أظهر تقرير بحثي، أن 66% من الهنود المقيمين في دولة الإمارات، يخططون لزيادة استثماراتهم خلال السنوات الثلاث المقبلة في الدولة، وتعتبر العقارات والأسهم والأعمال الخاصة هي القطاعات الأكثر استهدافاً لاستثماراتهم.
جاء ذلك بحسب تقرير «جلوبال إنديان بالس»، الذي نشره بنك «إتش إس بي سي»، والذي يرصد نشاط المستثمرين من المغتربين الهنود حول العالم.
ورصد تقرير «جلوبال إنديان بالس» توجهات الاستثمار للجالية الهندية المقيمة في دولة الإمارات، والتي سجلت معدلاً أعلى بكثير من المتوسط العالمي، حيث يخطط 59% منهم للاستثمار في دولة الإمارات حيث مقر إقامتهم.
ويعد هذا البحث هو الأكثر شمولاً من نوعه في العالم فيما يخص أوضاع ودوافع الأنشطة الاستثمارية الهندية المتزايدة، وكذلك روابطهم الاستثمارية في وطنهم الهند، وفق التقرير.
أهم فئة استثمارية
ويرى 56% من أعضاء الجالية الهندية في دولة الإمارات من الذين شملتهم الدراسة، أن العقارات هي أهم فئة استثمارية في دولة الإمارات.وجاءت الأسهم والأوراق المالية بالمرتبة الثانية، حسبما أفاد 40% من المشاركين بالدراسة.
وتابع التقرير: «يعتبر الاستثمار في الأعمال التجارية في دولة الإمارات أمراً مهماً بشكل خاص لنحو 51% من الهنود الأثرياء غير المقيمين، ما يسلط الضوء على عمق العلاقات التي تربط العديد من المغتربين الهنود الأثرياء بالدولة».
ووفق بيانات التقرير، فإن 87% من الهنود يستثمرون بالفعل في دولة الإمارات، وفي الهند بنسبة 93%.
أكبر تجمع للجالية الهندية
وقال الرئيس التنفيذي لبنك «إتش إس بي سي» الشرق الأوسط في دولة الإمارات ورئيس إدارة الأعمال الدولية عبدالفتاح شرف: «يبلغ تعداد الجالية الهندية في دولة الإمارات قرابة 3.5 مليون نسمة، وهم يمثلون أكبر تجمع للجالية الهندية في الخارج».وأضاف شرف أن نتائج الدراسة لا تعكس العلاقات العميقة التي تربط الهنود المغتربين بوطنهم الهند وحسب، بل أيضاً ارتباطهم الوثيق بدولة الإمارات.
وأفاد شرف: «تعد الهند بالفعل ثاني أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات، وبذلك فإن طموحات رواد الأعمال والشركات الهندية والأفراد ذوي الدخل المرتفع، تواكب بشكل وثيق الازدهار والنمو المستمرين في كلا الاقتصادين الهندي والإماراتي».
مستقبل الاستدامة
أوردت الدراسة أن الاستدامة تلعب دوراً رئيسياً في اتخاذ قرارات المستثمرين الهنود، وذلك بحسب ما أعرب عنه 78% من الهنود المقيمين في دولة الإمارات من المشاركين في الدراسة الذين اعتبروا أن المبادرات البيئية والاجتماعية جزءٌ أساسي من عملية اتخاذ القرار عند الاستثمار في دولة الإمارات.وأعرب 91% من الوافدين الهنود الأثرياء، كذلك 80% من الفئة التي تبلغ أعمارهم أكثر من 30 سنة، عن نيتهم زيادة استثماراتهم في دولة الإمارات والهند خلال السنوات الثلاث المقبلة.
رغبة المستثمرين
وقال شرف: «من المشجع أن نرى هذا التناغم بين رغبة أثرياء الجالية الهندية للاستثمار في دولة الإمارات، وخطط التحول والاستدامة التي تخطط لها الدولة، وقد تم الإعلان مؤخراً عن تأكيد استضافة دولة الإمارات لقمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28) في عام 2023».وحسب التقرير، يدعم المغتربون الهنود قطاعي التقنيات والسياحة، باعتبارهما من القطاعات التي يُتوقع لها أن تحقق أداءً قوياً في دولة الإمارات على مدار العقد المقبل.
ورصد التقرير أن الوافدين الهنود في دولة الإمارات يتمتعون بوضع جيد، فمعظمهم سعداء حسبما ذكر (84%)، وآمنون (88%) وآمنون مالياً (72%).
وتوقع التقرير أن يخطط المغتربون الهنود لزيادة استثماراتهم في دولة الإمارات، مدفوعين بطموحاتهم لتحقيق المزيد من مكاسب مالية، ولكن الدافع الأكبر لدى أكثر من ثلثهم، هو الرغبة في تعزيز التغيير الإيجابي في دولة الإمارات، وهذا دليل على التزامهم تجاه الدولة التي يقيمون فيها.