أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» و«القابضة» (ADQ)، اليوم، عن اتفاقيتي شراكة تنضم بموجبهما شركتي «جي إس إنرجي» الكورية و«ميتسوي وشركاه المحدودة» (ميتسوي) اليابانية كشريكين إلى جانب «فرتيجلوب» في المشروع المشترك لإنتاج الأمونيا الزرقاء منخفضة الكربون ضمن منظومة «تعزيز» الصناعية المتكاملة بالرويس.
ومن المتوقع أن تسهم هذه الشراكة في ترسيخ ريادة دولة الإمارات في مجال الوقود منخفض الكربون والاستفادة من الطلب العالمي الناشئ على الأمونيا الزرقاء كوقود حامل للهيدروجين النظيف.
وتعكس هذه الشراكة الاستراتيجية اهتمام المستثمرين الدوليين المتزايد بالاستثمار في المشاريع والفرص التي تتيحها منظومة «تعزيز» الصناعية وتستفيد من النجاح الذي حققته أدنوك و«فرتيجلوب» مؤخراً في بيع شحنات تجريبية من الأمونيا الزرقاء منخفضة الكربون لعملاء في اليابان وكوريا. ويخضع استكمال الاتفاقيتين لاستيفاء موافقات جميع الهيئات التنظيمية والشركة المعنية.
الإمارات مركزاً عالمياً لإنتاج الوقود منخفض الكربون
وبهذه المناسبة، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها: «تماشياً مع خارطة طريق تحقيق الريادة في مجال الهيدروجين التي أعلنت عنها دولة الإمارات مؤخراً، تعكس شراكتنا الاستراتيجية مع (جي إس إنرجي) و(ميتسوي) اللتين تعدان من أكبر شركات الطاقة العالمية في آسيا، التزام أدنوك بزيادة إنتاجها من الهيدروجين والأمونيا منخفضة الكربون وجهودنا المستمرة لترسيخ مكانة الدولة مركزاً عالمياً رائداً لإنتاج الوقود منخفض الكربون. وفيما يسعى العالم لمواكبة التحول في قطاع الطاقة، نتطلع للتعاون الوثيق مع شركائنا الجدد لتطوير أسواق جديدة للهيدروجين وتوسيع نطاق استخدامات الأمونيا منخفضة الكربون لتلبية احتياجات أسواق التصدير العالمية وقطاعي الطاقة والصناعة في كوريا واليابان».
وأضاف: «بفضل دعم القيادة الرشيدة وحرصها على تعزيز أواصر التعاون مع الدول الصديقة في المجالات كافة، ترتبط دولة الإمارات بعلاقات وثيقة مع كل من جمهورية كوريا واليابان تستند إلى عشرات السنين من الشراكة التجارية الراسخة. وستوفر اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية التي أبرمناها اليوم فرصاً لتعزيز التعاون خصوصاً في اقتصاد الهيدروجين الذي يشهد نمواً متسارعاً، وتسهم كذلك في ترسيخ مكانة دولة الإمارات في مجال الوقود منخفض الكربون وتتيح لها الاستفادة من الفرص الاقتصادية المتنامية في هذا المجال».
وتعد «ميتسوي وشركاه» اليابانية أحد اللاعبين العالميين الأساسيين في مشاريع الطاقة والموارد الطبيعية، فيما تعد «جي إس إنرجي» التي تتخذ من كوريا الجنوبية مقراً لها شركة رائدة في مجال حلول الطاقة.
توجهات عالمية
وقال كينيشي هوري رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «ميتسوي وشركاه»: «نتطلع إلى العمل مع أدنوك وشركاء المشروع (تعزيز) و(فيرتيجلوب) و(جي إس إنرجي) لتطوير أول مشروع عالمي المستوى لإنتاج الأمونيا منخفضة الكربون في دولة الإمارات. نحن في (ميتسوي) نمتلك علاقات وثيقة من الشراكة والتعاون مع أدنوك، حيث بدأت شراكتنا من خلال (أدنوك للغاز الطبيعي المسال) في عام 1973 وهي في تطور مستمر من ذلك الحين، لذا نحن سعداء بهذا التعاون من خلال هذه الفرصة التجارية الجديدة التي تأتي متماشية مع التوجهات العالمية في مجال العمل المناخي. وبما أن حلول الطاقة تمثل أحد المجالات الاستراتيجية التي نركز عليها في (ميتسوي)، فنحن سنواصل العمل للمساهمة في خلق مستقبل مستدام مع التركيز على حماية البيئة».تحقيق الحياد المناخي
من جانبه، قال يونغسو هوه، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة «جي إس إنرجي»: "ترتبط (جي إس إنرجي) بتاريخ طويل من الشراكة الاستراتيجية مع أدنوك والتي تشمل العديد من المجالات في قطاع الطاقة. وتمثل اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي أبرمناها اليوم للمشاركة في مشروع الأمونيا الزرقاء على مستوى عالمي في دولة الإمارات خطوة مهمة ترسخ علاقات الشراكة والتعاون طويلة الأمد وتسهم في تحقيق هدفنا المشترك والمتمثل في تحقيق الحياد المناخي".
وبالإضافة إلى الانضمام إلى المشروع كشريكين مساهمين، فقد التزمت «جي إس إنرجي» الكورية و«ميتسوي وشركاه» اليابانية بشراء شحنات من الأمونيا الزرقاء منخفضة الكربون لتلبية الطلب المتزايد في قطاعي الطاقة والصناعة في اليابان وكوريا.
ويأتي إبرام اتفاقيتي الشراكة الاستراتيجية في أعقاب توقيع أدنوك و«فرتيجلوب» مؤخراً على اتفاقية إطارية لتطوير إنتاج الأمونيا الزرقاء منخفضة الكربون في منظومة «تعزيز» الصناعية المتكاملة في الرويس. ويخضع استكمالهما لاستيفاء الموافقات التنظيمية ذات الصلة.
ويتم تصنيع الأمونيا الزرقاء منخفضة الكربون من النيتروجين والهيدروجين النظيف الناتج من الغاز الطبيعي، حيث يتم تحويل المواد الهيدروكربونية إلى هيدروجين ثم إلى أمونيا زرقاء، مع احتجاز انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المصاحبة لهذه العملية.
ويمكن استخدام الأمونيا الزرقاء كوقود منخفض الكربون في مجموعة واسعة من العمليات الصناعية، بما في ذلك النقل وتوليد الكهرباء والصناعات مثل إنتاج الصلب والإسمنت والأسمدة.