أسس المخترع الإماراتي أحمد المزروعي مؤسسة «المزروعي للابتكار» في أبوظبي، منذ أكثر من 10 سنوات، وتعنى المؤسسة بابتكار الروبوتات من مختلف الأنواع والأحجام، حيث ابتكر وصنع من خلال المؤسسة العديد من الروبوتات للرش والتعقيم ضد فيروس كورونا وأخرى لسباقات الهجن، وروبوتات لتدريب الصقور على السرعة والصيد واللياقة، وأخرى للكشف عن الغازات السامة.
ويعتزم المخترع أحمد المزروعي افتتاح مجموعة شركات في الإمارات تتبع لمؤسسة «المزروعي للابتكار» بنهاية العام الجاري 2021، حيث سيتم إنشاء مصنع سينتج روبوتات وقطع غيار وأغلب أنواع الصناعات الدفاعية.
منذ متى تعمل في مجال الروبوتات؟
أعمل في المجال منذ أكثر من 23 عاماً، ولكن قمت بتأسيس الشركة منذ نحو 10 سنوات، وقد حققنا نجاحاً كبيراً لم يكن متوقعاً، يتمثل في العديد من الإنجازات، أبرزها مشاركتنا في معرضي أيدكس ويومكس من كل عام.
ما هي أهم الروبوتات التي ابتكرتها وتتواجد في الأسواق؟
أول روبوت ابتكرته كان روبوتاً لسباقات الهجن في عام 2004، ابتكرته كحل بديل ليتحكم في سرعة الهجن عن بعد ويوصل صوت المتسابق في توجيه الهجن، ومن ثم تصنيع دراجة هوائية عام 2009 عبارة عن 4 عجلات صممت بشكل كلاسيكي تستخدمها العائلات في الحدائق والمنتجعات، وفي عام 2010 أدخلت عليها التعديل لتمشي بالطاقة الشمسية ثم قمت بتصنيع روبوت لتدريب الصقور على الصيد والسرعة وتحسين اللياقة في عام 2011.
وابتكرت أيضاً روبوتاً يمكنه القيام بعمليات تعقيم ورش كافة المواقع التي يصعب الوصول إليها والوعرة وصعود الدرج، مزوداً بكاميرات وأجهزة استشعار للتحكم عن بعد، ويمكنه العمل لمدة تصل إلى 10 ساعات متواصلة دون التدخل البشري، وقد ساهم بشكل فعَّال في برنامج التعقيم الوطني للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث تم تصنيعه وتطويره بآلية سهلة في التعامل مع ضمان دقة وجودة عالية، وتم طلبه من بعض الجهات، وبناءً عليه تم تصنيعه وتوريده، وبالفعل حقق الأرباح المرجوة منه.
حدثنا أكثر عن روبوت التعقيم؟
روبوت التعقيم يمكن التحكم به عن بعد بمسافة تبلغ نحو 3 كيلومترات، وتبلغ سرعته 10 كم/س، ويعمل 10 ساعات متواصلة دون التدخل البشري، الأمر الذي يسمح له بتعقيم منطقة تبلغ مساحتها 100 كيلومتر في فترة زمنية متصلة، مرفق به خزان تراوح سعته ما بين 150 إلى 200 لتر، واستلهمت الفكرة من أعمال برنامج التعقيم الوطني، وبناءً عليه ابتكرت وطورت 10 روبوتات يمكنها القيام بعمليات تعقيم ورش المواقع كافة، وتملك نفس الخواص، وهي ليست للبيع لكنها لدعم برنامج التعقيم الوطني للمساهمة في الحد من انتشار فيروس كورونا، وذلك تماشياً مع الإجراءات الاحترازية التي تتخذها القيادة الرشيدة لدولة الإمارات.
ماذا عن خططك المستقبلية؟
أعتزم افتتاح مجموعة شركات في أبوظبي تتبع لمؤسسة «المزروعي للابتكار» بنهاية العام الجاري 2021، حيث سيتم إنشاء مصنع يقوم بفتح خطوط إنتاج للتصنيع سينتج روبوتات وقطع غيار روبوتية وأغلب أنواع الصناعات الدفاعية، وسيتمتع المصنع ببنية تحتية متكاملة بدءاً من تطوير الأفكار، وحتى إنشاء وتخصيص أقسام لتطوير الروبوتات في التحكم عن بعد، وأقسام للبرمجيات والتصميم، وأخرى لمراكز الابتكار، حيث إن كل قسم متخصص في مجال معين.
ماذا عن فريق العمل الخاص بك؟
لدي فريق عمل متخصص كامل في البرمجيات، وآخر في التصنيع والتطوير، تجمعنا علاقة احترام وتكاتف تساعدنا على تحقيق المزيد من النجاحات، حيث نعمل بمبدأ اليد الواحدة، الأمر الذي كان له مدلول إيجابي على الإنتاج في العمل.
ماذا عن دراستك؟
حصلت على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة الإمارات العربية المتحدة، وأدرس الآن بكالوريوس في العلاقات العامة، حيث أنني أؤمن بمبدأ العلم والتعلم مدى الحياة، حيث إنه لا يجب على الشخص أن يركز كافة جهوده وثقافته في مجال واحد. وعلى سبيل المثال الروبوتات بعيدة عن دراستي تماماً، ولكنها هوايتي التي تمكنت من النجاح فيها وفي الوقت ذاته النجاح في مجال دراستي.
هل حصلت على تكريم من الدولة على جهودك؟
نعم كرمني سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني والرئيس التنفيذي لمجموعة طيران الإمارات عام 2015، ونلت جائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب كأفضل رجل أعمال، كما نلت جوائز وشهادات تقدير عدة من الشيخ راشد بن حميد النعيمي في مهرجان عجمان عام 2005، وشهادة في الإبداع الفكري من مركز التفكير الإبداعي في اختراع الدراجة الهوائية ضمن فعاليات مفاجآت صيف دبي 2006، وجائزة الشيخ صقر بن سلطان القاسمي للإبداع والابتكار عام 2007، وحصلت على المركز الثاني على مستوى الشرق الأوسط للاختراعات في المعرض الدولي للاختراعات في الكويت عام 2011، كما حصلت على شهادة تقدير من التعليم والشؤون الأكاديمية في الفجيرة.
ما هي نصيحتك لرواد الأعمال؟
لا أتمنى من أي رائد أعمال أن يستسلم للظروف، وخاصة ظروف جائحة كورونا، حيث إن هناك بعض المخترعين أو المستثمرين بشكل عام استسلموا للخسارة وشح العمل بسبب ظروف الجائحة عالمياً وبدأوا في إغلاق مؤسساتهم، ولكني أرى أن تجربة فيروس كورونا مهمة جداً لمساعدة المخترعين على تحدي الصعوبات التي تصادفنا في الحياة بشكل عام وابتكار الحلول، كما يجب على جميع رواد الأعمال التحلي بالصبر والتأقلم مع الوضع الراهن عن طريق إعادة الحسابات والجدولة والهيكلة، حيث إنه لا يمكن لأي مستثمر أن يحقق أرباحاً بشكل دائم، بل يجب على الجميع مواكبة التطورات أولاً بأول ومعرفة المستجدات للتمكن من التعامل مع ظروف سوق العمل.