عقد الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، لقاء ثنائياً، مع أحمد الخطيب وزير السياحة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وذلك في الجناح السعودي في معرض إكسبو 2020 دبي، حيث بحث الوزيران أطر تطوير علاقات التعاون السياحي بين دولة الإمارات والمملكة وأوجه دعمها وسبل التغلب على التحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي، وناقشا خطوات عملية جديدة لتعزيز التعاون وخلق فرص متنوعة لمجتمعي الأعمال في البلدين في قطاع السياحة وخاصة من خلال التركيز على مبادئ الاستدامة والتطور التكنولوجي الذي يشهده قطاع السياحة اليوم.
شراكة استراتيجية
وأكد الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، أن العلاقات الإماراتية السعودية تقدم نموذجاً فريداً على خريطة العلاقات الدولية اليوم، فهي مبنية على أسس راسخة من الأخوة بين القيادتين والشعبين الشقيقين، مشيراً إلى أن تلك العلاقات الثنائية المتميزة مثلت أحد أنجح أوجه العمل المشترك على الصعيدين الخليجي والعربي ولا تزال هذه العلاقات تشهد تطوراً مستمراً مدفوعاً بعزيمة صادقة لقيادتي البلدين بالمضي قدماً في مسيرة توطيد روابط الأخوة وتأسيس شراكة استراتيجية تشمل كافة ميادين التنمية.
وأشار إلى أن البلدين قطعا خلال السنوات الماضية خطوات كبيرة في توحيد الطاقات وتعزيز التكامل، وفق رؤية واضحة تشمل مظلة واسعة من القطاعات، من أبرزها السياحة التي تمثل أحد المحاور الحيوية للتعاون بين البلدين، موضحاً معاليه أن دولة الإمارات حريصة على مواصلة التعاون مع المملكة العربية السعودية الشقيقة لتنمية الشراكة الثنائية في أنشطة السياحة إلى مستويات جديدة خلال المرحلة المقبلة.
وبيَّن الفلاسي أن البلدين يعملان اليوم بصورة وثيقة ومتكاملة من خلال عضويتهما في المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية بهدف إحداث دفع عجلة التعاون السياحي وإحداث نقلة في التنمية السياحية على المستوى الإقليمي وبما يعود بالفائدة على القطاع السياحي في جميع دول المنطقة. كما أشار معاليه إلى أن خطط التعافي السياحي التي يقودها البلدان اليوم تفتح آفاقاً أوسع للشراكة والنمو خلال المرحلة المقبلة وبما يخدم التبادل السياحي بين السوقين السياحيين الإماراتي والسعودي.
وشدد الفلاسي على أهمية استضافة دولة الإمارات لفعاليات معرض إكسبو 2020 دبي والذي يدشن مرحلة جديدة من النمو المستدام عبر إعادة رسم خريطة الاقتصاد والتجارة والسياحة والشراكات بين الأسواق العالمية لتكون أكثر كفاءة ومرونة واستدامة، وبما يسهم في دعم وتسريع التعافي الاقتصادي في كافة القطاعات، لا سيما قطاع السياحة، حيث مثل إكسبو 2020 دبي رافداً رئيسياً لقطاع السياحة في الدولة بما يقدمه للزوار من تجربة فريدة للاطلاع على ابتكارات العالم وتراثه الثقافي والحضاري والسياحي والعلمي، وهو ما يعكسه النمو الذي حققته أنشطة السياحة بدولة الإمارات منذ انطلاق فعاليات معرض إكسبو.
وأكد الفلاسي في هذا السياق حرص دولة الإمارات - بتوجيهات من قيادتها الرشيدة - على تقديم الدعم الكامل والمعرفة والخبرات لملف المملكة العربية السعودية للفوز باستضافة إكسبو 2030.
معدل نمو عالمي
واطلع وزير السياحة السعودي على الجهود الوطنية المبذلة لتعزيز المنتج السياحي الإماراتي، مشيراً إلى نجاح قطاع السياحة بالدولة في ترسيخ مكانته على خريطة السياحة العالمية، حيث حقق معدلات نمو ونسبة إشغال للمنشآت السياحية والفندقية رائدة عالمياً متفوقاً على 10 وجهات سياحية رئيسية في العالم، مؤكداً على مواصلة الجهود لاستكمال مسيرة النمو في المؤشرات الدولية للسياحة والخدمات الفندقية.
وأجرى الوزيران جولة في جناح المملكة العربية السعودية في إكسبو والذي يعد ثاني أكبر الأجنحة مساحةً في المعرض، حيث يحمل ثلاثة أرقام قياسية في موسوعة غينيس وهي أكبر أرضية ضوئية تفاعلية، وأطول ستارة مائية تفاعلية يبلغ طولها 32 متراً، وأكبر مرآة بشاشة رقمية تفاعلية تزيد مساحتها على 1240 متراً مربعاً، وتم تصميم الجناح على شكل نافذة عملاقة ليقدم للمشاهدين لمحة عن مستقبل المملكة العربية السعودية.
واستضاف الفلاسي نظيره السعودي في جولة على الجناح الوطني لدولة الإمارات في إكسبو 2020 دبي، والذي يعد الجناح الأكبر في المعرض ويحمل شعار «موطن الحلم والإنجاز»، واطلعا على محتويات الجناح وتصاميمه التي تروي قصة دولة الإمارات بوصفها مركزاً عالمياً في قيم الطموح والإنسانية، والأصالة والانفتاح، والتفاؤل والمرونة، ورؤية قيادتها الرشيدة لصنع مجتمع سلمي وتقدمي ذي خطط طموحة للمستقبل.
يذكر أن دولة الإمارات تصدرت قائمة الوجهات السياحية المفضلة لدى السائحين السعوديين عند السفر للخارج بعد فتح السفر إلى الإمارات والانتهاء من فترة إغلاق السفر التي صاحبت الإجراءات الاحترازية لجائحة كوفيد-19، حيث استقبلت دولة الإمارات خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر من العام الماضي 2021 أكثر من 535 ألف نزيل سعودي في فنادقها، والذين قضوا ما يقارب 1.7 مليون ليلة في المنشآت الفندقية للدولة.