الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

"المعارض" تعاود النمو وتشكل منصة لدعم رواد الأعمال

"المعارض" تعاود النمو وتشكل منصة لدعم رواد الأعمال
تشكل المعارض التي تنظمها الجهات الاقتصادية والمتخصصة في تنظيم الفعاليات الاستثمارية داخل الدولة، فرصة لنمو أعمال رواد الأعمال في كافة القطاعات والمجالات، وتفتح أمامهم أبواب إثبات الذات والانطلاق نحو العالمية، من خلال التعرف على عارضين من مختلف أنحاء العالم وإبرام شراكات معهم.

وتحقق الفعاليات الاستثمارية المنظمة 6 أهداف وطنية ودولية تتمثل في: تعريف المستثمرين الدوليين بإمكانيات دولة الإمارات الاقتصادية المتميزة وتوفير الخدمات الأساسية التنافسية، واستقطاب المستثمرين الدوليين الذين يشكلون ما نسبته 70% من المشاركين، ورفع حجم المبيعات للشركات المشاركة، ودعم رواد الأعمال المحليين في أولى خطواتهم الاستثمارية، والترويج للقطاع السياحي المحلي دولياً، وتنشيط الحركة التجارية في الأسواق المحلية.

وأكد خبراء ورواد أعمال أن عودة تنظيم المعارض والفعاليات الاقتصادية في مراكز إكسبو ومركز دبي التجاري العالمي، من أهم الفرص أمام نمو أعمال المشاريع الصغيرة والمتوسطة الجديدة، وخوضها التنافسية التجارية على مستوى الأسواق المحلية والدولية.


وأدرج مركز دبي العالمي على موقعة الإلكتروني نحو 97 فعالية متنوعة خلال عام 2021، بنسبة نمو تبلغ 121%، مقارنة مع 43 فعالية خلال العام الماضي 2020، إذ استهل بداية العام في تنظيم 4 فعاليات في شهر يناير، لترتفع تدريجياً حتى تصل إلى 16 فعالية خلال شهر نوفمبر المقبل، أبرزها في الفعاليات التجارية مثل معرض جلفود للتصنيع، وسيفكس، ويامكس، والتجاري الدولي للزهور والنباتات، والدولي للخضار والفواكه، وديكوبيلد، والدولي لمستلزمات وحلول التعليم، والتعليم والتدريب والتوظيف وغيرها.


ويضطلع قطاع المعارض في ابوظبي بدور رئيسي في دعم وتيرة نمو اقتصاد الامارة، سواء بالعوائد المباشرة، حيث حقق القطاع اسهاماً في الناتج المحلي لأبوظبي بحوالي 37 مليار درهم منذ اطلاق ابوظبي للمعارض "ادنيك" في 2005 حتى نهاية 2019 وقبيل الإغلاق الإحترازي لكورونا، الى جانب دوره كأداة رئيسية بتعزيز نشاط الأعمال، ولاسيما المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

ووفق لائحة شركة أبوظبي للمعارض فإن الربع الأخير من العام الجاري 2021 سيشهد تنظيم 8 معارض دولية كبرى يستعيد بها قطاع المعارض والمؤتمرات نشاطه، فيما ستدعم نوعية تلك لمعارض فرص رواد الاعمال أصحاب الصغيرة والمتوسطة للمشاركة لأغراض تجارية أو للتعريف بأنشطة الشركة لإكتساب العقود وابرام الصفقات التجارية او ابرام الشراكات التي تسهم بشكل مباشر في نمو الشركات الصغيرة ونقلها إلى مرحلة من التوسع.

بدوره، أدرج مركز إكسبو الشارقة نحو 22 فعالية متنوعة على موقعه، ينظمها خلال العام الجاري، أبرزها تمثل في المهرجان الدولي للتصوير، ومعرض الإلكترونيات على فترتين، وعروس الإمارات، وجواهر الإمارات، والذيد للرطب، والشرق الأوسط للاستثمار العقاري، والشرق الأوسط للساعات والمجوهرات، والمعرض الدولي للبنوك والاستثمار، ومعرض المتسوق الكبير، والأثاث 360، والتصفية الشتوية، وترندز للعلامات التجارية بأسعار معقولة، وغيرها من العروض التجارية الموسمية.

أثر مباشر وغير مباشر

وأوضح مدير مؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية «روّاد»، حمد علي عبدالله المحمود، أن المعارض والفعاليات الاقتصادية التي تنظمها الجهات المعنية، وتجمع المشاركين من مستثمرين في مكان واحد، لها أثر مباشر وغير مباشر على رواد الأعمال، من حيث دعم مشاريعهم المشاركة في تنمية حجم المبيعات، كونها تعد منافذ بيع مؤقتة، أو عقد صفقات وعقود تجارية جديدة مع شركات أخرى مشاركة أو زائرة، وتعريف العملاء بمجالها أو منتجاتها، وهي وسيلة فعالة للترويج، فضلاً عن تعزيز المعرفة لديهم في طبيعة تنافسية السوق.

وأكد أن هذه الفعاليات مهمة لرواد الأعمال الجدد وللزائرين أيضاً، من حيث منحهم الفرصة لتنمية أفكارهم حول تطورات المجال الذي يستثمرون به، أو استحداث أفكار لدى الراغبين في ريادة الأعمال من خلال تحفيزهم على دخول سوق العمل.

ويرى المحمود أن استئناف تنظيم هذه الفعاليات الاقتصادية، بعد ما شهدته من تداعيات جائحة كورونا، سيسهم في نمو الأعمال الاستثمارية لدى المستثمرين المحليين والدوليين ورواد الأعمال الجدد، وسيعزز مسيرة التنمية الاقتصادية، كما ستدعم ريادة الأعمال بشكل كبير في ظل التغير الجذري في نمطية الأنشطة التجارية والخدماتية التي تنسجم مع التطور التقني والتكنولوجي.

وقال عضو جمعية رواد الأعمال الاماراتيين ومؤسس مجموعة القادة، الدكتور جمال السعيدي، إن أهم الفوائد التي يجنيها رواد الأعمال هى نقل الخبرات والأفكار المتطورة للمشاريع وانشطة الأعمال، من حيث استضافة الشركات الناشئة الناجحة في المجالات المستحدثة، وأضاف أن المعارض توفر الفرص للحصول على العقود المحلية او الحصول على عقود من الشركات الخارجية المشاركة في المعارض المحلية، إضافة لفرص التوسع نحو الأسواق الخارجية من خلال الشراكات او فتح مكاتب ووحدات خارجية لتعزيز التواجد بتلك الأسواق.

من جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة Airdynamics المختصة في انشطة الطيران احمد سالم الحميري بأن صناعة المعارض المحلية قد شهدت تطورا كبيراً خلال العقد الأخير مع تطور البنية التحتية الملائمة لاستضافة اكبر الفعاليات والمعارض المتخصصة إضافة الى مكانة ابوظبي والامارات بشكل عام على صعيد الاقتصاد الدولى والزخم الذي تشهده القطاعات الاقتصادية المحلية وتنامي مكانتها كواحدة من أهم وجهات التجارة والاعمال على الصعيد الدولي

وأضاف أن تطور المعارض وزخمها يعد أحد أهم الممكنات لنمو وتوسع الأعمال الصغيرة والمتوسطة سواء من ناحية توفير ملتقيات تجارية تستقطب شرائح متعددة من المستهلكين والعملاء بما يعزز عوائد البيع المباشر لعدد من الأنشطة التي تتصدر قطاع ريادة الاعمال والمتمثلة في مشاريع تجارة التجزئة، أو كونها تتيح للانشطة الأكثر تخصصا كالشركات الصغيرة في القطاعات العقارية وقطاع الطاقة والقطاعات الإنتاجية وخدمات التدريب والاستشارات والحلول الذكية والتقنية والخدمات المساعدة المختلفة في المشاركة والتعريف المباشر بخدماتها.

بوابة للعلاقات التجارية

وقالت مؤسسة والمديرة التنفيذية لمنصة «ناك» الإلكترونية لتطوير وإرشاد الموظفين، أمنة الجروان، إن المعارض هي بوابة مهمة لتكوين العلاقات مع الشركات الأخرى ذات الارتباط في طبيعة العمل، كما أنها ميدان لعقد اتفاقيات تجارية متعددة.

وهذا ما لمسته في أول انطلاق مشروعها عند مشاركتها في معرض رواد الأعمال في إكسبو الشارقة قبل عدة أعوام.

ولفتت إلى أن عودة تنظيم المعارض الاستثمارية في كافة المجالات، هو استئناف لمسيرة التنمية الاقتصادية في الدولة، إذ إنها تمس معظم القطاعات الفاعلة في الدولة في مجالات التكنولوجيا والصناعة والتجارة والسياحة والترفيه.

تعزيز المعرفة

بدوره، قال المؤسس والمدير التنفيذي لشركة تورميد لتنظيم وإعداد الرحلات العلاجية، عمر القطامي، إن بدايته في سوق العمل كانت من خلال معرض لرواد الأعمال في إكسبو الشارقة، وهو البوابة التي منحته الدخول في عالم الأعمال، ومنه بدأ أولى علاقاته للتعريف بطبيعة عمل شركته.

واعتبر أن تنظيم المعارض الاقتصادية لمجموعة من الشركات المتنوعة، يعزز لديها المعرفة في طبيعة الأعمال ذات الاهتمام المشترك، وهذا ما تبحث عنه الشركات الجديدة في سوق العمل.

بيئة تنافسية

من جهته، قال المؤسس والمدير التنفيذي لمنصة سناكات كافيه لتجارة الأغذية المنزلية، محمد الشحي، إن المعارض التجارية التي تنظمها الجهات المعنية، تخلق من خلالها بيئة تنافسية وتعريفية بالشركات الوطنية، التي ممكن أن تمنحها الفرصة لدخول العالمية، مشيراً إلى أنه شارك في عدة فعاليات عرض خلالها مسيرة شركته التي حققت نمواً كبيراً خلال عدة سنوات، لتصل إلى نحو 300 عضو، وقيمة سوقية تتعدى مليون درهم.

ويرى الشحي أن عودة تنظيم الفعاليات والمعارض التجارية يسهم بشكل كبير في نمو الأعمال للشركات المشاركة، ويدعم الأعمال الجديدة في السوق من خلال التعريف بها، كما أنها فرصة للتعرف على الشركات العالمية في مجالات ذات الاهتمام المشترك.

التعريف بالإمكانيات الاقتصادية

من جانبه، قال الخبير في القطاع السياحي إبراهيم الذهلي، إن تنشيط تنظيم الفعاليات والمعارض الدولية، هو استئناف لمسيرة النمو التي تتبناها الدولة، إذ تشكل هذه الفعاليات أهمية كبيرة للتعريف بإمكانيات الإمارات في نمو الأعمال الاقتصادية في كافة المجالات، وخاصة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

ويرى أن هذه الفعاليات مهمة جداً للقطاع السياحي، حيث إن الزائرين الدوليين لهذه المعارض، يحصلون على فرصة التجربة الواقعية لطبيعة دولة الإمارات الاقتصادية وخدماتها الأساسية ذات التنافسية العالمية، وخاصة في قطاع الأعمال والاستثمارات بكافة مجالاتها.

تحفيز رواد الأعمال

بدوره، قال مدير مكتب البحر للدراسات والاستشارات، خبير تجارة التجزئة، إبراهيم البحر، يشكل المشاركون الدوليون في المعارض التجارية المتخصصة التي تنظمها المراكز المعنية داخل الدولة، نحو 70% من مجمل المشاركين، الأمر الذي يمنحهم الفرصة للتعرف على مدى القوة الشرائية ومدى إمكانيات دولة الإمارات من بنى تحتية وخدمات أساسية، وما تحتضنه من أفكار ريادية للأعمال، لينقلوا استثماراتهم إليها، ويؤسسوا مقرات لشركاتهم داخلها.

وأوضح أن المعارض التجارية تسهم بشكل كبير في نمو المبيعات للشركات المحلية وخاصة الصغيرة والمتوسطة التابعة لرواد أعمال، إذ إن المراكز المنظمة لهذه المعارض داخل الدولة، تقدم فعاليات تجارية متنوعة في عدة مجالات منها، الإلكترونيات والأغذية والمعدات والمواد التجميلية والخدمات والاستثمارات العقارية وغيرها.

ويرى أن أهمية هذه المعارض يصب بشكل كبير في مصلحة رواد الأعمال الإماراتيين الراغبين بدخول السوق من بوابة المشاركة الدولية، وهنا تكمن الفرصة للمستثمرين الجدد من تنمية معرفتهم بالبيئة الاقتصادية التي نشؤوا فيها، بهدف تنمية أعمالهم وتحفيزهم للتطور والتوسع التجاري.

ولفت إلى أن فترة جائحة كورونا العام الماضي، تسببت بأضرار كبيرة لهذه الفعاليات، إلا أن إجراءات الدولة الاحترازية والبروتوكولات لإعادة تنظيمها، ستسهم في استئناف هذه الفعاليات، وخاصة في ظل الترقب العالمي لانطلاق فعاليات اكسبو 2020 دبي، الذي سيعزز من مكانة الإمارات على الأصعدة كافة أمام العالم أجمع.

التجارب الناجحة

من جهته، أكد مدير مركز المسار للدراسات الاقتصادية نجيب الشامسي، أن المعارض الاستثمارية التي تنظمها الدولة، لها عدة أهداف على المستويين المحلي والدولي، وهي، تعريف المستثمرين الدوليين بإمكانيات الدولة الاقتصادية، وتوفر الخدمات الأساسية التنافسية، وتنمية المبيعات التجارية، ودعم رواد الأعمال الوطنيين في أولى خطواتهم الاستثمارية، والترويج للقطاع السياحي دولياً، وتنشيط الحركة التجارية في الأسواق المحلية.

وقال إن المعارض الاستثمارية سمة مهمة في مسيرة التنمية الاقتصادية الوطنية، إذ إن المراكز المعنية في تنظيم هذه الفعاليات حرصت على التنويع فيها، وركزت بشكل كبير على رواد الأعمال الإماراتيين لخوض غمار التجربة من خلال التجمعات الاستثمارية الدولية في مكان واحد، بحيث تشمل كافة المجالات، الأمر الذي سيعزز من الفكر الاستثماري لدى الشباب، ويمنحهم الفرصة للاطلاع على التجارب الناجحة في ريادة الأعمال.