تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله».. تترأس دولة الإمارات الأسبوع المقبل الاجتماع السنوي السادس لمجلس محافظي البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية «AIIB» والذي ستقام فعالياته افتراضياً من خلال تقنية الاتصال المرئي بمشاركة 103 دول من أعضاء البنك والشركاء الاستراتيجيين.
وتحت شعار «نستثمر اليوم، لمستقبل مشرق»، يأتي ترؤس دولة الإمارات لهذا الحدث العالمي خلال الفترة الممتدة بين 26 و28 أكتوبر الحالي كأول استضافة في منطقة الشرق الأوسط، علماً أنّ دولة الإمارات هي أحد الأعضاء المؤسسين للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.
ويركز اجتماع هذه السنة، الذي سيرأسه الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدّمة، محافظ دولة الإمارات لدى البنك، ورئيس مجلس المحافظين.. على موضوعات تتمحور حول إنشاء بنية تحتية للمستقبل، بما فيها ترابط البنى التحتية عبر الحدود البينية، والتمويل الأخضر، ودور البنوك العالمية متعددة الأطراف من المساهمة في دعم المشاريع القائمة على المبادئ البيئية والاجتماعية والحوكمة، والبنى التحتية المرنة لقطاع الرعاية الصحّية، والمساواة بين الجنسين في قطاع البنية التحتية لعالم ما بعد كوفيد.
وقال الدكتور سلطان الجابر.. «تماشياً مع نهج القيادة الرشيدة بتعزيز الاستثمار في البنية التحتية، تترأس دولة الإمارات الاجتماع السنوي السادس لمجلس محافظي البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية لدعم نمو قطاعات الصناعة والتجارة والاقتصاد. ومن خلال هذا الحدث، تؤكد دولة الإمارات مجدداً على مكانتها الرائدة عالمياً في تمكين جهود تطوير بنية تحتية تتمتّع بالمرونة وتعزّز التنمية المستدامة».
وأضاف «هناك تناغم واضح بين أولويات البنك والخطط الاستراتيجية لدولة الإمارات، بما في ذلك مبادئ الخمسين والمبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050. وتتميّز الإمارات بامتلاك الخبرة والمعرفة اللازمة للعمل مع البنك على تحفيز الاستثمار في البنية التحتية في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، وذلك بالنظر إلى مكانتها وسمعتها كمستثمر موثوق به ومسؤول يحفّز إنشاء شراكات عالمية عالية الجودة».
وقال: «اجتماع هذا العام يأتي في لحظة تاريخية، حيث يتزامن مع استضافة إكسبو 2020 دبي ومع تزايد الاهتمام العالمي بالعمل المناخي الجاد. ونتطلع قدماً إلى رئاسة الاجتماع السنوي لمحافظي البنك، الذي أثق أنه سيسفر عن مناقشات مثمرة لتسريع نمو الاقتصاد المستدام وتطوير البنية التحتية».
وعلى هامش فعاليات الاجتماع السنوي للبنك تنظم دولة الإمارات ندوتين، وسوف تعقد الندوة الأولى تحت عنوان «كيف يمكن للتمويل المبتكر ردم فجوة الإنفاق على البنى التحتية في الشرق الأوسط»، وذلك صباح الأربعاء الموافق 27 أكتوبر في مقر سوق أبوظبي العالمي بجزيرة المارية، بينما تعقد الندوة الثانية تحت عنوان «كيف تدعم دولة الإمارات البنى التحتية التي تتميّز بالمرونة المناخيّة في الشرق الأوسط»، وذلك صباح الخميس الموافق 28 أكتوبر في مقرّ الوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة «آيرينا» في مدينة مصدر. كما يتاح حضور كل منهما افتراضياً بعد التسجيل على موقع البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية www.AIIB.org.
يذكر أنّه بحلول العام 2030 سيحتاج العالم أكثر من 50 تريليون دولار أمريكي لإنشاء وتطوير بنى تحتية موثوقة، حيث يتطلّب تحقيق هذا الهدف تشجيع حركة رؤوس الأموال لدعم تطوير البنى التحتية. وكي تتمكّن الحكومات من سد فجوة الإنفاق على البنى التحتية عالمياً، عليها دعم الأصول التي تستقطب الاستثمارات الخاصة، كما يتوجّب على البنوك العالمية متعددة الأطراف الاستفادة من الأدوات التمويلية، في حين يتوجّب على القطاع الخاص دعم المشاريع القائمة على المبادئ البيئية والاجتماعية والحوكمة.
وفي إطار رؤيتها المتمثلة في وثيقة «مبادئ الخمسين»، تضع دولة الإمارات العربية المتحدة الجهود المناخية على رأس خططها للتنمية المستدامة، كما تدعم استثماراتها المحلية والعالمية الجهود البيئية والاقتصادية وتتميّز بالاندماج المالي والاجتماعي.
وكان البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية أعلن في عام 2020 عن هدفه الاستراتيجي المتمثل في تخصيص 50% لتمويل المشاريع المناخية من إجمالي تمويلاته حتى عام 2025. ونظراً لكونها أحد الأعضاء المؤسسين للبنك، تحرص دولة الإمارات على دعم هذا التوجّه والبحث عن أساليب وتقنيات مبتكرة لتحقيق التنمية المستدامة.