أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شراكة استراتيجية بين كل من شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة» وشركة مبادلة للاستثمار «مبادلة» وشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» لامتلاك كل من هذه الشركات حصة في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، بهدف تطوير محفظة عالمية رائدة للطاقة النظيفة إضافة إلى تعزيز الجهود في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر سعياً نحو تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وأكد سموه أن دولة الإمارات ماضية في ترسيخ قدراتها ودورها الرائد في قطاع الطاقة وأنها مستمرة في تحويل التحديات إلى فرص وإيجاد حلول عملية ومبتكرة لتأمين مستقبل منخفض الكربون.
شهد مراسم توقيع اتفاقية الشراكة، سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي وعدد من المسؤولين.
وقع الاتفاقية التي جرت في جناح دولة الإمارات في معرض «إكسبو 2020 دبي» كل من الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة أدنوك وخلدون خليفة المبارك العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة مبادلة ومحمد حسن السويدي رئيس مجلس إدارة شركة طاقة.
وتجمع هذه الشراكة ثلاث من أكبر الشركات الوطنية الرائدة في قطاع الطاقة، بطاقة إنتاج حالية وحصرية تبلغ أكثر من 23 غيغاواط من الطاقة المتجددة.
ومن المتوقع أن يصل إجمالي الطاقة الإنتاجية للشركة إلى 50 غيغاواط بحلول عام 2030، مما يعني أن شركة «مصدر» ستصبح واحدة من أكبر شركات الطاقة النظيفة في العالم، ما يضعها في موقع الريادة في هذا القطاع على مستوى العالم.
وبموجب إعلان اليوم، سيتم توحيد جهود الشركات الثلاث بدمج محافظها الاستثمارية في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر تحت مظلة «مصدر»، للاستفادة من المكانة العالمية الرائدة للشركة في مجال الطاقة المتجددة وهويتها المؤسسية المميزة.
طاقة خضراء
وتعد الشراكة الجديدة في «مصدر» امتداداً لمبادرة «ائتلاف أبوظبي للهيدروجين» التي أُطلقت خلال شهر يناير 2021، وضمت تحت مظلتها كلاً من «مبادلة» و«أدنوك» و«ADQ»/الشركة الأم لشركة طاقة/، إضافة لشراكة الطاقة الخضراء الاستراتيجية التي تم تدشينها في 17 نوفمبر بين أدنوك وطاقة ويسهم وجود الشركات الثلاث الشركاء في «مصدر» في تعزيز نمو الشركة وتوسعها.
ومع استعداد دولة الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» في عام 2023، ستسهم هذه الشراكة الاستراتيجية في تعزيز مكانة وجهود دولة الإمارات وأبوظبي لمواكبة التحول في قطاع الطاقة من خلال تعزيز القدرات في مجال الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات.
وسيكون لهذه الشراكة الاستراتيجية دور كبير في خفض الانبعاثات الكربونية محلياً وعالمياً، وتسريع مسيرة دولة الإمارات نحو تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وتعزيز دور الدولة الريادي في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر.
مرحلة جديدة
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة أدنوك: «تماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة بتكاتف الجهود وتعزيز التعاون للاستفادة من فرص الشراكة، يجمع هذا الائتلاف بين 3 من أكبر الشركات في أبوظبي ليتيح لنا مواكبة التحول في قطاع الطاقة بزخم قوي. وتمثل هذه الشراكة، التي تتزامن مع احتفالات الدولة بيوبيلها الذهبي، انطلاق مرحلة جديدة كلياً لأعمال (مصدر) في مجال الطاقة النظيفة العالمي.. وكلنا ثقة بأن هذه الشراكة الاستراتيجية ستخلق فرصاً عديدة للنمو والتطور في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين محلياً ودولياً».
وأضاف: «بعد أن وجهت القيادة الرشيدة بتأسيس (مصدر) قبل 15 سنة، نجحت الشركة في إرساء مكانة متقدمة لنفسها بوصفها مبادرة متعددة الأوجه في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة. وبعد هذه الشراكة الاستراتيجية، ستعزز (مصدر) دورها محلياً وعالمياً، وكلنا ثقة بأنه ومن خلال حصة أدنوك المباشرة في مصدر والتعاون الوثيق مع شركائنا، سنقدم نموذجاً جديداً من خلال مشاريع ومبادرات ذكية ومبتكرة في قطاع الطاقة بما يحقق قيمة إضافية ويدفع عجلة النمو المستدام في دولة الإمارات».
وتعد أدنوك من الشركات الرائدة في سوق الهيدروجين الناشئ ولديها خطط طموحة لتنمية سلاسل قيمة للهيدروجين على المستويين المحلي والعالمي بالاستفادة من قدراتها التجارية وبنيتها التحتية وشبكتها اللوجستية.
دعم النمو
من جانبه، قال خلدون خليفة المبارك العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة مبادلة: «إن اليوم يمثل بداية فصل جديد في مسيرة شركة مصدر؛ شركتنا الرائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة، والتي بادرنا بتأسيسها قبل 15 عاماً وذلك لقناعتنا بقدرة الابتكار على دفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام والمحافظة على المستقبل للأجيال القادمة، وتمثل (مصدر) اليوم مثالاً ناجحاً لصناعات دولة الإمارات، وتعكس الرؤية المستقبلية لقيادتنا الرشيدة».
وأضاف: «التحديات المناخية المتزايدة تفرض علينا مواصلة البحث عن وسائل مبتكرة لإنتاج الطاقة النظيفة، وتأتي هذه الشراكة الاستراتيجية انسجاماً مع نهج مبادلة وسعيها الدائم لتعزيز العمل المشترك، كما تدعم رؤية دولة الإمارات وجهودها كدولة رائدة في مجال التصدي للتغير المناخي. ونحن نتطلع باهتمام للعمل مع شركائنا في (أدنوك) و(طاقة) لدعم نمو شركة (مصدر) ومسيرتها الهادفة إلى إيجاد حلول جديدة للتحديات المناخية».
الهيدروجين الأخضر
وقال محمد حسن السويدي، رئيس مجلس إدارة شركة طاقة.. «تطمح استراتيجية»طاقة«على أن تكون الشركة الرائدة في قطاع الكهرباء و المياه منخفضة الكربون. ولا شك أن الاستحواذ على حصة مسيطرة في مجال الطاقة المتجددة في»مصدر«، والدخول في شراكة مع «أدنوك» و«مبادلة» في مجالي الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، يتيح لنا رفع قدرتنا الإنتاجية من الطاقة النظيفة إلى أكثر من 50 غيغاواط بحلول عام 2030 مما يؤهلنا لأن نصبح من أكبر الشركات في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا وأحد المساهمين العالميين الرائدين في إنتاج الطاقة المتجددة. كما أن القدرات الهائلة لإنتاج الطاقة النظيفة وفرصة الاستفادة من الخبرات المتميزة في هذه الشراكة ستمكننا من احتلال موقع ريادي في قطاع الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم، ونحن نتطلع لأن نكون الشركة الوطنية الرائدة في مجال تطوير حلول الطاقة النظيفة في دولة الإمارات وعلى مستوى العالم».
وتركز الشراكة الجديدة على مجالين رئيسيين هما الطاقة المتجددة و«الهيدروجين الأخضر». وسيستمر معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر في دوره رئيساً لمجلس إدارة «مصدر» ليشرف على استراتيجيتها الجديدة في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
وبموجب الاتفاقية ستتولى «طاقة» الدور القيادي في مشروع مصدر للطاقة المتجددة، حيث ستستحوذ على نسبة 43%، بينما تحتفظ مبادلة بنسبة 33%. وتستحوذ أدنوك على 24%.. أما في مشروع مصدر للهيدروجين الأخضر، فستتولى أدنوك الدور القيادي باستحواذها على نسبة 43% بينما تستحوذ مبادلة على 33% وطاقة 24%. يذكر أن المزيد من التفاصيل وهياكل الحوكمة الخاصة بالشراكة الجديدة تخضع لاستكمال المتطلبات الخاصة بالصفقة، بما في ذلك الحصول على موافقات الجهات التنظيمية والأطراف ذات الصلة.
وكانت مبادلة قد أنشأت «مصدر» في عام 2006 بهدف تعزيز الدور الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع الطاقة العالمي، ودفع عجلة التنويع الاقتصادي للدولة وتعزيز الأجندة المناخية.. فيما تعمل مصدر اليوم في أكثر من 33 دولة عبر ست قارات، وقد طوّرت واستثمرت في مشاريع مختلفة في جميع أنحاء العالم بقيمة تقارب 20 مليار دولار.. فيما ستظل «مدينة مصدر» التي تعد نموذجاً للتنمية الحضرية المستدامة الرائدة في أبوظبي تحت ملكية «مبادلة».