نجح المبتكر الإماراتي الشاب عبدالله الهاجري، الحاصل على جائزة "مبتكرون دون 35" التي تنظم بالتعاون بين "مؤسسة دبي للمستقبل" ومنصة "أم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية"، في تطوير مسرّعة حسابية مبتكرة ونظرية رياضية تجريبية جديدة تمكّن مصممي المفاعلات النووية مستقبلاً من تحليل المعلومات الكمية مباشرة، واختصار الآلاف من ساعات العمل الطويلة، وتوفير الكثير من الجهود المضنية على مهندسي وكوادر المحطات النووية.
ويرى الهاجري، الذي يتابع دراسته كباحث مرشّح لشهادة الدكتوراه في الهندسة النووية والقوانين الفيزيائية للمفاعلات الذرية بمعهد ماساتشوستس للتقنية "أم.آي.تي" بالولايات المتحدة، أن تكريم المبتكرين في مثل هذه الفعالية يشكّل حافزاً لمواصلة العطاء والإنجاز، كما أنه يشجّع الشباب على الإبداع وإيجاد الحلول للتحديات التي تواجه مجتمعاتهم، مؤكداً أن المشكلات والتحديات اليوم تحتاج إلى حلول ذات رؤى وتوجهات عالمية، وهذه هي المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق الخبراء وأصحاب العقول، ليلتقوا خلال أسبوع دبي للمستقبل وتحقيق هذه الرؤى.
وتساعد المسرعة الحسابية التي ابتكرها الهاجري في حساب حجم ونتائج التفاعلات الذرية بشكل دقيق واستباقي في المفاعلات النووية المستخدمة لتوليد الطاقة وتغذية مدن المستقبل باحتياجاتها من الكهرباء أو تحلية مياه البحر أو غيرها من المهام الحيوية التي تحتاج إليها التجمعات البشرية، إضافة إلى تغذية محركات المركبات والمحطات الفضائية العاملة بتكنولوجيا الطاقة النووية.
وتتفوق مسرّعة تحليل البيانات التي ابتكرها الهاجري على الطرق التقليدية المستخدمة على مستوى العالم لاحتساب نتائج التفاعلات النووية، وهي طرق اعتمدت لفترة طويلة على مرحلتين أساسيتين هما المعالجة التي تأخذ معلومات ميكانيكية كمية خاصة بالتفاعل النووي لاستخلاص بياناته، ومرحلة إدخال البيانات لاستنتاج معدلات التفاعل وتحديد نتائجها النهائية.
ويعمل الهاجري على طريقة جديدة لتفعيل آليات التخزين السهلة للمعلومات الميكانيكية الكمية، التي تعد أكثر يسراً من تخزين بيانات التفاعل النووي، لتعزيز الذاكرة الحاسوبية للمفاعلات بالمعلومات والبيانات المفيدة والمطلوبة، لينعكس على تسريع استخلاص معدلات التفاعل النووي.
ويراعي الابتكار قوانين الفيزياء الداخلة في حسابات التشتت النووي وقياس درجات الحرارة المصاحبة لعملياته، كما يزيد من سرعة التحليل ويقلل تكاليف ذاكرة التخزين المطلوبة في المحطات والمفاعلات النووية والمراكز المسؤولة عن التحكم بعملياتها.