الخميس - 21 نوفمبر 2024
الخميس - 21 نوفمبر 2024

الإمارات تدعم التجارة متعددة الأطراف للمساهمة في إنعاش الاقتصاد العالمي

الإمارات تدعم التجارة متعددة الأطراف للمساهمة في إنعاش الاقتصاد العالمي

اختتم وفد دولة الإمارات مشاركته في المؤتمر الوزاري الثاني عشر لمنظمة التجارة العالمية في جنيف والذي استمر أربعة أيام بحضور وزراء التجارة والاقتصاد من كل أنحاء العالم ويعد أول اجتماع حضوري للمؤتمر منذ اندلاع الجائحة العالمية قبل أكثر من عامين.

وشارك وفد الإمارات، الذي ترأسه عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد في نقاشات واجتماعات عديدة حول التحديات المعقدة التي تواجه نظام التجارة العالمي، بما يشمل التأثير المستمر لجائحة كوفيد-19 على سلاسل التوريد، والصراعات الجيوسياسية وعواقبها على أسواق السلع الأساسية، والتهديد المتزايد للتغير المناخي، وكذلك عملية الإصلاح المطلوبة في النظام التجاري متعدد الأطراف.

وانضمت دولة الإمارات إلى المبادرة المشتركة بشأن التنظيم المحلي للخدمات- وهي مبادرة من منظمة التجارة العالمية تقودها كوستاريكا وتنطلق من اللوائح الحالية الواردة في الاتفاقية العامة للتجارة في الخدمات (GATS) وتتطلع إلى البناء على تلك القواعد لزيادة شفافية لوائح الخدمات إضافة إلى توضيح وزيادة الاتساق في إجراءات الترخيص وغيرها من الإجراءات، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى مواءمة الإطار القانوني والتنظيمي لمنظمة التجارة العالمية ليواكب أفضل الممارسات التنظيمية.

كما ترأس عبدالله بن طوق وفد الدولة في الاجتماع الوزاري العربي الذي عقد على هامش المؤتمر الوزاري الثاني عشر لمنظمة التجارة العالمية.

وأكد ابن طوق خلال المؤتمر أهمية العمل المشترك من أجل إحراز تقدم إيجابي نحو حل القضايا الفنية التي أثيرت في البيان العربي، بما في ذلك أهمية التوصل إلى اتفاق عادل بشأن دعم الثروة السمكية، والتوصل إلى حلول فعالة بشأن اتفاقية الزراعة.

وشدد الوزراء العرب على أهمية التعاون البناء لتحقيق الآمال التي تضمنها البيان بشأن اتخاذ قرارات فعالة بشأن التجارة والصحة مؤكدين ضرورة معالجة قضايا الاقتصاد الرقمي التي لا تزال خارج جدران النظام التجاري متعدد الأطراف.

وأكد ابن طوق خلال كلمته في المؤتمر الوزاري للمنظمة إيمان دولة الإمارات الراسخ بالنظام التجاري متعدد الأطراف محركاً للنمو والتنمية وخلق فرص العمل، وشدد على أن دولة الإمارات على استعداد للتعاون التام مع المجتمع الدولي لمساعدة المنظمة على تحقيق تغيير إيجابي وهادف.

ولتحقيق ذلك أشار إلى ضرورة تركيز المنظمة على تطوير واعتماد قواعد للتجارة الرقمية، وتحسين نظام المنظمة لتسوية المنازعات، وتعزيز مشاركة الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في التجارة العالمية، والحفاظ على المعاملة الخاصة للدول النامية، وضمان وجود الاستدامة في مقدمة وقلب عملية صنع القرار.

ودعا إلى أهمية التوصل، وبتوافق الآراء للحلول الناجعة بشأن القرارات المتعلقة بتجارة المنتجات الزراعية، لما لها من أثر على سلاسل الإمداد العالمية ومساهمتها العالية في الأمن الغذائي العالمي وكبح جماح التضخم.

وأضاف: «لطالما كانت دولة الإمارات داعمة قوية لنظام التجارة متعدد الأطراف القائم على القوانين مع وجود منظمة التجارة العالمية ركيزة رئيسية له.. وأمامنا جميعاً مسؤولية مشتركة بحماية النظام التجاري متعدد الأطراف عبر بث الاستقرار وبناء المرونة، وندعم المنظمة تماماً ونريد العمل مع الدول الأعضاء لبناء اقتصاد عالمي أقوى وأكثر استدامة وشمولية يمكن لجميع الناس الاستفادة منه».

وأعرب عبدالله بن طوق عن رغبة دولة الإمارات في استضافة المؤتمر الوزاري الثالث عشر في أبوظبي وذلك لدعم أجندة التجارة متعددة الأطراف وإبراز مقاربة الإمارات التي تركز على الحلول لقضايا سلسلة التوريد القائمة، بما يضم تبني التكنولوجيا المتقدمة والتجارة الرقمية.

من جانبه، أكد ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية أن انعقاد المؤتمر الوزاري الثاني عشر لمنظمة التجارة العالمية يأتي في توقيت مهم للغاية بالنسبة للنظام التجاري العالمي متعدد الأطراف خصوصاً مع تزايد الحاجة إلى وجود قيادة قوية تنسق الجهود الرامية لمواجهة التحديات والتحولات التي تشهدها التجارة العالمية حالياً.

وقال إن دولة الإمارات تؤمن إيماناً راسخاً بوجوب العمل من أجل مستقبل أكثر مرونة وانفتاحاً وشمولاً للتجارة العالمية على أن يكون هذا المستقبل مبنياً على الثقة والتعاون، ويتطلب ذلك رؤية استشرافية وإجراءات فعالة يجب اتخاذها.

وأضاف أنه مع تحول العالم نحو تبني الرقمنة وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة أصبح من الضروري المضي قدماً في تبادل المعارف والخبرات، وتحفيز تدفق رؤوس الأموال والتكنولوجيا، وإرساء قواعد للتجارة الرقمية، وذلك إذا أراد العالم التأكد من أن النظام التجاري العالمي قابل للتكيف، ويتمتع بالمرونة اللازمة لتخطي التحديات وتحقيق النمو المستدام.

جاءت مشاركة دولة الإمارات في المؤتمر في وقت تواصل فيه الدولة تقوية مكانتها محركا ًرئيسياً للتجارة العالمية عبر برنامج الاتفاقيات الاقتصادية العالمية الذي تنفذه حالياً، والذي أثمر عن اتفاقيات تجارية طموحة مع الهند وإسرائيل.

وشارك في وفد دولة الإمارات إلى المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية كل من أحمد عبدالرحمن الجرمن، سفير الدولة في جنيف، جمعة الكيت الوكيل المساعد لشؤون التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد، وعدد من كبار الممثلين عن القطاعين الحكومي والخاص بدولة الإمارات.

جدير بالذكر أن المؤتمر يتواصل ما بين يومي 12 و15 يونيو في مقر منظمة التجارة العالمية في مدينة جنيف السويسرية، وشاركت دولة كازاخستان في استضافته، وترأسَه تيمور سليمانوف نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية الكازاخي.