عززت دولة الإمارات إنجازاتها، لتتصدر دول العالم في مهارات العمل، وذلك وفقاً لأحدث نسخة من «تقرير المهارات العالمية» الصادر عن شركة «كورسيرا».
وفي نسخة العام الماضي من التقرير، حلّت الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً، وتصدرت دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مستوى مهارات الأعمال، بحسب التقرير الذي اطّلعت عليه «الرؤية».
وحقق المتعلمون في الدولة العلامة الكاملة بنسبة 100% ضمن نتائج التقرير متفوقين على المتعلمين الآخرين حول العالم، وذلك ضمن مجالات عدة من مهارات الأعمال، مثل القيادة والإدارة، والتخطيط الإستراتيجي والعمليات، والتواصل، والموارد البشرية، وريادة الأعمال. وأثبتت نقاط قوتهم في هذه المجالات قدرتهم العالية على الاستفادة من الفرص ومعالجة التحديات، ما يساهم في المقابل بالتنمية الاقتصادية الشاملة التي تشهدها الدولة.
وتستند نتائج «تقرير المهارات العالمية 2022» إلى بيانات 100 مليون متعلم في أكثر من 100 دولة، ممن استخدموا منصة «كورسيرا» لاكتساب مهارات جديدة خلال العام الماضي. ويقيّم التقرير ثلاثاً من أكثر المهارات ضرورة لشغل الوظائف في عصر الاقتصاد الرقمي، وهي مهارات الأعمال، والتكنولوجيا، وعلم البيانات. ويضع التقرير تصنيفات محددة للدول بناءً على النسب المئوية لانتشار المهارات بين كوادرها البشرية، حيث تعبر نسبة 75% وأكثر عن فئة المهارات «الرائدة»، و50% إلى 75% عن فئة «المنافسة»؛ و25% إلى 50% عن فئة «الناشئة»؛ و25% وأقل عن فئة «المتأخرة».
ووفقاً للتقرير، يتواجد في دولة الإمارات 642 ألف متعلم عبر منصة «كورسيرا» يبلغ متوسط أعمارهم 34 عاماً و42% منهم من النساء، ويتلقّى 44% التعليم عبر الهواتف المتحركة.
وبحسب التقرير، فإن المتعلمين في الدولة يتمتعون بإتقان عالٍ لمهارات التسويق (92%)، والمحاسبة (90%)، والمبيعات (80%)، وينفردون بمهارات منافسة في مجال المحاسبة (56%).
وأوضح التقرير وجود فرصة كبيرة لتعزيز إتقان الكوادر البشرية لمهارات التكنولوجيا وعلم البيانات دعماً لأهداف التحول الرقمي في دولة الإمارات، والتي حلّت في المرتبة 69 عالمياً لمهارات التكنولوجيا، وفي المرتبة 67 في علم البيانات. وأظهر المتعلمون في الإمارات مدى إتقانهم هندسة أمن المعلومات (89%)، وهي مهارة هامة تدعم تطوير وتنفيذ برامج الأمن السيبراني ومبادراته في الدولة.
وضمن مهارات التكنولوجيا، كشف التقرير عن امتلاك المتعلمين في دولة الإمارات لمهارات منافسة في التعامل مع قواعد البيانات وأنظمة التشغيل (57% لكل منها)؛ وشبكات الحاسوب (56%). وحلّ في فئة المهارات «الناشئة» كلٌّ من تطوير المواقع الإلكترونية (41%)؛ والبرمجة الحاسوبية، والحوسبة السحابية (34% لكل منها)؛ وهندسة البرمجيات (29%). وأشار التقرير أيضاً إلى أن مهارات تطوير الهواتف المتحركة (17%) «متأخرة».
وعلى مستوى علم البيانات، أظهر المتعلمون في دولة الإمارات مهارات «رائدة» على مستوى إتقانهم للرياضيات (75%)، ومهارات «منافسة» في تحليل البيانات (60%). وأوضح التقرير ضرورة تسريع وتيرة تطوير بعض المهارات، مثل تعلم الآلة (13%)، والبرمجة الإحصائية (38%)، والعرض المرئي للبيانات (48%)، وإدارة البيانات (43%).
وفي هذا السياق، قال أنتوني تاترسال، نائب رئيس شركة «كورسيرا» لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: «تستعد دولة الإمارات للانتقال إلى مرحلة ما بعد النفط، وتحرص في هذا الإطار على ترسيخ دعائم نموذج اقتصادي أكثر تنوعاً ويمتلك أفضل المهارات. ولا شك أن الجهود التي بذلتها الدولة بدأت تؤتي بثمارها، حيث تصدرت قائمة دول المنطقة للعام الثاني على التوالي على مستوى إتقان كوادرها البشرية لمهارات الأعمال. ويتعين على قادة قطاع التعليم تعزيز تركيزهم على تلبية الاحتياجات الراهنة في مهارات التكنولوجيا وعلم البيانات، والتي تنطوي على أهمية إستراتيجية حيوية لتسريع وتيرة التحول الرقمي».
وأضاف تاترسال: «بعد تفشي الجائحة، شهد العالم تحولاً جذرياً مدفوعاً باثنين من الأحداث التي اكتسبت زخماً متصاعداً، وهما الاستقالة الجماعية الكُبرى وارتفاع وتيرة أتمتة إجراءات العمل. وأكد ذلك على الحاجة لضخ المزيد من الاستثمارات لصقل مهارات رأس المال البشري، مع وضع تحسين المهارات البشرية والرقمية على رأس قائمة الأولويات لتأسيس كوادر بشرية قادرة على المنافسة. وتُظهر بياناتنا أن الطلاب والموظفين بحاجة إلى مسارات تدريب سريعة لتأهيلهم للوظائف الرقمية اليوم وفي المستقبل، ودعم الأهداف التنموية الوطنية».