ترى شركة «إنسينكراتور»، التي تتخذ من دبي مقراً لها، أن جائحة كورونا كان لها دور في تعزيز مكانة الإمارات كدولة رائدة عالمياً وإقليمياً بالتحول الرقمي وبقوة البيئة التكنولوجية التي لديها، مشيراً إلى أن الخطط الاستراتيجية لدى دولة الإمارات واتخاذها خطوات استباقية بعيدة المدى عززا من مكانتها الإقليمية وجعلاها تتربع على عرش الاقتصاد الرقمي.
ومؤخراً، كشف مؤشر الاقتصاد الرقمي في الدول العربية الصادر من صندوق النقد العربي أن الإمارات تصدرت الدول العربية في المؤشر المركب للاقتصاد الرقمي، لافتاً إلى تنامي دور الاقتصاد الرقمي في المساهمة في الأنشطة الاقتصادية خلال العقدين الماضيين، ما ساعد على ارتفاع نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 15.5%.
وقال محمد كرم، مدير أول تطوير الأعمال في الشرق الأوسط وأفريقيا لدى الشركة، في إفادة عبر البريد الإلكتروني لـ«الرؤية»: إن الاستثمارات بعيدة المدى في التكنولوجيا والحكومة الإلكترونية وإنترنت الأشياء والابتكار وتبني تقنية البلوك تشين وغيرها من الجهود عززت من مكانة الدولة بهذا المجال.
وأضاف كرم: من الأسباب الرئيسية التي مكنت الدولة من الوصول إلى هذا المركز المتقدم على المؤشر هو اعتماد الاستراتيجية الشاملة للتطوير والتي أخذت بعين الاعتبار عدداً من النواحي، تتمثل في: الفكر الرقمي الذي تسعى من خلاله إلى خلق بيئة تتبنى الفكر الرقمي من خلال دعوة الشركات المعنية بتعزيز التعليم الرقمي والمهارات لدى الشباب بما يخلق جيلاً قادراً على النقد التحليلي، مشيراً إلى أنه من أجل ذلك كان لا بد من وجود بنية تحتية متقدمة لدعم التحول الرقمي وإيجاد المزيد من فرص العمل.
وأوضح أن المحور الثاني يتضمن تعزيز دور الشباب، من منطلق إيمان الحكومة أن فئة الشباب هي الأجدر والأسرع في تبني أحدث تقنيات المعلومات والاتصالات، وأن تنمية هذه المهارات لدى الشباب سوف يساعد بشكل كبير في عملية التحول الرقمي.
وأشار إلى أن الدولة استطاعت إنجاز هذه الاستراتيجية بنجاح منقطع النظير بدليل تصدرها أبرز المؤشرات العالمية مثل استخدام تقنية المعلومات وكفاءة الحكومة الإلكترونية وتغطية شبكة الهاتف الجوال مقارنة بعدد السكان حيث بلغ معدل استخدام الهاتف الذكي في الدولة نسبة 100%.
ولفت إلى أنه لا يمكن أن نغفل عن تبني الدولة لتقنية البلوك تشين كواحدة من أوائل الدول في التعاملات الرقمية فخصتها باستراتيجية تهدف من خلالها إلى تطويع التقنيات المتقدمة وتوظيفها لتحويل التعاملات الحكومية على المستوى الاتحادي إلى منصّة بلوك تشين وأيضاً تبني مبادرة حكومة بلا أوراق».
وتابع محمد كرم: تشير التقديرات إلى تحقيق الإمارات نمواً ملحوظاً في مساهمة الاقتصاد الرقمي بالناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات على ضوء الإنجازات الكبيرة التي تحققت خلال عملية التحول الرقمي التي أطلقتها الدولة منذ عام 2013.
وتوقع أن تستمر الدولة في ترسيخ مكانتها بشكل كبير في مجال الاقتصاد الرقمي بدعم من عوامل كثيرة لا سيما وكما شاهدنا خلال الفترة الماضية وتأثيرات الجائحة، تحقيق التجارة الإلكترونية قفزة نوعية في النمو وتفضيل استخدام تقنية المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات على نطاق واسع في الدولة بدعم من تطور البينة التحتية المستمر مدفوعاً بزيادة الطلب على تكنولوجيا المعلومات واستخدام الهواتف الذكية وزيادة الإقبال على طرق الدفع الإلكتروني.
وشدد كرم على أن الاقتصاد الإماراتي ما زال يزخر بالعديد من الفرص لا سيما في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تبشر بآفاق واعدة على المديين القصير والطويل.