أظهرت قراءة مؤشر مديري المشتريات لإمارة دبي الصادر عن مؤسسة «أي إتش إس» ماركت للأبحاث العالمية، أن اقتصاد دبي غير النفطي، خلال أكتوبر الماضي، يشير إلى أقوى تحسن في الأوضاع الاقتصادية منذ عامين، بتحفيز من انتعاش في أوامر الشراء الجديدة ونشاط سياحي متزايد بفعل الحدث العالمي «إكسبو 2020 دبي».
وقالت المؤسسة في تقرير، اليوم الثلاثاء، إن التحسن القوي يأتي بعد انخفاض طفيف في شهر سبتمبر، حيث عادت الأعمال الجديدة إلى الارتفاع في بداية الربع الرابع.
وحسب التقرير، كان معدل النمو حاداً ويعد الأسرع منذ شهر أكتوبر 2019، وكان تعافي النشاط السياحي مع استئناف الرحلات الجوية عاملاً رئيسياً وراء هذا الارتفاع، لا سيما في مع بداية معرض إكسبو2020 .
وأشار التقرير إلى انتعاش حاد في الطلبات الجديدة وزيادة النشاط السياحي التزامن مع تخفيف قيود السفر، كما بدأت سلاسل التوريد أيضاً في التحسن.
وشهد الإنتاج نمواً بأسرع معدل في أكثر من عامين، في الوقت ذاته، أدى الارتفاع في الطلب إلى أقوى توقعات للنشاط المستقبلي منذ شهر مارس 2020.
وتشمل الدراسة اقتصاد القطاع الخاص غير المنتج للنفط في دبي، مع بيانات قطاعية إضافية منشورة بخصوص قطاعات السياحة والسفر، والجملة والتجزئة، والإنشاءات.
وارتفعت قراءة مؤشر مدراء المشتريات الخاص بدبي إلى النقطة 54.5 في أكتوبر الماضي، من 51.5 نقطة في سبتمبر السابق له.
زيادة طلبات العملاء
وأفادت الشركات، بزيادة في طلبات العملاء في الداخل والخارج على حد سواء، على الرغم من أن ارتفاع مبيعات التصدير كان الأقل قوة في 3 أشهر.
وتوسع النشاط التجاري بشكل حاد خلال شهر أكتوبر استجابة للارتفاع الحاد في الطلب، كان الارتفاع في الإنتاج هو الأقوى منذ شهر يوليو 2019.
وأشار التقرير إلى تسارع النمو في كل من قطاعات الإنشاءات والسفر والسياحة وتجارة الجملة والتجزئة، حيث شهد الأخير أكبر انتعاش منذ شهر سبتمبر.
وواصلت شركات الإنشاءات التعافي بأقوى سرعة بشكل عام، على الرغم من ارتفاعه في شهر أكتوبر، إلا أن معدل خلق الوظائف في القطاع الخاص غير المنتج للنفط كان هامشياً.
وارتبط تعيين الموظفين جزئياً بارتفاع الأعمال المتراكمة، والتي كانت قوية على الرغم من تراجعها بشكل طفيف عن الشهر السابق.
وتابع التقرير: «لم يتغير مخزون مستلزمات الإنتاج بشكل عام في بداية الربع الرابع».
وعلقت الشركات على الثقة المتزايدة في أن سلاسل التوريد سوف تتحسن بعد التعطل الناتج عن تدابير كوفيد- 19، وهو ما أشار إليه الانخفاض الأول في مواعيد التسليم الإجمالية منذ شهر يناير.
ثقة الشركات
ووفق التقرير، تحسنت ثقة الشركات فيما يتعلق بالإنتاج المستقبلي بشكل حاد في شهر أكتوبر، حيث أعطى الانتعاش القوي في المبيعات للشركات الأمل في أن الاقتصاد سوف يتعافى بسرعة من الوباء.وكانت التوقعات الإجمالية في أعلى مستوياتها منذ شهر مارس 2020، على الرغم من أنها ظلت ضعيفة مقارنة باتجاهات ما قبل كوفيد.
بداية قوية
في إطار تعليقه على نتائج الدراسة الأخيرة، قال الباحث الاقتصادي في مجموعة «أي إتش إس» ماركت ديفد أوين: «شهدت دبي بداية قوية للربع الرابع من العام، حيث أشارت بيانات مؤشر مدراء المشتريات إلى أسرع ارتفاع في الطلبات الجديدة في عامين، حيث أدى معرض إكسبو 2020 إلى زيادة طلب العملاء وأعداد السائحين».
وأضاف أوين أن الزيادة الأولية في المبيعات ساهمت في توسع النشاط بشكل حاد، ما يشير إلى أن الاقتصاد في طريقه للتعافي من الوباء.
وتابع أوين: «أشارت عدد من الشركات إلى خلق فرص عمل جديدة، ولكن مع انتعاش السياحة وتزايد الضغوط على القدرات الاستيعابية، من المرجح أن يتحسن ذلك في الأشهر المقبلة».