السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

سوق الأقمشة في دبي.. تسوق وسياحة بنكهة التراث

يضم مئات المحلات، ويتمركز في إحدى أكثر المناطق جذباً للسياح الراغبين في التعرف على تاريخ دبي والإمارات، فشوارعه الضيقة تعج عادة بمزيج من السياح والمتسوقين الأفراد وتجار الجملة، ويقع في منطقة بر دبي على الخور في الجهة المقابلة لمنطقة ديرة، ويقصده الناس قادمين عبر الأسواق والمناطق التراثية المجاورة.

تفصله دقائق قليلة عن العديد من الأسواق التراثية والشعبية التي يمكن الوصول إلى بعضها مشياً على الأقدام، وإلى بعضها الآخر عن طريق التاكسي المائي، فخلال دقيقتين أو3 دقائق يمكن الانتقال إلى الضفة الأخرى من الخور (ديرة) وباستخدام ما يطلق عليه بالـ(عبرة).

والعبرة هي إحدى وسائل النقل البحري التراثية التي تلقى رواجاً كبيراً لجولات في أنحاء خور دبي الممتد على طول 14 كم، ويقسم دبي إلى قسمين: ديرة وبر دبي.

وبدرهم واحد، وعبر محطة بر دبي الملاصقة لسوق الأقمشة يمكن الوصول إلى سوق ديرة القديم وبالتالي إلى سوقي الذهب والتوابل، وكذلك من محطة سوق دبي القديم الملاصقة للسوق كذلك من جهة أخرى يمكن استقلال التاكسي المائي بدرهم واحد للوصول إلى محطة السبخة على الضفة الأخرى وبالتالي إلى العديد من الأسواق الشعبية والتراثية الأخرى.

وينتشر الباعة أمام المحال داخل شوارع السوق الضيقة بحيث يحاولون الترويج لبضائعهم وإقناع العملاء بالأقمشة التي تزين الواجهات على الطرفين، كما يشتهر السوق بعرض جميع أنواع وخامات الأقمشة المختلفة، كالحرير والقطن والأقمشة المطرزة والمنسوجات الخاصة بالمنازل كأغطية المفروشات، وكذلك الجلابيات العربية.

ويقول البائعون في السوق: «الجودة والتنوع من أهم الأمور التي تجعل السوق مقصداً للمشترين»، لافتين إلى أن الأسعار التي يمكن أن تجدها في سوق الأقمشة لن تجدها في أي مكان آخر في دبي.

إقبال العملاء

ويشيرون إلى أن الحركة تبلغ ذروتها داخل السوق مع تحسن الطقس وتراجع درجات الحرارة، لافتين إلى أنهم ينتظرون شهر رمضان من كل عام باعتباره أحد أهم الأشهر بالنسبة لهم، مع ارتفاع إقبال العملاء على شراء الأقمشة والألبسة الخاصة بالعيد على وجه الخصوص.

ويقول روني سدواني البائع في محل السمحة للأقمشة: «الحركة جيدة في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن المبيعات تتحسن مع عودة الحركة إلى طبيعتها»، مشيراً إلى أن شهر رمضان والفترة كذلك التي تسبقه تعتبر من أفضل الفترات بالنسبة لمختلف المحال، فالسوق يشهد حركة لا سيما من قبل الخياطين والقائمين على المحال المتخصصة بتصميم الملابس المحلية الإماراتية.

وبدوره يرى راجو بيراسمي البائع في محل عارف سعيد لتجارة الأقمشة، أن سعة الخيارات من جهة والأسعار المنافسة هي الأمور التي تجعل السوق مقصداً لمختلف العملاء سواء كانوا تجاراً أو أفراداً.

ويعتبر محمد بختيار البائع في محل عبدالعزيز سيفائي للتجارة، أن الحركة السياحية هي شريان الحياة الأساسي لمحال التجزئة في السوق، لافتاً إلى أن الحياة تعود إلى طبيعتها.

سهولة الوصول

ويتحدث عن أهمية المنطقة التي يتمركز بها السوق، وسهولة الوصول إليه عبر العديد من الطرق والوسائل وعن قربه من الكثير من الأسواق الشعبية الأخرى كسوق الذهب وسوق التوابل.

ويقول جوشي شان مالك العديد من المحال في سوق الأقمشة: «جميع السياح من جميع الجنسيات يقصدون السوق، كما أن التجار من العديد من الأسواق يجدون في هذا السوق مطلبهم»، لافتاً إلى أن الكثير من الشركات تصل عبر هذا السوق إلى الكثير من أسواق المنطقة.

ويؤكد أن سهولة الإجراءات والحركة التي يتمتع بها السوق تجعله واحداً من أهم الأماكن التي يمكن أن تقصده الشركات العاملة في القطاع.

ومن جانبها تقول السائحة أوكسانا بيلوسوفا، «إن السوق والأزقة وطريقة عرض البضائع وتسويقها من قبل البائعين تعتبر واحدة من أفضل التجارب التي اختبرتها»، لافتة إلى أن هذه المنطقة مثالية لمحبي التقاط الصور ومحبي التسوق في الوقت ذاته.

وتشاركها الرأي أنجيلا سابلين، التي تتحدث عن طبيعة الاختلاف بين الأسواق الشعبية والمناطق الأخرى في دبي، لافتة إلى أنها تشعر بالانتقال بين عالمين مختلفين عند زيارة المناطق الشعبية وخاصة سوق الأقمشة.