سجل قطاع العقارات في الإمارات، أداءً قوياً رغم التحديات المتواصلة المتعلقة بجائحة «كوفيد-19»، وذلك وفقاً لنتائج الربع الأول من عام 2021 من «تقرير قطاع العقارات الإماراتي» الصادر عن شركة «أستيكو» المتخصصة في مجال إدارة العقارات.
وأظهر التقرير، أن أسعار تأجير الفلل في دبي وأبوظبي سجلت أداءً قوياً خلال الربع الأول من عام 2021 مدفوعاً بالنمو الذي شهدته معدلات الطلب على مجمعات الفلل الفاخرة، سواء القديمة أو الجديدة منها. وبحسب التقرير، شهدت سوق العقارات السكنية في أبوظبي تسليم قرابة 1700 شقة و50 فيلا خلال الربع الأول من عام 2021، وزيادة ملحوظة في مستويات الطلب على الفلل، خاصة في مجمعات الفلل الفاخرة مثل «جزيرة ياس» و«شاطئ الراحة» و«جزيرة السعديات» و«مجمع الريف»، فيما لم يشهد متوسط أسعار تأجير الفلل تغييراً يذكر خلال الربع المذكور، إلا أن مجمعات «ياس غرب» و«حدائق الجولف» و«فلل شاطئ السعديات» سجلت زيادة ملحوظة في أسعار التأجير خلال تلك الفترة.
ووفقاً للتقرير، حافظت معدلات الطلب على الفلل المنجزة المعروضة للبيع على مستوياتها المرتفعة خلال الربع الأول 2021، مدفوعةً بشكل رئيسي بقلة أعداد العقارات عالية الجودة المطروحة بأسعار مغرية. ولقيت المجمعات ذات الأسعار المتوسطة مثل الريف اهتماماً متزايداً ساهم في ارتفاع متوسط أسعار المبيعات بواقع 7% خلال الربع المذكور. وفي المقابل، بقيت أسعار مبيعات الشقق عند معدلاتها المسجلة سابقاً على مدار الأشهر الثلاثة الماضية نظراً للطلب المحدود في هذا القطاع، حسب التقرير.
استقرار نسبي
سجل متوسط أسعار إيجارات العقارات السكنية استقراراً نسبياً خلال الربع الأول 2021، تزامناً مع سعي غالبية المستأجرين إلى ترقية مساكنهم أو زيادة مساحاتها نظراً لانخفاض إيجارات الفئة المتوسطة إلى الراقية والحوافز المستمرة التي يقدمها الملّاك. وكان قطاع المكاتب في أبوظبي واحداً من الأصول التي واجهت أقسى التحديات خلال الفترة المذكورة.
وعلاوة على ذلك، قدم الملاّك مزيداً من الحوافز على صعيد الدفعات وشروط التأجير، وشهد العديد من مباني المكاتب من الدرجة (أ) و (ب) ارتفاعاً في معدلات الطلب من الشركات الصينية والإسرائيلية الراغبة بتأسيس مقرات لها في أبوظبي. عقارات دبي أشار التقرير، إلّا أن الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري لم تشهد تسليم أية مشاريع كبرى للفلل في دبي، في حين حافظت أعداد الشقق المعروضة على ثباتها عند 2000 وحدة سكنية تقريباً، تزامناً مع ارتفاع ملحوظ في عمليات تسليم المجمعات الجديدة مثل «دبي هيلز استيت» ومشروع خور دبي. وبدورها، سجلت مساحات المكاتب المكتملة أداءً هامشياً تراوح حول 70 ألف قدم مربع.
وسجلت أسعار تأجير الشقق والفلل في دبي ارتفاعاً ملحوظاً خلال الربع الأول، حيث شهد متوسط أسعار التأجير ارتفاعاً بنسبة 1% و4% على التوالي. ومن جهة أخرى، بقيت أسعار التأجير المسجلة أقل بنسبة 10% للشقق و2% للفل مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأرجع التقرير هذا الارتفاع المسجل في معدلات الطلب على الفلل إلى التغييرات التي طرأت على عادات العمل والمعيشة، في حين واصلت أسعار تأجير المكاتب مسارها التنازلي لتسجل انخفاضاً ربعياً وسنوياً بنسبة 3-% و18-% على التوالي. وعلى غرار سوق الإيجارات، ألقت الأوضاع الحالية بظلالها على أسعار المبيعات بدرجات متفاوتة، حيث وصل متوسط الارتفاع الربعي في الأسعار إلى 3% للشقق و6% للفلل.
وبينما كان التأثير على العقارات الاستثمارية (التعليم والضيافة والمكاتب) محدوداً، إلا أن قطاع الفلل شهد زيادة ملحوظة. فعلى سبيل المثال، سجلت أسعار مبيعات الفلل في مجمعات «المرابع العربية والمروج والينابيع» ارتفاعاً وسطياً بنسبة 9% خلال الربع الأول، في حين سجلت مبيعات الشقق أداء أفضل بزيادات ربعية بنسبة 5% في قرية جميرا ومدينة دبي الرياضية.
وبحسب التقرير، لاحظ المستأجرون الذين استفادوا من انخفاض أسعار التأجير في مدينة العين زيادة ملحوظة في نشاط السوق العقاري خلال الربع الأول 2021. وحافظت أسعار تأجير الشقق في الإمارات الشمالية على استقرارها النسبي خلال الربع الأول 2021، بانخفاض هامشي نسبته 1-% في أسعار تأجير العقارات الراقية في رأس الخيمة والفجيرة.
وسجلت أسعار مبيعات الشقق في الشارقة ارتفاعاً بنسبة 3% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في حين لم تسجل رأس الخيمة أي تغيير يذكر. واستنتج التقرير أن الأوضاع غير المسبوقة التي فرضتها الجائحة أثرت على مختلف القطاعات الفرعية في قطاع العقارات بدرجات متفاوتة، وصولاً إلى مستويات الفئة/ القطاع وتفرعاتهما، تزامناً مع انعدام اليقين حول توقيت العودة إلى الحالة الطبيعية وكيفية تأثر أحجام وقيم المعاملات.