حرص صندوق أبوظبي للتنمية وخلال مسيرته الرائدة التي استمرت على مدار نصف قرن على دعم الجهود الدوليّة الهادفة إلى تحقيق التنمية المستدامة في قطاع التعليم، حيث موّل الصندوق 64 مشروعاً تنموياً تخدم قطاع التعليم بقيمة إجمالية بلغت 2 مليار درهم، استفادت منها 15 دولة نامية حول العالم.
وفي التقرير الذي أصدره صندوق أبوظبي للتنمية بمناسبة اليوم الدولي للتعليم الذي يصادف 24 يناير من كل عام، يؤكد الصندوق أهمية دعم قطاع التعليم الذي يعد أحد أهم المرتكزات الأساسية الداعمة لنهضة الشعوب وتقدمها، ودورها الكبير في تنمية قدرات الأفراد وتأهيل أجيال المستقبل لجعل المجتمعات أكثر استقراراً وإنتاجية.
وبهذه المناسبة، قال سعادة محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية: «يُعد التعليم من القطاعات الرئيسية التي يحرص صندوق أبوظبي للتنمية على دعمه نظراً للدور المحوري لهذا القطاع في بناء المجتمعات وتقدمها، وتماشياً مع الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة والمتمثل في ضمان تعزيز وتوفير فرص التعليم الجيّد وتسخير الإمكانيات للجميع، يحرص الصندوق على المساهمة في تقديم الدعم للقطاع التعليمي من خلال تمويل المشاريع النوعيّة بما تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للدول النامية». وفي سبيل حرص صندوق أبوظبي للتنمية على رفد قطاع التعليم محلياً وبالشكل الذي يساهم في تحقيق استراتيجيات الدولة وتوجّهاتها المستقبلية المتعلقة بتنمية هذا القطاع الهام، عمل الصندوق على دعم الشركات الوطنية للحفاظ على نشاطها واستدامة أعمالها في مختلف الظروف، باعتبارها محركاً أساسياً لمسيرة التنمية، حيث موّل الصندوق شركة «بلووم للتعليم» بقيمة ما يقارب 53 مليون درهم، لتكون أولى الشركات المستفيدة من مبادرة دعم الشركات الوطنية بقيمة «مليار درهم» والتي أطلقها الصندوق في عام 2020، وذلك لمساعدتها على تعزيز وضعها المالي وتجاوز التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 وتمكينها من استمرار أعمالها الداعمة للاقتصاد الوطني.
وفيما يلي أبرز المشاريع التي موّلها الصندوق في قطاع التعليم:
- مشروع الإقامات الجامعية لمدينة المحمدية - المغرب..
من المشاريع الاستراتيجية التي موّلها الصندوق بقيمة 26 مليون درهم إماراتي في المغرب، ويهدف إلى توفير حي جامعي مصمم وفق أعلى معايير الجودة العالميّة، ويستوعب المشروع 866 طالباً وطالبة يساهم في تسهيل وصول الطلبة القادمين من المناطق المجاورة لمدينة المحمديّة، وتشجيعهم على استكمال تحصيلهم العلمي من خلال توفير السكن الملائم بالمدينة لجامعة محمد السادس لعلوم الصحة والتابعة لمؤسسة الشيخ خليفة بن زايد بالمغرب.
- برنامج تطوير الجامعات الحكوميّة - الأردن..
من البرامج المهمة التي موّلها الصندوق في الأردن بقيمة 466 مليون درهم، ويشمل 9 جامعات رسمية تتضمن أعمال إنشاء مباني الكليات والمجمعّات، ومحطات توليد طاقة كهربائية وشمسية، ومحطات لتحلية مياه الشرب، وتوفير الأجهزة والمعدات الفنيّة والتكنولوجية الحديثة، بالإضافة إلى تجهيز المختبرات والقاعات التدريسية بما يسهم في تعزيز وبناء قدرات الأفراد وتحسين نوعية وجودة الخدمات التعليمية الداعمة للبيئة الأكاديمية في تلك الجامعات.
- دعم الأبحاث العلميّة في جامعة أوموسوف - روسيا الاتحادية..
قدم الصندوق منحة بقيمة 1.8 مليون درهم لدعم جامعة أوموسوف الشمالية الشرقية الفيدرالية بروسيا الاتحادية، لتعزيز قدرة الجامعة على تطوير أبحاثها المتخصصة في مجال التنوع البيولوجي، من أجل المحافظة على الحيوانات المهددة بالانقراض وإكثارها وإعادة توطينها في مناطق انتشارها.
- دعم البرامج التعليميّة - فلسطين..
بهدف دعم الخطة التنموية لمنظمة الأونروا والهادفة إلى توفير التعليم لأطفال اللاجئين الفلسطينيين، عمل صندوق أبوظبي للتنمية وبالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي على إدارة المنحة المقدمة للمنظمة بقيمة 42 مليون درهم ساهمت في حصول ما يقارب 15 ألف طفل لاجئ في 14 مدرسة في قطاع غزة من استكمال تعليمهم الأساسي ومساعدتهم على اكتساب المعارف والمهارات من خلال توفير المواد التعليمية ضمن بيئة مناسبة تمكّنهم من مواصلة تحصيلهم الأكاديمي.
- دعم القطاع التعليمي - السودان..
في إطار الدعم المقدم من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة للارتقاء بقطاع التعليم في السودان، ساهم صندوق أبوظبي للتنمية بتوفير المستلزمات التعليميّة والتي تشمل مقاعد دراسيّة تغطي احتياجات 400 ألف طالب سوداني، إلى جانب توفير مستلزمات للفصول الدراسية وتهيئة الطلبة للدراسة ضمن بيئة يتوفر فيها كافة الاحتياجات التعليمية الأساسية.
ويشار إلى أن صندوق أبوظبي للتنمية موّل ومنذ تأسيسه في عام 1971 العديد من المشاريع التنموية في 103 دول نامية، ما ساهم بشكل فعّال في ازدهار اقتصادات تلك الدول وتحقيق نهضة مجتمعاتها، حيث بلغ إجمالي قيمة تمويلات واستثمارات الصندوق أكثر من 150 مليار درهم إماراتي، وسيواصل الصندوق مسيرته الرائدة والهادفة إلى تحقيق التنمية المستدامة محلياً وعالمياً.