ولد إعلان شركة فايزر عن لقاح «كوفيد-19»، أمس الاثنين، موجة من التفاؤل الاقتصادي مع فرصة للانتعاش بسرعة أكبر في عام 2021 وما بعده، وبينما لا يزال اللقاح يواجه العديد من العقبات التي يجب التغلب عليها قبل حصوله على الموافقة التنظيمية، فإن الآمال تتزايد في صناعة الطيران والفنادق والمطاعم وتجارة التجزئة والترفيه والوظائف.
وظهر المستثمرون حول العالم بشكل إيجابي، يوم أمس، ما دفع مؤشر داو جونز الصناعي إلى الارتفاع بأكثر من 1550 نقطة، أو نحو 5.4%، ودعم مؤشر S&P 500 بنسبة 3.8%.
وقال اقتصاديون: «من الواضح أنها أخبار جيدة للاقتصاد الإماراتي، لأنها سترفع المعنويات وأسعار الأسهم، وهو ما من شأنه أن يعزز الإنفاق الاستهلاكي، كما أن عجلة التوظيف ستعود للدوران من جديد بعد أن فقد الكثيرون وظائفهم بسبب الجائحة، ولكن الأمر الأساسي المهم هو زوال الخوف، وارتفاع مستوى الطمأنينة لدى الجمهور، وهذا سينعكس مباشرة على قطاعات الطيران والسياحة والفنادق والتجزئة والعقارات، ويجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية».
وبعد أن يبدأ اللقاح في الظهور، يمكن أن تشمل الآثار الاقتصادية الفورية ما يلي:
- تمكين المطاعم من زيادة سعة جلوسها، إذ تحولت العديد من المطاعم إلى وجبات سريعة أو توصيل.
- ارتفاع مستوى الزيارة لمتاجر التجزئة التقليدية المتعثرة، واستعادة ثقة المستهلك في الاقتصاد وسلامة التسوق شخصياً.
- تشجيع المسافرين على الطيران أو الإقامة في الفنادق أو القيام برحلات بحرية مرة أخرى.
- إعادة إحياء صناعة الترفيه، بما في ذلك دور السينما والملاعب الرياضية والعروض المسرحية.
- استئناف العمل المكتبي إلى حد كبير، رغم إمكانية استمرار عدد من المؤسسات في القطاعين العام والخاص في نموذج العمل عن بُعد.
- ارتفاع أسعار النفط نتيجة استعادة قطاع التصنيع لزخمه، لا سميا أن الأسعار قفزت إلى 41 دولاراً للبرميل الاثنين الماضي.
وقال المدير الشريك لشركة تروث للاستشارات الاقتصادية والإدارية، رضا مسلم، إن الإعلان عن لقاح لفيروس كورونا له آثار مادية ونفسية على المستهلكين، خاصة مع زوال عامل الخوف والرهبة من الحركة والتنقل، والعودة إلى الوضع الطبيعي وبث مزيد من الطمأنينة، والاستقرار في الاقتصاد، وإمكانية تحقيق نمو اقتصادي مرتفع العام المقبل.
وأضاف مسلم، أن الآثار لن تكون مباشرة على المدى القريب، ولكن خلال أشهر قليلة ومع بدء توزيع اللقاح، ستشهد القطاعات الاقتصادية المختلفة موجة من الانتعاش، خاصة الطلب على الوظائف واستعادة قطاع الطيران والسفر والسياحة والفنادق تألقه في الدولة، وكذلك قطاعات التجزئة والترفيه والمطاعم التي تأثرت إلى حد كبير خلال أزمة كورونا.
وبدوره، قال الخبير الاقتصادي محمد المهري، إن خبر اكتشاف اللقاح سيسرع إلى حد كبير من عودة الحياة إلى طبيعتها في الدولة، خاصة قطاع التجزئة الذي سيشهد مزيداً من الزخم مع زوال الخوف والرهبة لدى الجمهور من زيارة الأماكن المزدحمة.
وذكر أن القطاع الحكومي سيعود إلى العمل بشكله الطبيعي وتخفيف القيود التي لا يزال بعضها حتى اليوم، وسيحذو حذوه القطاع الخاص، والذي قد يبقى متمسكاً بخيارات العمل عن بُعد، خاصة بعد تجربتهم خلال أزمة كورونا.
وأكد المهري أن قطاع الطيران في الدولة، والذي يعتبر من الأعمدة الرئيسية للاقتصاد، سيعود إلى سابق عهده بشكل تدريجي، مع مزيد من قرارات رفع القيود عن السفر في المطارات حول العالم.
من جهته، قال مدير مركز المسار للدراسات الاقتصادية نجيب الشامسي، لا شك أن الخوف والعامل النفسي له دور كبير في التأثير على الحركة الاقتصادية والإنفاق الاستهلاكي في الدولة، ويبدو أن خبر اكتشاف اللقاح الذي أعلن عنه أمس كان له صدى إيجابي كبير على الاقتصادين العالمي والمحلي.
وذكر الشامسي أن اكتشاف اللقاح بمثابة ضوء في نهاية النفق، خاصة بعد التداعيات الكبيرة التي تسببت بها جائحة «كوفيد-19» على أغلب القطاعات الاقتصادية في الدولة، وبالتالي ستستعيد الأنشطة المتعلقة بالتجزئة والطيران والسياحة الترفيه والمطاعم زخمها مجدداً.
مضيفاً أن هذه الآثار لن تكون مباشرة، ولكن تحتاج إلى مزيد من الوقت، وبشكل تدريجي سيستعيد المستهلك ثقته، ويكتسب المزيد من الطمأنينة للحركة والتنقل وممارسة النشاطات كافة بشكل طبيعي.