أكد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة الإمارات ني جيان، أن الصين حافظت على مكانتها كأكبر شريك تجاري للإمارات، كما أصبحت الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري وأكبر سوق تصدير للصين في غربي آسيا وشمالي أفريقيا منذ سنوات عديدة.
وأضاف: «رغم التداعيات الخطيرة الناجمة عن جائحة كورونا العام الماضي، وصل حجم التجارة بين البلدين إلى 49.3 مليار دولار بزيادة تقدر بـ1.13%، ما يبرهن على المرونة والإمكانات القوية التي تكمن في تعاون البلدين في مجال الاقتصاد والتجارة».
جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان «استلهام أمجاد المئوية واستهلال فصل جديد في اليوبيل الذهبي» عقدت، مساء أمس الأربعاء، بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي.
وقال ني جيان: تحتفل الإمارات هذا العام احتفالاً مهيباً بالذكرى الخمسين لتأسيس الدولة، بعد نصف قرن حكم فيها الدولة قادة الإمارات وفي مقدمتهم الأب المؤسس لاتحاد الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، بجهدهم وعطائهم وعمل الشعب الإماراتي المعروف بذكائه وكده لتحويل الصحراء إلى «لؤلؤة الشرق الأوسط»، التي يعمها الرخاء والرغد.
وأردف: خلال هذه الفترة قفز إجمالي الناتج المحلي للإمارات من 170 مليون دولار أمريكي إلى 410 مليارات دولار بزيادة أكثر من 230 مرة، ما جعلها بين أكبر 30 اقتصاد في العالم، كما ارتفع نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي من دون 1500 دولار إلى نحو 70 ألف دولار، ما جعلها أغنى دولة في العالم توفر أفضل مستوى لمعيشة الشعب.
وذكر أن دولة الإمارات بدورها تعد مركزاً مهماً للتجارة والمالية والشحن الجوي في الشرق الأوسط، وتدأب على خلق مبادرات الأولى على مستوى العالم، حيث بني فيها أول فندق بتصنيف 8 نجوم وأعلى مبنى وأكبر ميناء اصطناعي وجزيرة اصطناعية.
ولفت سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة الإمارات ني جيان، إلى أن في الإمارات والصين 48 ناطحة سحاب، كل على حدة، ضمن 71 مبنى يتجاوز طوله 350 متراً في العالم، وأعلاها برج خليفة البالغ طوله 828 متراً، كما تعتبر الإمارات مركزاً عالمياً للطيران والنقل البحري، بحيث أصبح مطار دبي الدولي أكثر المطارات ازدحاماً في العالم، واحتل ميناء جبل علي المراكز العشرة الأولى عالمياً من حيث الطاقة الاستيعابية.
وأكد أن دولة الإمارات تحرص على إعلاء مفهوم السلام والانفتاح والتنوع والتسامح، حيث تفتح أبوابها لشعوب العالم بغض النظر عن الاختلافات العرقية والدينية والثقافية، بحيث يعيشون فيها في وئام وانسجام ويسعون إلى التنمية المشتركة، وتم تصنيف أبوظبي ودبي كأكثر المدن أماناً عدة مرات، بما يجعل الإمارات «واحة السلام» في الشرق الأوسط.
وأوضح أن التبادلات الثقافية والشعبية بين الصين والإمارات تزدهر ويتنامى التعاون الثنائي في مجال التعليم والتكنولوجيا، حيث يتقدم برنامج تدريس اللغة الصينية في 200 مدرسة إماراتية، كما تم افتتاح المدرسة الصينية في دبي، باعتبارها أول مدرسة صينية رسمية في الخارج.
وأشار إلى أن البلدان أجريا تعاوناً فعالاً في الوقاية والسيطرة المشتركة وتقاسم المعلومات وتطوير اللقاح والطب والصحة، ومن أكثرها تأثيراً هو إجراء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح الصيني المعطل ضد فيروس كورونا، والتي شارك فيها 370 ألف متطوع من 125 دولة وتم تعميمها في مصر والبحرين لاحقاً.
وأردف ني جيان، أن العام الجاري يصادف الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، والذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات، مستعرضاً الماضي واستشراف المستقبل والتباحث حول سبل التعاون بين البلدين.
وقال: في عام 1949 تأسست الصين الجديدة لتوها وكانت فقيرة للغاية، حيث كان لم يبلغ الناتج المحلي سوى 12.3 مليار دولار باحتلاله المرتبة الـ77 عالمياً، ناهيك عن نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي البالغ 23 دولاراً، وهو من بين الأدنى عالمياً.
وتابع: تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني تلمست الصين الطريق لأكثر من 70 سنة بعد تأسيس الدولة، ووجدت تدريجياً طريقاً تنموياً ناجحاً، أي طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية الذي يركز على البناء الاقتصادي وتتخذ التنمية أمراً لا مفر منه، حيث دفعت الإصلاح في كافة المجالات باستمرار، ما حقق نمواً اقتصادياً متسارعاً بما يزيد على 9% لمتوسط معدل النمو السنوي في غصون بضعة عقود وأسهم في تحسين معيشة الشعب بشكل غير مسبوق.
وأشار إلى أن إجمالي الناتج المحلي للصين قفز إلى 14.7 تريليون دولار بزيادة أكثر من 1000 مرة، مقارنة مع ما كان عليه في أيام تأسيس الدولة لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم يشكل 17% من الاقتصاد العالمي وتتجاوز نسبة مساهمته في الاقتصاد العالمي 50% لسنوات متتالية، كما ارتفع نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي على 10 آلاف دولار بزيادة 100 مرة، مقارنة مع ما كانت عليه الحال.
وبين ني جيان، أن الصين حالياً أكبر دولة في العالم من حيث التصنيع وتجارة السلع واحتياطي العملات الأجنبية، واستحوذت على المركز الأول عالمياً من حيث إنتاج أكثر من 220 منتجاً صناعياً، والسكك الحديد فائقة السرعة والطرق السريعة والقدرة المركبة لمحطات توليد الكهرباء وحجم البنى التحتية للإنترنت وتوظيف الطاقة الجديدة والمتجددة.
ولفت إلى أن الصين تتمتع بسبعة مطارات وسبعة موانئ وصلت إلى مصاف أكبر عشرة مطارات وأكبر عشرة موانئ من حيث الطاقة الاستيعابية للحاويات على المستوى العالمي، بالتوازي مع تحقيق العديد من الإنجازات في مجال التكنولوجيا بما فيها «قنبلتان وقمر صناعي واحد»، ورحلات الفضاء المأهولة واستكشاف المريخ والتواصل الكمي والحوسبة الفائقة والغوص العميق بما يجاري حتى يتجاوز المستوى المتقدم العالمي في مختلف الميادين.