيئة العمل الداخلية، كنا نعتمد في الأساس وقبل الجائحة على التواصل الرقمي من خلال المنصات الإلكترونية بين الموظفين والإدارات وإدارة الاجتماعات، وهو أمر جعلنا على أعلى درجات الجاهزية لتسيير منظومة العمل دون عناء.
كيف يمكن أن يستفيد القطاع الإعلامي من معرض إكسبو 2020 دبي؟
معرض إكسبو أحد أهم وأبرز النجاحات في دولة الإمارات خلال المرحلة الحالية، وبجانب دوره الكبير كمعرض تجاري عالمي، يعتبر إكسبو محطة مهمة لتبادل الخبرات، وعرض الأفكار المبتكرة من أجل تعزيز التنمية المستدامة في كل دول العالم
ودور الإعلام هنا هو نقل تلك الخبرات والتجارب والنقاشات والحلول إلى الجمهور والمجتمع وصناع القرار، من أجل رفع وعيهم لأحدث الحلول العالمية في قطاع الإعلام والعديد من القطاعات الأخرى.
ما هي أبرز الأعمال الإعلامية الإبداعية التي تحتضنها «شمس»؟
كان فيلم 218 أحدث أعمالنا الإبداعية التي قمنا بإنتاجها مؤخراً، وهو ثمرة جهود «شمس» من خلال مبادرة «التجربة الفنية الإماراتية»، فالفيلم نعتبره انطلاقة جديدة في عالم السينما العربية، لأن فكرته تعكس قضايا المجتمع وظروفه وتحدياته، لذلك العمل هو انعكاس حقيقي للمجتمع.
وبالطبع، فإن الفيلم هو فقط البداية لسلسلة أخرى من الإنتاجات السينمائية المميزة في «شمس»، التي نسعى من خلالها، ليس فقط لإثراء المشهد السينمائي في الدولة والمنطقة، وإنما لترسيخ قطاع اقتصادي إعلامي واعد يعكس المكانة الثقافية المتميزة لإمارة الشارقة في المنطقة.
ما هي رسالتك للشباب؟
رسالتي للشباب بشكل عام، هي أن عليهم المثابرة وعدم هدر الوقت، واستثماره في جني المعرفة والخبرات، وعدم الاكتفاء بذلك، بل لا بُدَّ من التجربة وعدم الاستسلام للفشل؛ ومن ثم تحقيق النجاح، كما أوصي الشباب بضرورة العمل من أجل وطنهم ومجتمعهم، لأن خدمتهم شرف من أجل رد الجميل، وأوجّه أيضاً للشباب الإعلاميين، وأقول لهم إن الطريق طويل، والإبداع في الإعلام لا حدود له، ولا بُدَّ أن يمتلكوا العزيمة والقدرة على الابتكار من أجل تقديم محتوى هادف يضيف إلى المجتمع ويساهم في نموه.