أثبتت أسواق المال الإماراتية قدرتها على أن تكون ملاذاً آمناً من التوترات العالمية، مع وصول أسهم البنوك الكبرى إلى مستويات قياسية.
ويقول الخبراء إن أسواق المال الإماراتية، تألقت خلال الجلسات الأربع الماضية بدعم الأسهم الكبرى خاصة البنوك والطاقة في أبوظبي، مستفيدة من تأثير الارتفاعات الحادة لأسعار النفط العالمية أعلى 100 دولار للبرميل، متجاهلة تراجعات أسواق المال العالمية.
وأكد محللو أسواق المال أن المستثمرين، خاصة الأجانب، أكدوا أن الإمارات ملاذ آمن بفضل ما تتمتع به من نظام قوي ومستقر وعوامل جاذبة وقوانين تجعلها أرضاً خصبة للاستثمارات الأجنبية والمحلية.
وكانت أسهم البنوك الداعم الأقوى لأداء أسواق المال المحلية لتحلق حول مستويات قياسية جديدة في سوق أبوظبي، بالإضافة إلى ارتفاع سوق دبي عند أعلى مستوى في أكثر من 4 سنوات.
ارتفاعات تاريخية
وخلال الجلسات الأربع الماضية ارتفع مؤشر دبي المالي 5.9% عند مستوى 3467.7 نقطة كأعلى مستوى منذ يناير 2021، ليربح 193.3 نقطة.
وجاء أداء سوق دبي في الجلسات الماضية بدعم ارتفاع أسهم البنوك، حيث ارتفع دبي الإسلامي 9.71% وصعد الإمارات دبي الوطني 8.6%، بالإضافة إلى ارتفاع دبي التجاري 1.83%. وحقق سوق دبي المالي خلال الفترة مكاسب سوقية قدرها 18.24 مليار درهم لتصل القيمة السوقية إلى 433.288 مليار درهم.
وارتفع مؤشر أبوظبي فوتسي خلال الأربع جلسات نحو 6.7% عند مستوى 9680 نقطة كأعلى مستوى على الإطلاق بدعم أداء أسهم البنوك خاصة أبوظبي الأول الذي صعد خلال الفترة بنسبة 11.7% عند مستوى 22.6 درهم كأعلى سعر على الإطلاق.
وخلال الفترة صعد كل من أبوظبي الإسلامي وأبوظبي التجاري وبنك رأس الخيمة الوطني بنسبة 16.55% و11.57% و6.38% على الترتيب.
واقتنص الأجانب فرصة للشراء في أسواق المال المحلية بصافي 289.24 مليون درهم في سوق دبي و1.108 مليار درهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية خلال الأربع جلسات الماضية.
التقلبات العالمية
وقال نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في كامكو إنفست، رائد دياب إن مكاسب الأسواق الإماراتية استمرت للجلسة الرابعة على التوالي متجاهلة التقلبات وعمليات البيع التي شهدتها الأسواق العالمية، حيث ارتفع مؤشر سوق أبوظبي 7.1% في فبراير 2022 محققاً نسبة نمو سنوي بلغت 9.8%، فيما بلغت مكاسب سوق دبي في فبراير 4.7%، محققاً نمواً سنوياً بنسبة 5.0%.
وأشار إلى ارتفاع القيمة السوقية لبورصة أبوظبي 8.9% خلال فبراير لتصل إلى 1.7 تريليون درهم، نتيجة إدراج سهم موانئ أبوظبي في البورصة.
وأكد دياب أن المستثمرين وجدوا في الأسواق الإماراتية الملاذ الآمن في الفترة الراهنة لما تتمتع به من مركز عالمي قوي والإدراجات المتوقعة في الفترة المقبلة، إضافة إلى النتائج القوية التي شهدتها الشركات المدرجة عن عام 2021.
ملاذ آمن
من ناحيته، أكد المدير التنفيذي لشركة الأنصاري للخدمات المالية، إياد البريقي، أن أسواق الإمارات أكدت خلال الجلسات الماضية أنها ملاذ آمن وبيئة استثمارية خصبة قادرة على استقطاب مختلف أنواع السيولة والمستثمرين بفضل مقومات بنية الاقتصاد السليمة وباعتبارها في مقدمة دول العالم في مؤشر الأمن والأمان، وهو ما انعكس على أسواقنا بعكس الأسواق العالمية.
وأشار إلى أن انعكاسات ارتفاع أسعار النفط ساهمت في الارتفاعات، ولا سيما في سوق أبوظبي.
ولفت البريقي إلى أنه رغم ما يشهده العالم من أزمات إلا أن الأسواق المحلية استطاعت الاستمرار بالارتفاع، حيث شاهدنا عمليات شراء مكثفة على قطاع البنوك والشركات القيادية في السوق، لافتاً إلى الدور الذي لعبته توزيعات الأرباح في تحسين شهية المستثمرين.
عوامل جذب
من ناحيته، أرجع الرئيس التنفيذي لشركة Seven Capitals، محمد شاهين الارتفاعات الواسعة في أسواق المال الإماراتية خلال الفترة الماضية إلى زيادة الوعي بالفرص المتاحة للمستثمرين في الإمارات.
وأشار شاهين إلى الموقع الاستراتيجي للإمارات وما تقدمه من لوائح شفافة وقوية للاستثمارات الخالية من المتاعب للشركات الرائدة والمستثمرين العالميين.
عدد المستثمرين
بدوره، قال محلل سنشري فاينانشال، أرون ليزلي جون إن مؤشر أبوظبي فوتسي لا يزال يسجل مستويات قياسية أعلى من 9600 نقطة مدعوماً بارتفاع أحجام التداول وزيادة الاستثمار الأجنبي على أسهم أبوظبي، مشيراً إلى ارتفاع عدد المستثمرين الجدد إلى مستويات جديدة.