وقعت شركة أبوظبي للمشتقات الكيماوية المحدودة «تعزيز»، وشركة «ريلاينس للصناعات المحدودة» (ريلاينس)، اتفاقية الشراكة الرسمية لمشروع «تعزيز إي دي سي آند بي في سي». وتعد «ريلاينس» أكبر مجموعة صناعية متنوعة في الهند وشريكاً استراتيجياً مع كل من شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» و«القابضة» (ADQ)، وهي شركة استثمارية قابضة مقرها أبوظبي، في (تعزيز إي دي سي آند بي في سي)، المشروع المشترك عالمي المستوى لإنتاج المواد الكيميائية ضمن منطقة «تعزيز» للصناعات الكيماوية في الرويس.
وقع الاتفاقية مديرون تنفيذيون من الشركتين ضمن زيارة رسمية قام بها كبار مسؤولي شركة «ريلاينس» للمقر الرئيسي لشركة «أدنوك»، التقى خلالها معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، مع موكيش أمباني، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة «ريلاينس للصناعات المحدودة» (ريلاينس).
وبحث الطرفان خلال الزيارة فرص الشراكة والنمو والتوسع في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج وقطاع الطاقة الجديدة وعمليات الحد من انبعاثات الكربون في جميع مراحل وجوانب سلسلة القيمة للموارد الهيدروكربونية.
كما تبادل معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وموكيش أمباني النسخ المُوقعة من الاتفاقية الإطارية التي تم إبرامها بين أدنوك و«ريلاينس» لبحث فرص التعاون في مجال استكشاف وتطوير وإنتاج الموارد التقليدية وغير التقليدية في أبوظبي، وكذلك عمليات الحد من انبعاثات الكربون، بما في ذلك التقاط ثاني أكسيد الكربون وعزله. كما تم خلال الزيارة استعراض استعدادات دولة الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) في عام 2023.
تعزيز النمو الاقتصادي
وبهذه المناسبة قال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: «تنفيذاً لتوجيهات القيادة بمدّ جسور التعاون وإطلاق مشاريع ومبادرات تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام، يسرنا التوقيع على هذه الاتفاقية، حيث تنظر «أدنوك» إلى شركة «ريلاينس» الهندية باعتبارها أحد شركائها الاستراتيجيين، وتؤكد شراكتنا في مشروع «تعزيز» لإنتاج المواد الكيميائية على الدور المهم للعمل المشترك في مجالي الصناعة والطاقة في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين دولة الإمارات وجمهورية الهند الصديقة، ويوفر هذا المشروع العديد من الفوائد التي تخلق مزيداً من فرص النمو والتطور للقطاع الصناعي في دولة الإمارات، إلى جانب التعاون في عمليات الاستكشاف والتطوير والإنتاج، والحد من انبعاثات الكربون وقطاع الطاقة الجديدة».
ويهدف مشروع (تعزيز إي دي سي آند بي في سي) إلى بناء وتشغيل مصنع عالمي لإنتاج «الكلور القلوي» و«ثاني كلوريد الإيثيلين» و«كلوريد البولي فينيل» باستثمارات تزيد على 7.34 مليار درهم إماراتي (2 مليار دولار أمريكي). وسيتم إنتاج هذه المواد الكيميائية للمرة الأولى في دولة الإمارات مما يوفر مصادر جديدة للإيرادات ويتيح فرصاً لنمو وتطور الصناعات المحلية تسهم في تمكينها من دعم مبادرة «اصنع في الإمارات».
ويحقق مشروع «تعزيز إي دي سي آند بي في سي»، تقدماً مستمراً نحو مرحلة التصميم التفصيلي قبل صدور قرار الاستثمار النهائي (FID) والمتوقع أن يتم اتخاذه في وقت لاحق من هذا العام.
من جانبه قال موكيش أمباني: «نحن سعداء بالتقدم السريع الذي حققه «تعزيز إي دي سي آند بي في سي»، المشروع المشترك بين «تعزيز» و«ريلاينس» خلال فترة زمنية قصيرة، حيث يؤكد هذا المشروع على العلاقات القوية والمتنامية بين جمهورية الهند ودولة الإمارات، ويعد مثالاً يحتذى لتنفيذ المزيد من المشاريع التي تستفيد من نقاط القوة التي يمتلكها البلدان الصديقان. ونحن نتطلع إلى تنفيذ المشروع بوتيرة متسارعة لاتخاذ خطوة إضافية في اتجاه تحسين حياة شعوبنا في المنطقة».
وسيسهم مشروع «تعزيز إي دي سي آند بي في سي» في تعزيز سلاسل الإمداد المحلية في دولة الإمارات، ودعم الاستراتيجية الوطنية لتمكين نمو وتطور القطاع الصناعي ليكون القوة المحركة والدافعة لبناء الاقتصاد المحلي الأفضل والأنشط للخمسين عاماً القادمة.
ومن المتوقع أن يستفيد مجمع «تعزيز» من اتفاقية التجارة الحرة التي تم التوقيع عليها بين دولة الإمارات وجمهورية الهند في فبراير من هذا العام والتي ستتيح المزيد من الفرص الجديدة في مجالات الصناعة والتجارة والتنمية.
كما التقى موكيش أمباني خلال الزيارة مع محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، حيث جرى بحث فرص التعاون المحتمل في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، اللذين يعدان من الأولويات الرئيسة في أجندة دولة الإمارات والهند للحد من الانبعاثات. واستمع أمباني خلال اللقاء لشرحٍ حول خريطة طريق تحقيق الريادة في مجال الهيدروجين لدولة الإمارات وخططها الطموحة للنمو والتوسع في مجال إنتاج الهيدروجين النظيف.
محفظة عالمية للطاقة النظيفة
وكانت دولة الإمارات قد أطلقت في شهر ديسمبر 2021 محفظة عالمية رائدة للطاقة النظيفة من خلال شراكة استراتيجية بين أدنوك وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، ومبادلة للاستثمار «مبادلة» والتي تهدف لدمج محافظها الاستثمارية في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر تحت مظلة «مصدر».
واطلع موكيش أمباني خلال زيارته على التطور المستمر في منطقة «تعزيز» للصناعات الكيماوية في الرويس، والتي ستدعم استراتيجية الدولة لتمكين القطاع الصناعي المحلي، ودفع النمو والتنويع الاقتصادي لعقود قادمة.
وتعتبر المواد الكيميائية من القطاعات التي تحظى بالأولوية ضمن استراتيجية النمو الصناعي لدولة الإمارات التي تقودها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.
وتدخل المواد الكيميائية التي سينتجها المشروع المشترك بين «تعزيز» و«ريلاينس» في مجموعة واسعة من الاستخدامات الصناعية، ما يسهم في تمكين سلاسل الإمداد المحلية في دولة الإمارات، وتلبية الطلب المتزايد في أسواق التصدير الرئيسية، حيث تعمل مادة الكلور القلوي على تمكين إنتاج الصودا الكاوية الضرورية لإنتاج الألمنيوم. ويُستخدم ثاني كلوريد الإيثيلين في إنتاج مادة كلوريد البولي فينيل التي تستخدم في تصنيع مجموعة واسعة من المنتجات الصناعية والاستهلاكية، بما في ذلك الأنابيب وتركيبات النوافذ والكابلات والأغشية الرقيقة والأرضيات.
وسيسهم إنتاج مواد «الكلور القلوي» و«ثاني كلوريد الإيثيلين» و«كلوريد البولي فينيل» في توفير فرص التصدير إلى الأسواق المستهدفة في جنوب شرق آسيا وأفريقيا، بالإضافة إلى تزويد قطاع الصناعة المحلي للمرة الأولى بالمواد الخام الحيوية المصنّعة في دولة الإمارات، ما يعزز القيمة المحلية المضافة.
ومن المتوقع صدور قرار الاستثمار النهائي لمشروع «تعزيز إي دي سي آند بي في سي» في وقت لاحق من هذا العام وذلك بعد استيفاء الموافقات التنظيمية ذات الصلة.