السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

سكان الإمارات المالكون لقطع NFT ضِعف المتوسط العالمي

سكان الإمارات المالكون لقطع NFT ضِعف المتوسط العالمي

أظهرت نتائج مسح، أجراه موقع FINDER.COM أن نسبة سكان الإمارات الذين يمتلكون قطع NFT تزيد على ضعف المتوسط العالمي، حيث أفاد 23% من المشاركين من الإمارات أنهم يمتلكون قطعة NFT واحدة على الأقل، في الوقت الذي بلغ متوسط الملكية في العالم 11.7%، فيما حلت الإمارات في المرتبة 13 عالمياً من أصل 70 دولة في عدد مرات البحث عن الرموز غير القابلة للاستبدال على محرك البحث غوغل.

وبحلول نهاية عام 2021، وصل سوق الرموز غير القابلة للاستبدال، وهي قطع فنية رقمية فريدة مرتبطة بتقنية blockchain، إلى قيمة 41 مليار دولار، وفقاً لبيانات شركة blockchain Chainalysis، ووفقاً لصحفية الفايننشال تايمز، تقترب قيمة NFTs الآن أكثر فأكثر من سوق الفن التقليدي، حيث أظهرت أحدث البيانات أن مبيعات الفن التقليدي والتحف وصلت إلى 50 مليار دولار في عام 2020، وبالتالي أصبحنا اليوم أمام سوق فني رقمي يوازي في قيمته السوق الفني التقليدي.

وأكد خبراء تقنيون، أن سبب تصدر الإمارات للأرقام فيما يتعلق باقتناء الرموز غير القابلة للاستبدال يعود لعدة أسباب، أبرزها القوة الشرائية العالية للفرد، وتطور البنية التحتية الرقمية، واحتضان الدولة وجذبها للمبدعين والمبتكرين والمصممين ورواد الأعمال، الإعلان عن تشريعات مرتقبة لتنظيم سوق العملات الرقمية والـNFT، وحلم الثراء السريع لدى شريحة واسعة من الشباب العالمين في الدولة، فضلاً عن مبادرات القطاعين العام الخاص فيما يتعلق بتبني هذه التكنولوجيا عن طريق المعارض الفنية الرقمية، أو إصدار عدد من الرموز الرقمية مثل ما قام به بنك دبي التجاري مؤخراً وبريد الإمارات.



الثراء السريع

وقال خبير الشؤون التقنية وأمن المعلومات عاصم جلال، إنه من ناحية الاستثمار في الفن بشكل عام في الإمارات يجب لفت الانتباه إلى أن مركز دبي المالي يضم شركتين من الأكبر على مستوى العالم ينظمان مزادات بشكل مستمر للفنون، وبالتالي عندما نتحدث عن الأرقام والاستثمار في الفن الرقمي يجب بالتالي معرفة حجم الإقبال والإنفاق على الفن في الدولة بشكليه التقليدي والرقمي.

وأضاف أن مستوى الدخل المرتفع في الدولة بالنسبة للأفراد والبنية الرقمية المتطورة مقارنة ببلدان أخرى مجاورة، فبطبيعة الحال سيكون هناك اتجاه من قبل الأفراد للاستثمار بالتكنولوجيا الناشئة مثل الرموز غير القابلة للاستبدال، ولكن يجب لفت الانتباه إلى أن أكثر المستثمرين الأفراد يقومون بذلك بهدف تحقيق حلم الثراء السريع، إذ إن أغلب سكان الدولة هم من الباحثين عن تحقيق دخل سواء بالعمل أو الاستثمار بالأشياء الجديدة بعيداً عن الاستثمار في الأسهم مثلاً والذي يعتبر أكثر تعقيداً ويحتاج إلى رؤوس أموال أكبر وخبرة.



أكثر أماناً

وذكر جلال، أنه من الناحية الأمنية وعملية التزييف في قطاع الفن عموماً، فيبدو أن الاستثمار في الفن الرقمي NFT أكثر أماناً، فلا مجال لأي تزييف أو تقليد أو حدوث عملية سرقة، لأن الأصل الرقمي والمعاملة مسجلة على شبكة البلوك تشين، أي في دفتر الأستاذ الرقمي كما يسمى، وبالتالي كل بلوك داخل هذه الشبكة يعتبر بمالك الأصل ولمن يعود، وتحتاج إلى تزييف وتزوير كل الكتل للقيام بعملية سرقة، أما بالمقابل فكثيراً ما نسمع عن بيع لوحات فنية مزيفة بمئات ملايين الدولارات أو عمليات سرقة تتم لها.

ونوه جلال إلى نقطة ديمقراطية الفن، فعادة ما تكون الأصول الفنية التقليدية محدودة العرض وعالية الثمن جداً، أما اليوم فهناك طريق أخرى للأفراد الأقل حظاً من ناحية الأموال، فالعرض كبير فيما يتعلق بالرموز غير القابلة للاستبدال والأسعار مناسبة للجميع.



بنية تحتية متطورة

بدوره، قال الخبير في مجال العملات الرقمية والتقنية والمؤسس والمدير التنفيذي لتطبيق كونديرا، أن القدرة الشرائية للفرد في الدولة ومستوى البنية التحتية الرقمية المتطورة تسمح لفئة كبيرة من الأفراد في الإمارات على الاستثمار وشراء الرموز غير القابلة للاستبدال، فضلاً عن التشريعات الجديدة التي يدرسها كل من مركز دبي المالي وهيئة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي «ADGM»، لتنظيم وترخيص العملات المشفرة والـNFT، وكذلك الدولة وما تمثله كموطن لريادة الأعمال واستقطاب المواهب والمبدعين سيكون دافعاً لتطور هذا السوق مستقبلاً.

وذكر فريد أنه لا نزال في مرحلة مبكرة للحكم على مستقبل الرموز غير القابلة للاستبدال، ولا سيما أن استخدماها لا يخضع لتشريعات أو قواعد العملات الرقمية إنما لسلوك وتشريعات المستهلك، فالقضية الأساسية المتعلقة بها اليوم مرتبط أكثر بحقوق الملكية الفكرية.

وأفاد بأن الرموز غير القابلة للاستبدال اليوم سواء كأداة مرتبطة بالاستثمار وسعر التداول في السوق، أو من ناحية المصممين حجم الجمهور الذين يمتلكونه وبالتالي تقييم لأسعارها لا يزال يحتاج إلى مزيد من النضوج خلال الفترة القادمة.

وبحسب فريد، يتم حالياً تسعير الـNFT وفق آليتين، الأولى هي السعر الذي يحدده الصمم للأصل الرقمي ثم تطرح في للمزاد، أو أن يحدد السوق وفق آليات العرض والطلب للسعر.



الإمارات قوة رئيسية

وفي هذا الصدد، قالت المديرة الفنية، مسرح الفن الرقمي في دبي، داريا بروديفيتش، لقد اكتسحت قطع NFT الفنية العالم وأصبحت أخبارها مؤخراً أكثر الأخبار رواجاً وانتشاراً، بما في ذلك الإمارات، إذ تسببت هذه التكنولوجيا الرقمية بثورة فنية غيرت من المفاهيم التقليدية للفن وأثّرت على عدد كبير من القطاعات، ولا تزال تنمو بصورة سريعة، ولقد تبنت الإمارات، هذا النمط الجديد لبيع وشراء الأعمال الفنية الرقمية، وبرزت الإمارات كقوة رئيسية فيما يتعلق بقطع الفن غير الملموس.

وأضافت داريا، كشف مسح أجراه موقع finder.com تمّ إجراؤه مؤخراً شمل 28000 مشارك من جميع أنحاء العالم، أن نسبة سكان الإمارات الذين يمتلكون قطع NFT تزيد على ضعف المتوسط العالمي، فمن بين 1004 مشاركين من الإمارات، أفاد 23% بأنهم يمتلكون قطعة NFT واحدة على الأقل، في الوقت الذي بلغ متوسط الملكية في العالم 11.7%.

وعلى المستوى العالمي، احتلّت الإمارات المرتبة الرابعة على القائمة، بينما احتلت الولايات المتحدة المرتبة الثانية، حيث يمتلك 2.8% فقط من الأمريكيين قطع NFT، وكشف الاستبيان أنّ 43% ممن الذين شملهم الاستبيان في الإمارات على معرفة بمفهوم NFT، و11.5% منهم يرغبون بشراء قطع NFT الفنية في وقت ما.

وفي شهر ديسمبر 2021، نشرت «مؤشرات غوغل» (Google Trends) إحصائيات حول عدد المرات التي بحث فيه الأشخاص عن كلمة «NFT» في جميع أنحاء العالم، وكشفت أن الإمارات احتلت المرتبة 13 من بين 70 دولة.

وتابعت داريا، وفي نفس الشهر، أصدرت «مجموعة بريد الإمارات» 4 طوابع NFT احتفالاً بعيد الاتحاد الخمسين للدولة، لتصبح بذلك أول دولة في المنطقة تتبنى هذه التقنية المتقدمة في إصدار الطوابع البريدية، كما يُعد مسرح الفن الرقمي في دبي من أوائل المسارح التي تمزح بين العالم الافتراضي والواقعي، وفيما يتعلق بفنNFT، يوفر المسرح للفنانين الرقميين مساحة مادية لعرض أعمالهم للجمهور لشرائها.

وذكرت داريا، لاقتناء قطعة NFT في دبي أن عليك أولاً شراء عملة مشفّرة ومن ثم إنشاء محفظة رقمية خاصة بك، ويتم تحديد قيمة رموز NFT، مثل غيرها من السلع المتداولة تقليدياً، من قبل السوق، ويمكن تداولها في البورصات ونقلها والاحتفاظ بها في محافظ خاصة.

وأكدت داريا، أن الإمارات في طليعة الدول المهتمة بهذه التكنولوجيا الجديدة، وقد فتحت الأبواب أمامها وشجعتها منذ البداية، حيث تدرك الدولة أنه مع وجود الأشخاص المناسبين والتكنولوجيا المتطورة لمراقبة تطور ونمو هذا الاتجاه، ستصبح NFT ممكنة ومربحة.