كشف تقرير حديث أن مساحة الأراضي الزراعية في إمارة أبوظبي تضاعفت 33 مرة من 22377 دونماً إلى 749868 دونماً خلال العقدين الماضيين.
وقالت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية إن الإمارة تتوسع في أنواع الزراعة الحديثة، وتحرص على نقل التكنولوجيا الخاصة بالزراعة الأفقية المحمية (الصوب) والزراعة المائية وتوطينهما وتوسيع قاعدتهما لتوفير المزيد من الفرص الاستثمارية في القطاع الزراعي وتوفير قاعدة بيانات إحصائية تبين أعداد المزارع ومساحات الأراضي الزراعية وجميع المؤشرات التي تخدم المستثمر.
وأوضح تقرير الهيئة أن توطين تلك التكنولوجيا المتطورة يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضراوات الطازجة وتقليل الاعتماد على الواردات من الخضراوات وزيادة الإنتاج وتحقيق عائد مادي أفضل للمستثمر في القطاع الزراعي.
الزراعة الأفقية
أوضحت الهيئة أن عدد البيوت المحمية يتزايد بشكل متواصل خصوصاً في منطقة العين التي تحتل 66% من عدد البيوت المحمية الخاصة بالزراعة، ما يشير إلى تعطش منطقة أبوظبي لمثل تلك الزراعة باستخدام البيوت المحمية.
وتعتمد فكرة البيوت المحمية على زراعة الخضراوات في بيئة مراقبة ومسيطر عليها لمواجهة الظروف الجوية القاسية والتغلب على أحوال الأرض الصعبة الطبيعية، ما يساعد على إنتاج المحاصيل طوال العام بجودة عالية.
الاكتفاء الذاتي
وتركز الزراعة بالبيوت المحمية على تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال التركيز على أصناف مثل الطماطم بجميع أنواعها، الكزبرة، الفلفل الحلو الملون، الفلفل الحار الأحمر والأخضر والقصير، الفاصوليا، الخيار، الخس، والبقدونس.
وأكد مدير إدارة الاستثمار في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، سلطان الوهيبي في تصريحات صحفية أن الهيئة حريصة بالتعاون مع مكتب أبوظبي للاستثمار على جذب وزيادة الاستثمارات الزراعية لتسهم في تعزيز منظومة الأمن الغذائي إضافة إلى الاستثمار في الثروة الحيوانية، مشيراً إلى أن الهيئة تعمل على زيادة الشراكات مع القطاع الخاص لإنشاء صناعات محلية متكاملة وقادرة على المنافسة في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية.
الزراعة المائية
وأضاف الوهيبي أن الزراعة المائية تعتبر البوابة لاستدامة الزراعة في الخضراوات، حيث تعتبر الزراعة في فصل الصيف أحد أهم التحديات التي تعمل الإمارات على تطويعها لتصبح نافذة للثمار على مدار العام.
من ناحيته، قال المهندس أمجد عمر مدير مزارع الإمارات المائية للخضار، إحدى المزارع التي تعاقدت معها الهيئة، إن الزراعة المائية لها فوائد عديدة أهمها توفير كميات المياه المستخدمة بنسبة 90% مقارنة بالزراعة التقليدية إضافة إلى الحصول على المنتجات الزراعية طول العام.
وأضاف عمر أن مزارع الإمارات المائية للورقيات تنتج 9 أصناف من الورقيات و5 أصناف من الخس على مدار العام
صعوبات وتحديات
من ناحيته، قال عضو في قسم التطوير في مزارع الإمارات المائية، ناصر البلوشي، إنه يتم استخدام 4 طرق في المزارع المائية منها الزراعة الهرمية والزراعة على الطاولات والزراعة على المسطحات المائية والزراعة الخارجية في المظلات، مشيراً إلى أن مزارع الإمارات المائية تسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الورقيات كما أنه توجد خطة مستقبلية لزراعة أنواع من الفطر مثل «الماشرم».
وأكدت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية أنه على الرغم من الصعوبات والتحديات المناخية التي واجهت القطاع الزراعي في إمارة أبوظبي، فإن المسيرة الزراعية في الإمارة استطاعت قهر جميع تلك الصعوبات والتحديات، وتسجيل إنجازات ملموسة، من خلال وضع الخطط والسياسات الطموحة لتحقيق تنمية زراعية مستدامة على المدى البعيد.