السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

الإمارات.. تاريخ حافل بحشد الجهود العالمية في مواجهة تغير المناخ

الإمارات.. تاريخ حافل بحشد الجهود العالمية في مواجهة تغير المناخ

أرشيفية

نجحت دولة الإمارات خلال السنوات الماضية في التحول إلى مركز عالمي لحشد الجهود والطاقات من أجل مواجهة تحدي تغير المناخ وطرح الحلول والمبادرات التي تسهم في تسريع جهود حماية البيئة والتنوع البيولوجي.

وتشارك الإمارات في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP26» الذي تستضيفه مدينة غلاسكو الاسكتلندية وفي رصيدها سجل حافل من النجاحات في استضافة وتنظيم أكبر المؤتمرات واللقاءات العالمية لخلق حراك عالمي تكاملي للتصدي لأبرز تحديات تغير المناخ الحالية والمستقبلية.

ويعكس التأييد والدعم الدولي المتنامي لطلب الإمارات باستضافة الدورة الثامنة والعشرين من المؤتمر «COP 28» في أبوظبي عام 2023، حجم الثقة الكبيرة بالإمارات وقدرتها على تنظيم نسخة متميزة ومثمرة من المؤتمر استناداً إلى نجاحاتها السابقة وخبراتها المتراكمة في تنظيم فعاليات وأحداث مشابهة.

وتستضيف الإمارات بشكل سنوي فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، ومنتدى المناخ في القمة العالمية للحكومات، والقمة العالمية للاقتصاد الأخضر، والمعرض السنوي لتكنولوجيا المياه والبيئة والطاقة «ويتيكس».. إضافة لاستضافتها المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا».

يعد أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تنظمه الإمارات سنوياً أحد أكبر التجمعات المعنية بالاستدامة في العالم، حيث تسهم مخرجات القمم والمؤتمرات والفعاليات التي تقام تحت مظلته، في تحفيز الجهود لتسريع وتيرة التنمية المستدامة.

ويحظى أسبوع أبوظبي للاستدامة بمشاركة عالمية واسعة، حيث استقطب في نسخته الأخيرة عام 2021 ما يزيد على 37 ألف مشارك من أكثر من 175 دولة، كما حظيت فعالياته الافتراضية بأكثر من 3.5 مليون مشاهدة.

ويجمع «منتدى التغير المناخي»، الذي ينعقد ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات التي تستضيفها الإمارات سنوياً، نخبة من صانعي القرار ومسؤولي المنظمات الدولية المتخصصة، والخبراء لتسليط الضوء على قضية التغير المناخي.

ويسعى المنتدى عبر مناقشاته والتوصيات الصادرة عنه إلى دعم الجهود العالمية الرامية للحفاظ على البيئة، وأخذ التغير المناخي الذي يشهده العالم إلى منعطف إيجابي لتفادي التداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن الاستمرار في الممارسات الخاطئة نفسها التي يشهدها العالم، بما تجلبه من نتائج خطيرة، مثل الانحباس الحراري، والتصحر، والتلوث البيئي، وغيرها من التحديات الجسيمة التي قد تهدد الأجيال الحالية ومستقبل الأجيال القادمة.

وتستضيف الإمارات سنوياً القمة العالمية للاقتصاد الأخضر التي تنظمها هيئة كهرباء ومياه دبي والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، بالشراكة مع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، والتي باتت منصة مهمة تهدف إلى تعزيز الشراكات وتبادل الخبرات بين أبرز صانعي القرار ودعم التعاون بين المؤسسات والمنظمات الإقليمية والعالمية من القطاعين العام والخاص، بما يشجع على التحول للاقتصاد الأخضر.

وتحت شعار «حشد الجهود لمستقبل مستدام»، عقدت الدورة السابعة من القمة يومي 6 و7 أكتوبر الماضي بمشاركة نخبة من المتحدثين من القادة ورؤساء الحكومات والوزراء وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم، حيث ضمت قائمة المتحدثين فرانسوا هولاند الرئيس الفرنسي السابق؛ وماري روبنسون المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ سابقاً والرئيسة السابقة لأيرلندا؛ وفريدريك رينفيلت رئيس الوزراء السويدي السابق؛ وبان كي مون رئيس مجلس المعهد العالمي للنمو الأخضر والأمين العام السابق للأمم المتحدة.

ومنذ إطلاقها عام 2014، حققت القمة تطوراً وإنجازات مهمة من خلال تبني سياسات وخطط ومبادرات لتعزيز التعاون الدولي بين المشاركين من قادة الأعمال والخبراء العالميين من القطاعين العام والخاص، ويصدر عن القمة في ختام كل دورة «إعلان دبي» الذي يتضمن توصيات المشاركين ومخرجات القمة، وأهم محطات القمة وفعالياتها.

بدوره رسخ معرض تكنولوجيا المياه والبيئة والطاقة «ويتيكس» مكانته كأكبر وأهم المعارض المتخصصة في المنطقة في قطاعات المياه والطاقة والبيئة، وبات حدثاً رئيسياً على أجندة الفعاليات العالمية ومنصة مهمة تجمع العارضين والزوار مع الخبراء والمختصين وصانعي القرار والمستثمرين في هذه القطاعات الحيوية للاستفادة من الفرص الاستثمارية الهائلة التي يوفرها، فضلاً عن الالتقاء بالمختصين والخبراء وصناع القرار والمهتمين من جميع أنحاء العالم.

واستضافت الإمارات في مارس الماضي أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي جاء ضمن سلسلة من الاجتماعات عالية المستوى التي تنظمها الأمانة العامة للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ على مستوى الأقاليم الدولية.

وشكل الأسبوع منصة استثنائية لمتابعة مسار التعافي الأخضر ومناقشة السبل المُثلى لتطوير اقتصادات منخفضة الكربون والحد من ظاهرة التغير المناخي.

وتعد استضافة الدولة للمقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا» أحد أبرز التحولات التي ساهمت في تعزيز مكانة الدولة في هذا الملف، وعملت الإمارات على دعم توجهات المنظمة ومشاريعها عالمياً عبر شراكة بين «آيرينا» و«صندوق أبوظبي للتنمية»، وشركة مصدر، حيث يتم تنفيذ العديد من المشاريع في الدول الجزرية للبحر الكاريبي، ودول الجزر في المحيط الهادئ.